الطب

طرق علاج مرضى السل قديماً

1995 أمراض لها تاريخ

حسن فريد أبو غزالة

KFAS

مرضى السل الطب

لقد كان مرضى السل في القرن التاسع عشر أبطالاً حقاً حين أرغموا حسب تعاليم الأطباء السابقين على النوم في الهواء الطلق، أو في غرف بغير نوافذ، بداعي نشدان الهواء النقي، بل ذهبوا إلى إسكانهم في أعالي الجبال قناعة منهم بنقاوة هواء الجبل.

ولعل هذه القناعة جربها طبيب إنجليزي كان يعمل في الريف، فكان عليه أن يتنقل على ظهر حصانه بين مرضاه، فلاحظ أن المرضى الذين يعيشون في هواء الريف الطلق هم أقرب للشفاء وأحسن حالاً من المرضى الآخرين، لهذا أنشأ داراً صغيرة لعلاج السل مفتوحة الشبابيك.

كذلك عمدوا في ألمانيا في ناحية منها تدعى بالغابة السوداء إلى إقامة معاهد للسل سموها مصحات، يقضي المرضى فيها يومهم في الشرفات، وكان من أشهرها مصحة يدعونها "نوردراخ" ثم شاعت فكرة المصحات بعدها وانتشرت في كل أوروبا.

 

غير أن أطرف ما روي في هذا الصدد هي حكاية الطبيب الأميركي "ادوارد ترودو" الذي كان يعمل طبيباً في نيويورك، إذ أصيب بالسل عام 1860م وقرر لنفسه أن فرصته الباقية له في الحياة هي مدة سنة واحدة فقط.

لهذا قرر أن يقضي ما تبقى له من عمر قصير في المكان الذي أحبه والذي كان يقضي فيه أيام راحته، فاختار غابة مهجورة في شمال مدينة نيويورك حيث اتخذ لنفسه مقراً هو عبارة عن كوخ خشبي صغير يقضي فيه أيامه في هواية صيد السمك والحيوانات.

غير أن العام مضى وانقضى ولم يكن حاله بأسوأ مما كان عليه يوم جاء ولم يمت الدكتور "ترودو" كما توهم، لهذا قرر أن يبقى ويستمر في كوخه، ومن ثم عاش على هذا المنوال ثلاثين سنة أخرى، كان فيها وافر الصحة والنشاط فكان هذا هو سر إقامة مصح "اديرونداك" هناك.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى