إسلاميات

قصة سيدنا نوح “عليه السلام” مع قومه

2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

سيدنا نوح عليه السلام إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة

المَقْصودُ بالطُّوفانِ هُنَا: المَطَرُ الهائِلُ والماءُ العظيمُ الّذي أرسلَهُ اللهُ تعالَى علَى قومِ نوحٍ، عليه السّلامُ، فأَغْرَقَهُم فيهِ.

وذَلِكَ أَنَّه كانَ بينَ آدَمَ ونوحٍ عَشَـرَةُ قُرونٍ كلُّهم علَى الإسلامِ، ثُمَّ بعدَ تِلْكَ القرونِ الصّالِحَةِ عَمَّ الجَهْلُ والفَسادُ وتحوَّلَ أكثرُ النَّاسِ عَنْ عِبادَةِ اللهِ الواحِدِ الأَحَدِ إلَى عِبادَةِ الأَصْنامِ.

لقَدْ كانَ بين آدَمَ ونوحٍ رجالٌ صالحونَ، ولهم أَتْباعٌ يَقْتَدونَ بِهِم، فلَمَّا ماتَ هؤلاءِ الصّالحونَ، قالَ أَتباعُهُم لقومِهِمْ: لَوْ صَوَّرْنا هؤلاءِ الصَّالحينَ مِنْ قومِنا، ونَصَبْنا لَهُمْ تماثيلَ في مجالِسِنا، كانَ أَنْشَطَ لنا علَى العبادَةِ إذا رَأيْناهُم وتَذَكَّرْنا اجْتِهادَهُم وعِبادَتَهُم، فَوَضَعوا لهم تماثيلَ تُشْبِهُهُمْ، ونَصَبوها في مجالِسِهم.

 

فلمَّا ماتَ مَنْ صنعَ التماثيلَ، وجاءَ آخرونَ مِنْ بَعْدِهِمْ، أَتَى إلَيْهم إبليسُ وكَذَبَ عَلَيْهم، فقالَ: إنَّما كانَ آباؤُكُم وأجدادُكُم يعبدونَ هؤلاءِ الصَّالحينَ، وبِهِمْ يُسْقَوْنَ المَطَرَ، فأَضَلَّهُم الشّيطانُ وقَدَّسوا هذهِ الأَصْنامَ.

ثُمَّ تَطَوَّرَ بِهِم الأَمْرُ إلَى عبادَتِهِمْ، كما ذكرَ اللهُ – عزَّ وجَلَّ – عَنْ قومِ نوحٍ: (قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا) (نوح 21 – 23).

وهَذِهِ أَسْماءُ رجالٍ صالحينَ مِنْ قومِ نوحٍ، عِنْدَما ماتُوا ضَلَّ قَوْمُهُم مِنْ بَعْدِهِمْ، وعَبَدوهُم.

 

وبِذَلِكَ انْتَشَرَ الفسادُ في الأَرْضِ، وعَمَّ البلاءُ بِعِبادَةِ الأَصْنامِ فيها، فبعثَ اللهُ عَبْدَهُ ورسولَهُ نوحًا – عليه السَّلامُ – لهِدايَتِهِمْ ودَعْوَتِهِمْ إلَى عِبادَةِ اللهِ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وألاَّ يَعْبُدوا مَعَه أَحَدًا، وأن يَعْترِفُوا بوَحْدانِيَّتِهِ، وأنَّه لا إلَهَ غَيْرُهُ، ولا رَبَّ سِواهُ.

وقامَ نوحٌ بِدَعْوَةِ قَوْمِهِ إلَى اللهِ بشَتَّى الوَسائِلِ في اللَّيْلِ والنَّهارِ، والسِّرِّ والإجهارِ، وبالتَّرْغيبِ تارَةً والتَّرْهيبِ تارَةً، فَلَمْ يَنْجَحْ؛ لأنَّ الشَّرَّ قَدْ تَمَكَّنَ في قُلوبِهِمْ، بَلْ اسْتَمَرَّ أكثرُهُم علَى الضَّلالَةِ والطُّغْيانِ، وعِبادَةِ الأَصنامِ، ونَصَبوا لِنوحٍ، عليهِ السّلامُ، العَداوَةَ في كلِّ وَقْتٍ، وتَوَعَّدوهُ ومَنْ آمَنَ بِهِ بالتَّعْذيبِ والطَّرْدِ من بَلَدِهِ.

ولكنَّ نوحًا اسْتَمَرَّ في دَعْوَتِهِمْ إلَى الهُدَى رَغْمَ كُفْرِهِمْ وعِنادِهِمْ، أملاً في إيمانِهِمْ.

 

واسْتَمَرَّ في ذَلِكَ تِسْعِمِئَةٍ وخمسينَ عامًا، كما قالَ تعالَى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ) (العنكبوت 14).

ومَعَ هذه المُدَّةِ الطَّويلَةِ فَمَا آمَنَ بهِ مِنْهُم إلاَّ القَليلُ، وكانوا كُلَّما انْقَرَضَ جيلٌ وصَّوْا مَنْ بَعْدَهُم بِعَدَمِ الإيمانِ بِه، ومُحارَبَتِه ومُخالَفَتِه، وكانَ الوالِدُ إذا بَلَغَ وَلَدُهُ، وعَقَلَ عَنْهُ كلامَهُ، وصَّاه فيما بَيْنَهُ وبَيْنَهُ ألاَّ يُؤْمِنَ بنوحٍ أبدًا ما عاشَ.

وكانَ نوحٌ يُحَذِّرُهُم من عذابِ اللهِ في الدُّنْيا والآخِرَةِ إنْ هُمْ استَمَرُّوا في كُفْرِهِمْ وعِنادِهِمْ. وكانوا يقولونَ له: يا نوحُ لقَدْ مَلَلْنَا مِنْ دَعْوَتِكَ إيَّانا، ونحنُ لَنْ نُؤْمِنَ، فادْعُ ربَّكَ أنْ يُنْزِلَ بِنا عَذابَهُ إنْ كُنْتَ صادِقًا فيما تقولُ.

 

وقَدْ حَكَى اللهُ لَنَا ذَلِكَ في القُرآنِ فقالَ: ( قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (هود 32)، والمقصودُ أَنْ يأتِيَهُمْ نوحٌ، عليه السّلامُ، بما وَعدَهُمْ من العذابِ.

ولمَّا يَئِسَ نوحٌ مِنْ صَلاحِهِمْ وفَلاحِهِمْ، ورأَى أَنَّهُم لا خَيْرَ فيهِمْ، مع أذَاهُم لَهُ بكلِّ الوَسائِلِ، وتَأَكَّدَ لَدَيْهِ ذَلِكَ عِنْدَما أَخْبَرَهُ اللهُ تعالَى به (وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (هود 36)، دَعَا عَلَيْهم دَعْوَةَ غَضَبٍ.

فقالَ، كما أَخْبَرَ اللهُ تعالَى: (وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا) (نوح 26 – 27)، فاجْتَمَعَ عَلَيْهِم خَطاياهُم مِنْ كُفْرِهِمْ وفُجورِهِمْ ودَعْوَةُ نبِيِّهِمْ عَلَيْهِم.

 

فعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ اللهُ تعالَى رسولَه نوحًا أنْ يَصْنَعَ الفُلْكَ، وهي: السَّفينةُ العظيمةُ الّتي لم يكنْ لها نظيرٌ قَبْلَها. وأخذَ نوحٌ، عليهِ السّلامُ، يصنعُ السفينةَ، فكانَ قومُه يَمُرُّونَ بِهِ في أثناءِ عَمَلِه، ويَهْزَؤونَ بِهِ، ويقولونَ لَهُ: يا نوحُ لَقَدْ صِرْتَ نَجَّارًا بَعْدَ أَنْ كُنْتَ نَبِيًّا.

وكانَ نوحٌ، عليهِ السّلامُ، يجيبُهم: أَنْتُم اليومَ تَسْخَرونَ مِنِّي، ولكنِّي في المُسْتَقْبَلِ سَأَسْخَرُ مِنْكُم، يومَ يَحِلُّ بِكُم عذابُ اللهِ تعالَى.

وقد حكَى لنا القرآنُ هذا الحِوارَ بينَ نُوحٍ وقَوْمِهِ فقالَ:(وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ) (هود 38 – 39).

 

وأَمَرَ اللهُ تعالَى نبيَّه نوحًا – إذا جاءَ الطّوفانُ – أنْ يَحْمِلَ في هذهِ السَّفينَةِ من كلِّ زوجينِ اثْنين من الحيواناتِ، وسائِرِ ما فيه رُوحٌ، لبقاءِ نَسْلها، وأَنْ يَحْمِلَ فيها كلَّ مَنْ آمنَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِ، ومَنَعَه أَنْ يَحْمِلَ فيها أحدًا من الكُفَّار، ولو كان قريبًا لَهُ أو حبيبًا إليهِ، لأنَّ اللهَ سَيُعاقِبُ هؤلاءِ الكُفَّارَ بإِغراقِهِمْ بالماءِ؛ لِيُخَلِّصَ الناسَ من آثامِهِمْ وشُرورِهم.

وأَمارَةُ مجيءِ الطّوفانِ انْهِمارُ الماءِ من السّماءِ ونَبْعِهِ وفَوَرانِهِ من الأَرْضِ، كما في قولِهِ تعالَى: (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ) (هود 40)، وكانَ الّذين آمَنوا مَعَهُ لا يَتَجاوَزونَ المِئَةَ إنسان.

ولما وَقَع الطّوفانُ، وانْهَمَرَ الماءُ من السّماءِ، وتَفَجَّرَتْ الأَرْضُ عيونًا، كما قال تعالَى:(فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ) (القمر 11 – 13) (أيْ: علَى سفينةٍ صُنِعَتْ من أَخْشابٍ ومَسامِيرَ).

 

وعِنْدَئِذٍ أَمَرَ نُوحٌ أَتْباعَهُ بالرُّكوبِ في السَّفينَةِ، وعلَى اسْم اللهِ ابْتَدَأَ سيرُها ومُرْساها، كما قالَ تعالَى: ( وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ۚ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) (هود 41).

وأَغْرَقَتْ المياهُ الأَرْضَ حتَّى صارَتْ الأَرضُ كالبَحْرِ العظيمِ، وسارَتْ السّفينةُ تتهادَى بينَ أمواجِ المياهِ، كما قالَ تعالَى:(وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ) (هود 42).

 

وكانَ لنوحٍ وَلَدٌ اسْمُه «يام»، وكانَ «يام» مخالِفًا لأَبيهِ في الدِّينِ، وكانَ كافِرًا، فأشْفَقَ عَلَيْهِ أبوهُ نوحٌ مِنَ الهلاكِ فكانَ يدعوهُ للإيمانِ، لِيَتَمَكَّنَ مِنْ حَمْلِه مَعَهُ في السَّفينَةِ. ولكنَّ الوَلَدَ أَصَرَّ علَى الكُفْرِ، فَحَذَّرَهُ نوحٌ بأنه لَوْ اسْتَمَرَّ علَى كُفْرِهِ فإنَّهُ سينالُهُ الغَرَقُ ولا مَحَالَةَ.

ولكنَّ الوَلَدَ العاقَّ أَصَرَّ علَى الكُفْرِ وَرَدَّ علَى أبيهِ بأنَّه سَيَصْعَدُ إلَى قِمَّةِ جَبَلٍ عالٍ لا يَصِلُ إليهِ الماءُ، ولَمْ يَسْتَجِبْ لِدَعْوَةِ أبيهِ، ولما صَعَدَ إلَآ الجَبَلِ اسْتَمَرَّ الماءُ في الزِّيادَةِ، حتَّى غَمَرَ الجَبَلَ بِمَنْ عَليه.

وقَدْ حَكَى القرآنُ الكريمُ قِصَّةَ هذا الوَلَدِ العاقِّ ومَصيرِهِ، بقَولِهِ تعالَى:(وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ) (هود 42 – 43).

 

ودامَ الطّوفان أيَّامًا كثيرةً. ثُمَّ أَمَرَ اللهُ تعالَى السُّحُبَ أنْ تَتَوَقَّفَ عن الإمْطارِ، وأَمَرَ الأَرْضَ أَنْ تَبْلَغَ المِياهَ، كما قالَ تعالَى:(وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (هود 44).

واسْتَقَرَّتْ السّفينَةُ علَى جَبَلِ الجودِيِّ، قربَ المَوْصِلِ. وأَمَرَ اللهُ نوحًا ومَنْ مَعَهُ بالنّزولِ مِنَ السَّفينَةِ، كما قالَ تعالى: (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ ۚ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ) (هود 48)، (أي: بركاتٍ عَلَيْكَ وعلَى نَسْلٍ مِمَّنْ مَعَك).

وكانَ نُزولُه من السَّفينَةِ يومَ العاشِرِ من مُحَرَّمَ، فصامَ نوحٌ ومَنْ مَعَهُ ذَلِكَ اليومَ شُكْرًا للهِ تعالَى علَى أَنْ نَجَّاهُم من الغَرَقِ، وعلَى أَنْ أَنْعَمَ علَيْهِمْ بِنِعْمَةِ الإيمانِ، وعلَى أَنْ مَنَحَهُمْ وأبناءَهُمْ بَرَكَتَهُ. وهَكَذا انْتَهَتْ قِصَّةُ الطّوفانُ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى