ظاهرة النينيو
2013 دليل المحيطات
جون بيرنيتا
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
هذا ويترتب على التغيرات في جنوب المحيط الهادئ أثارا مهمة على أنماط تساقط الأمطار والطقس في أستراليا وجنوب شرق آسيا، حيث تقل أمطار الرياح الموسمية خلال سنوات النينيو. وتتسم هذه الظاهرة بالنينيو (El Niño – حيث تعني باللغة الإسبانية الطفل المسيح) نظرا لحدوثها بالقرب من أميريكا اللاتينية خلال موسم عيد الميلاد، بالاضافة الى تشكيلها جزء من النمط المناخي (التقلب الجوي الجنوبي للنينيو) في نصف الكرة الأرضية الجنوبي. ويمكن تتبع آثار تلك الأحداث من خلال تكون أنماط الكثبان الساحلية في شرقي أميريكا الجنوبية وقد تكون متضمنة في كمية وشكل هطول الأمطار المتغيرة في مناطق بعيدة مثل أفريقيا.
خلال حدوث النينيو، تتوقف التيارات المتصاعدة وتنهار الانتاجية البيولوجية للمنطقة، نظرا لعدم وصول المواد الغذائية المهمة إلى السطح. وقد أظهرت الأبحاث حول هذه الظاهرة في العقد الماضي أن التيارات السطحية للدوامة الجنوبية تكون أضعف خلال سنوات النينيو، ويصبح التيار الاستوائي الجنوبي المتجة إلى الشرق تحت هيمنة التيار الاستوائي الغربي المضاد.
خلال رحلتها التي تبلغ ١٥,٥٠٠ كيلومتر (٩٠٠٠ ميل) عبر المحيط، فان المياه السطحية للتيار الاستوائي الجنوبي تصبح أكثر دفئا بشكل تدريجي، مما ينتج عنه تكون حوض من المياه الدافئة في غربي المحيط الهادئ. وعلاوة على ذلك، فانه ينتج عن حركة المياه ارتفاع في مستوى سطح البحر في أقليم غربي المحيط الهادئ ومستويات بحر منخفضة على طول ساحل أميريكا الجنوبية. وعندما يضعف التيار أو ينعكس، فان مستوى المياه يتغير على جانبي حوض المحيط الهادئ. ويصل مستوى سطح البحر العام في غربي المحيط الهادئ خلال سنوات النينيو ١٤ سنتيمتر (٥.٥ انش) وهوأقل من المستوى الطبيعي، فيما تصل إلى ارتفاع حوالي ٥٠ سنيمتر (٢٠ انش) أعلى من المستوى الطبيعي على طول ساحل أميريكا اللاتينية. وتكون المياه في نطاق التيار المتصاعد عندئذ واقعة تحت تأثير المياه الدافئة القادمة من غربي المحيط الهادئ، فيتوقف التيار المتصاعد مما ينتج عنه انهيار الانتاجية البيولوجية في تلك المنطقة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]