طرق مواجهة الإصابة بمرض ديدان “البلهارسيا”
2007 في الثقافة والتنوير البيئي
الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع
KFAS
مرض ديدان البلهارسيا البيولوجيا وعلوم الحياة
لمواجهة الإصابة بالبلهارسيا يمكن اتباع ما يلي:
1- عدم قضاء الحاجة في مجاري الماء العذب، وقد حثنا الدين الحنيف على ذلك. فالمصاب بالبلهارسيا إذا تبول أو تبرز بأحد مجاري الماء العذب، فإن البويضات التي تنزل منه.
ثم تفقس ليخرج منها الميراسيديوم الذي يسبح في الماء من 16 إلى 32 ساعة باحثا عن قواقع (البولينس أو البيمفلاريا) ليستقر بداخلها. ثم يكون الميراسيديوم (داخل القوقع العائل) كيسا جرثوميا خلال شهر، وتخرج من الأكياس الجرثومية التي بالقواقع أطوار جديده تسمى طالسركاريا".
ويستمر انطلاق دفعات متتالية من السركاريا على مدى شهر ونصف وهذه هي الأطوار المعدية التي تخرتق جلد الإنسان إذا تصادف تعرضه لهذا الماء الملوث ومن المذهل أن الميراسيديوم الواحد ينتج عنه حوالي 250000 (ربع مليون) سركاريا !!
أي أن بويضة واحدة منش خص مصاب إذا نزلت في البول أو البراز للمياه يمكنها أن تصيب ربع مليون شخص!!
ومن البديهي أن البراز أو البول لا يحتوي على بويضة واحدة بل عدة مئات في اليوم الواحد… إذن فالعدوى بالبلهارسيا قضية سلوكية أولا وأخيرا. وتستمر خطورة السركاريا (489 ساعة تقريبا، وتموت بغلي الماء.
2- تصويب بعض المفاهيم العلمية حول المرض، حيث يظن الكثيرون أن العدوى بالبلهارسيا لا تحدث إلا أثناء الاستحمام في الترع أو المصارف، وهذا ظن خطأ.
فالإصابة بالسركاريا لا تحدث تحت الماء، فعندما ينزل الإنسان في وسط مائي ملوث؛ تتجه السركاريا بأعداد كبيرة صوب جسمه (مركز حدوث التموجات)، وتستشعر السركاريا حرارة جسمه، فتندفع نحوه وتعلق بواسطة ممصاتها على جلده.
ولكن لا تستطيع اختراقه إلا بعد خروج الشخص من الماء، حيث تتبقى قطرات المياه الملوثة على الجلد، فتحاول السركاريا اختراق الجلد برأسها المدبب، ولكنها لا تتمكن من ذلك إلا إذا بدأت قطرة الماء في الجفاف.
فتفرز السركاريا بعض الإنزيمات المحللة على الجلدن وكلما صغر حجم قطرة الماء تمكنت السركاريا من الارتكاز بذيلها الذي يشبه البريمة على السطح الداخلي للقطرة، وتنفقع شيئا فشيئا كلما جفت القطرة، حتى تخترق براسها حاجز الجلد، تاركةً الذيل الذي أدى مهمته بالدفع الزنبركي ليبقى على سطح الجلد ويصاحب دخول راس السركاريا في جسم الإنسان حدوث حكة جلدية.
إذن فالعدوى تحدث حتى لو كان الشخص خارج المياه الملوثة، وذلك نتيجة وصل رذاذ هذا الماء الملوث الحامل للسركاريا إلى جلده.
ولذلك نسمع عن الكثيرين من المرضى الذين لم يسبق لهم الاستحمام في مياه الترع، وتنتابهم حالة من الدهشة عندما يعلمون انهم مصابون بالبلهارسيا.
ومن رحمة الله بالعباد؛ أن يسر سبل التلخلص من السركاريا العالقة بقطرات الماء، ومنها التجفيف الفوري للجلد الذي تعرض لماء يُخشى من تلوثه بسركاريا البلهارسيا.
3- توفير علاج البلهارسيا بالمجان في كافة الوحدات الصحية والمستشفيات والصديليات. وهو عبارة عن أقراص تعطى عن طريق الفم.
وقد يظن الكثيرون أن جرعة واحدة تكفي من هذه الأقراص للقضاء على البلهارسيا! وهذا خطأ.. فأقل جرعة علاجية لهذا المرض ست جرعات، أي أربعة وعشرون قرصا، تؤخذ بمعدل ثمانية أقراص اسبوعيا. وللأسف فإن وسائل التشخيص لمتابعة فاعلية العلاج غير مجدية حتى بعد تعاطي جرعات أكثر مما ذكر.
ومن المستغرب استمرارية معاناة بعض المرضى من وجود ديدان بلهارسيا حية ونشيطة تكتشف بالمنظار الضوئي، على الرغم من أخذهم جرعات علاجية متكررة، وعدم تعرضهم لمياه ملوثة.
إنها مشكلة محيرة ولغز غامض. ورغم هذا كله، نرى اللامبالاة والسلبية والسطحية لدى الكثيرين (ولا سيما اهل القرى) تجاه هذا المرض الخطير، الذي يدمر الجسم.
إنها مشكلة خطيرة ينبغي تضافر جميع الجهود في سيبل القضاء عليها، فهي ليست مشكلة حدوث أعراض في بعض المرضى، مثل: خروج دم مع البول والبرازن بل هي أخطر من ذلك بمراحل.
والحديث عن مضاعفات هذا المرض لا ينتهي، خاصة حين نعلم أن الأضرار الناجمة عنه متعددة، وأنها سبب رئيس من أسباب تعرض الجسم للإصابة بأمراض أخطر منها: التهاب الكبد الفيروسي، والأورام الخبيثة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]