فوهتا كوبرنيكوس وفوث
2013 دليل مراقب القمر
بيتر غريغو
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
عندما يمتد خط الفصل على القمر عند شروق الشمس عبر نصفه الغربي، حين يكون عمر القمر حوالي 8 أيام، فإن الشمس المشرقة تُنير الأجنحة الشرقية الواسعة لفوهة كوبرنيكوس البركانية الرائعة الجمال ذات القطر 93 كم. لتبدو فوهة كوبرنيكوس مثل ثلمة على خط الفصل، حيث يراها المراقبون المدققون بالعين المجردة.
إن تعقيدات الجدران الداخلية والخارجية الهائلة لفوهة كوبرنيكوس، كما تبدو عبر التليسكوب، تحبس الأنفاس، بحوافها المتراكزة الموضوعة قرب حافة الفوهة البركانية التي تفسح المجال للروابي الشعاعية الأبعد من ذلك.
وتقع جنوب حافةكوبرنيكوس بحوالي 50 كم فوهة فوث (Fauth) البركانية على شكل فتحة المفتاح بطول 15 كم، والتي سميت على اسم مصور القمر الألماني «فيليب فوث»، الذي أعد خرائط بصرية مفصلة ودقيقة للقمر قبل قرن مضى.
إن فوهة فوث هي ربما فوهة بركانية ثانوية تشكلت بفعل ارتطام كتلة كبيرة من المواد المندفعة خارجاً عندما تشكلت فوهة كوبرنيكوس.
وعندما يمتد الخط الفاصل جهة الغرب، تتكشف فوهة كوبرنيكوس بكامل جلالها. ويمكن أن يرى حولها مئات الفوهات البركانية الارتطامية الثانوية الأصغر مثل النقاط، حيث يتوضع العديد منها على طول الخطوط الشعاعية البارزة، وتكون ممدودة وأحياناً متصلة فيما بينها ويحيط بفوهة كوبرنيكوس نظام قوي من الحواف والأخاديد ويشكل أشعة النحو الخارج تصل لأكثر من 100 كم، مفضياً إلى منظومة رائعة من الأشعة التي تسير دون أي عوائق عبر السطح لمسافات بعدة مئات الكيلومترات. وعند اكتمال البدر يمكن لفوهة كوبرنيكوس المضاءة بالكامل ومنظومتها الشعاعية الهائلة أن تشد انتباه المراقب لساعات حتى النهاية.
إن فوهة كوبرنيكوس هي النجم للصورة المذهلة الحقيقية الأولى التي ربما عادت من الفضاء. وإن الصورة المائلة للفوهة البركانية من كاميرات المسبار القمري 2 في نوفمبر/ تشرين الثاني 1966 والتي ألتقطت من ارتفاع 130 كم فوق سطح القمر على بعد مسافة جنوب فوهةكوبرنيكوس، هلل لها البعض باعتبارها ‘صورة القرن’.
حيث تجمع الصورة الأبعاد الحقيقة لفوهة كوبرنيكوس – فهي ليست تجويفاً شديد العمق على شكل وعاء، ولكنها مستوٍ دائري واسع انخفض 3750 متراً تحت حافة يصل ارتفاعها 400 متر فوق المستوي المحيط.
ترتفع كتلتها المستديرة من الجبال المركزية إلى ارتفاعات أعلى من 1000 متر فوق أرض الفوهة البركانية. وتُظهر الصورة القريبة من المسبار القمري تفاصيل هائلة حول الأرضية وفي الجبال المركزية، ويمكن أن يُرى على طول الجدار الشمالي المعقد لفوهة كوبرنيكوس حواف وخوانق (وديان عميقة ضيقة)، التي تشكلت بفعل المواد التي انهالت على قاعدة الجدران.
فقد انزلقت قطعة صخرية عملاقة من المنحدرات الأعلى للجبال المركزية. اقترحت مجموعة العمل الجيولوجية المؤلفة من 28 عضواً المسماة مجموعة مؤتمر سانتا كروز في عام 1967 بأن بعثة مستقبلية لمحطة أبولو قد تهبط قرب الجبال المركزية لفوهة كوبرنيكوس البركانية. ولسوء الحظ لم تر هذه الرحلة النور أبداً رغم أنه من المؤكد أنها كانت ستشكل موقع الهبوط الأكثر روعة لمحطة أبولو.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]