كيفية اختراع “مارتين كيمف” لجهاز كاتالافوكس
1995 نساء مخترعات
الأستاذ فرج موسى
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مارتين كيمف جهاز كاتلافوكس شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
إن ((مارتين كيمف Martine Kempf)) – التي ولدت في مدينة ((ستراسبورج Strasburg)) في 9 ديسمبر عام 1958 – ذات شهرة ذائعة في بلدها "فرنسا" وبمرور الأعوام، ذاعت شهرتها وتعدت الحدود.
وفي عام 1981، أنتجت ((مارتين)) البالغة من العمر 22 عاما، اختراعها الأول، الذي تسلمت عنه جائزة ((عجلة القيادة الذهبية)) من قطب الصحافة الألمانية ((أكسيل شبرينجر Axel Springer)) في مدينة ((برلين))، حيث يتم منح هذه الجائزة لاختراع بارز في مجال إليكترونيات السيارات.
وفي حالة ((مارتين))، فإن اختراعها كان عبارة عن جهاز يعطي أوامر للسيارات باشارات متعددة.
وبعد مرور عدة شهور، وفي شهر يونيو من نفس العام، عرضت ((مارتين)) على الصحافة سيارة ((رينو 5)) فريدة من نوعها في ذلك الوقت، وكان ذلك في معرض «REMA» في مدينة ((دسيلدورف Dusseldorf)).
(وقد جاءت الفكرة لتلك الشابة، بأن تكيف ((نظام تعرف على الصوت بواسطة الكمبيوتر)) )، والذي تم اختراعه لأول مرة لإدارة أبحاث الملاحة الجوية والفضاء الأمريكية، المعروفة باسم ((ناسا))، ليناسب تلك السيارة الفرنسية الصنع.
ولكن هذا الكمبيوتر قد صادف عقبة في التنفيذ، بسبب كبر حجمه. ومع أن عرض ((مارتين)) لاختراعها قد لاقى نجاحا، إلا أنها استمرت في العمل من أجل تصغير حجمه وتقليل كلفته.
وفي عام 1984، أكملت ما كانت تصبو إليه، وأطلقت عليه اسما يونانيا، هو ((كاتالافوكس Katalavox)). وقد لاقى هذا الاختراع اهتماما واسع النطاق في ألمانيا، واليابان، وفرنسا، وحتى في أمريكا.
و((الكاتالافوكس)) هو ((جهاز كمبيوتر مصغر)) لفهم الصوت. فالآلة لا تفهم اللغات كما نفهم نحن اللغة الفرنسية أو الإنجليزية أو الألمانية أو الأسبانية.
ولكنها – أي الآلة- يمكنها أن تتعرف على نغمة الإشارات المنبعثة من أصوات معينة، حيث يتم تجزئة عناصر الصوت إلى عناصرها الحسابية، ثم يعاد تأليفها عدديا حتى يمكن تخزينها في ذاكرة الكمبيوتر، وذلك بعد برمجتها بالطريقة التالية: يكرر المستخدم نفس الكلمة ثلاثة مرات.
وعلى أساس هذه التسجيلات الثلاثة المختلفة اختلافا طفيفا، يقوم الكمبيوتر بإقرار معدل سليم من الصوت محل البحث.
وبالطبع، لم تكن ((مارتين)) هي أول مخترعة في مجال تكنولوجيا التعرف على الأصوات، لقد بدأ تصور هذا المجال من التكنولوجيا في الخمسينات.
لكنها استطاعت أن تهذب وتعدل هذه التكنولوجيا الجديدة إلى الأفضل، عندما قامت بتصغير حجمها وإتقان عملها بشكل رائع، بالإضافة إلى توسيع مجال تطبيقاتها. فكان اختراعها ((كاتالافوكس)) هو اختراع خالص لها؛ بمعنى أنها صاحبة الاختراع للآلة وبرامجها.
فلم يكن الجهاز صغير فقط، بل كان أيضا خفيف الوزن (بحجم جهاز الفيديو كاسيت الذي يزن نحو 300جراما). زد على ذل،, أن الجهاز على درجة عالية من السرعة، بحيث يستجيب لصوت سيدة في عشر ثانية فقط، وهي سرعة لم يسبق لها مثيل.
وظلت ((مارتين)) تحتفظ بسر المعادلة الخاصة بهذا الصندوق السحري. وتقول ((البرنامج شديد التعقيد، أما المعادلة نفسها فبسيطة، لقد اكتشفتها بنفسي بالتجريب العلمي. وربما لو كنت قد درست علوم الإليكترونيات، لما نجحت في ذلك أبدا.))
وكان أول عرض عام لهذا الاختراع في مايو عام 1984، في معرض ((التكنولوجيا الرفيعة)) بمدينة ((طوكيو))، وذلك على حامل وزارة ألمانيا الاتحادية للبحوث.
فلقد أدمجت شركة ((مرسيدس بينز)) هذا الجهاز (كاتالافوكس) ضمن أحد موديلات سيارتها (190 E)، حيث يستطيع الشخص المعاق غير القادر على استخدام ذراعيه في قيادة السيارة بالصوت.
وطبقا لتعليقات الصحافة، فإن هذا الاختراع المدهش سيفتح الباب لعصر جديد لسيارة بدون عجلة قيادة!!
وبعد تكييف اختراعها مع السيارات، قررت ((مارتين)) تكييفه ليناسب كرسي المعاقين، ومن ثم كل ما يحيط ببيئتهم. فبوضع ميكروفون جهاز ((كاتالافوكس)) على طاولة بجوار الشخص المعاق، يمكن أن تتغير حياته تماما.
وهنا تقول ((مارتين)): ((إنه بفضل آلتي هذه، يمكن للشخص المشلول أن يتحكم في جهاز التلفزيون، والمذياع، ومفاتيح الإضاءة، والتليفون، وغيرها، كل ذلك وهو في سريره)).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]