كيفية إزدهار العلوم العربية قديماً وأهم إنجازات الكيميائي “جابر بن حيّان”

2016 علوم العصر الكلاسيكي وأوائل العصور الوسطى

جون كلارك مع مايكل ألابي وإيمي جان بيير

KFAS

التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

ازدهرت العلوم العربية في بغداد تحت الخلافة العباسية بداية من عام 750 ميلادي.

وقد بدأ العلماء الأوائل بتجميع أكبر كمٍ من المعارف العلمية في العالم بترجمة الكتب الإغريقية والهندية، ومن ثم الإسهام باكتشافات غاية في الأهمية.

هاجر النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة عام ٦٢٢، وفي عام ٦٣٠ عاد إلى مكة منصوراً على رأس جيش.

ومضى التابعون له بنشر تعاليمه خلال إمبراطورية امتدت في أوجها من وسط آسيا إلى إسبانيا. لم يُدمر المسلمون حضارات الدول التي فتحوها، بل استوعبوا الكثير منها حتى اقترن شروق الإسلام بازدهار المعرفة.

كانت دمشق أول عاصمة للخلفاء الأمويين، لكن عام 750 شهد الإطاحة بهم وانتقال العاصمة إلى بغداد تحت الخلافة العباسية، ويعتبر الخليفة العباسي السابع عبدالله المأمون (786-833) أحد أعظم الخلفاء العباسيين.

ففي حوالي عام 820 أمر المأمون بإنشاء مرصد فلكي ومكتبة تابعين لمعهد يُسمى بيت الحكمة، وقد عكف فلكيو بيت الحكمة على حساب زاوية ميل مستوى الدائرة الظاهرية لمسار الشمس– الزاوية بين محور دوران الأرض حول نفسها العلوم العربية ومستوى مدارها حول الشمس – توصلوا إلى تقدير يعادل ٢٣.٥٥o، والقيمة المعاصرة تساوي ٢٣.٤٥o، تتغير القيمة من ٢٢.١o إلى ٢٤.٥o خلال دورة تبلغ ٤١,٠٠٠ سنة.

كما أن علماء الهندسة حسبوا محيط الأرض ونصف قطرها، ٢٠,٤٠٠ ميلٍ (٣٢,٨٢٤ كم) و ٦,٥٠٠ ميل (١٠,٤٥٩ كم ) على التوالي، والقيمة الحقيقية لمحيط الأرض ٢٤,٨٧٥ ميلا (٤٠,٠٣٠ كم) و ٣,٩٥٩ ميلا (٦,٣٧١ كم) لنصف قطرها.

من بين الاسماء اللامعة أبو موسي جابر ابن حيان (حوالي721-815)، الذي لقبه الأوروبيون جبر، كيميائي عربي وسع في مفهوم المادة عند الإغريق باعتبار عناصرها أربعة – الأرض والهواء والنار والماء، عاش ابن حيان خلال خلافة الخليفة العباسي هارون الرشيد (786-809).

اعتقد ابن حيان أن عناصر الإغريق الأربعة تتحد مكونة مركبين هما الكبريت والزئبق، وأن اتحاد هذين المركبين يُنتج أي معدن بما في ذلك الذهب وذلك بمساعدة مادة سماها الإكسير، والتي اشتق الأوروبيون منها مفردة «elixir».

كما وصف كلوريد الأمونيا (النشادر) وكيفية إعداد الرصاص الأبيض (مادة كيميائية كانت تستخدم أساسا في الأصباغ) وكذلك حمض النيتريك المخفف وكيفية الحصول على حمض الأسيتيك بتقطير الخل، وقد أجرى ابن حيان تجارب على البرنيق (الورنيش) والأصباغ وتنقية المعادن.