علوم الأرض والجيولوجيا

كيفية اكتشاف أحافير الإنسان عبر الزمن

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

أحافير الإنسان علوم الأرض والجيولوجيا

إن ما يدل على وجود الإنسان في أي عصر جيولوجي هو ما نجده في صخور ذلك العصر من بقايا عظمية، أو ما نجده من أدوات بسيطة كان يستخدمها دفاعاً عن نفسه، أو في صيده لبعض الحيوانات ليتغذى عليها.

وتعتبر كل بقايا هياكل الإنسان التي وجدت منذ القدم حسب تقديرات "علم السلالات" قبل العصر الحجري الحديث (Neolithic) وذلك بصرف النظر عن درجة التأحفر التي وجدت عليها العظام التي تكون قد صنفت تحت اسم الإنسان الحديث (Homo sapien).

إن الاهتمام بالأدوات الحجرية التي استخدمها الإنسان منذ القدم، ظهر بشكل علمي جاد عام 1830 م من قبل الحكومة الدانماركية.

حيث جمعت عينات كثيرة منها وأودعت في المتحف الملكي في "كوبنهاجن"، وقد جرى تقسيمها بحسب ما وجدت عليه في الطبقات الصخرية المتعاقبة.

 

 وبناء على ذلك اقترح "طومسون" مدير المتحف آنذاك تقسيم التاريخ النسبي لحضارة الإنسان إلى:

– العصر الحجري (Stone Age)

– العصر البرونزي (Bronze Age)

– العصر الحديدي (Iron Age)

 

إن أولى الأدوات التي استخدمها الإنسان هي تلك التي شذبتها الطبيعة نفسها من أحجار الصوان.

وقد أطلقت تسمية  )(إيوليث)) (Eoliths) على تلك الأحجار، كما أطلق مصطلح (Eolithicage) ومعناه: بزوغ العصر الحجري على تلك المرحلة. وقد وجدت أمثال تلك الأحجار في ترسبات تعود إلى عصر البلايوسين (Pliocene).

وبعد ذلك جاءت مرحلة تعلم الإنسان فيها تشذيب الحجارة بنفسه بالقطع أو الحك، حيث أطلق على تلك الفترة العصر الحجري القديم (Paleolithic Age) والتي استمرت في أوربا وآسيا إلى فترة ماضية تقارب آلاف السنين.

 

وفي مرحلة لاحقة تقدم إنسان ما قبل التاريخ خطوة حضارية أخرى، تمكن خلالها من تشذيب الحجارة بصورة أدق بحكها وتوسيتها بأحجار طبيعية ذات قابلية كاشطة. 

وقد أطلق على تلك المرحلة اسم العصر النيوليثي ومعناها: العصر الحجري الحديث، وقد وجدت أمثال تلك الحجارة في ترسبات عمرها أحدث من آخر فترة جليدية عمت أوربا، وتمثل حضارة العصر الحجري الحديث آخر مرحلة وصلها الإنسان قبل اكتشافه واستعماله للنار.

 

تسجيلات أحافير الإنسان

اكتشفت أحافير قديمة للإنسان في جنوب إفريقيا عام 1924، لكن الاكتشاف الهام الذي أمدنا بمعلومات عن عمرها جاء من شرق إفريقيا، وقد وجدت أيضاً أحافير للإنسان في جنوب إفريقيا ضمن خمس مناطق في كهوف قديمة، وتمثل هذه الأحافير بقايا أجسام الإنسان القديم.

وفي عام 1959 اكتشف  (مارى و لــ.س.ب. ليكيي Mary & L.S.B.Leakey) جمجمة كاملة في منطقة اولدفيا جورج (Oldduvia Gorge) في تنزانيا، قدر عمرها بحوالي 1,75 مليون عام.

وبعدها تكونت بعثة مشتركة من الأمريكان والفرنسيين للبحث والتنقيب.

 

وقد وجدوا مئات الأحافير في منطقة  )(عفار)) و  )(أومو)) (Afar, Omo))) في شرق إثيوبيا وعثرت تلك البعثة كذلك على أجزاء من حيوانات صغيرة، يعتقد بأن إنسان ذلك العصر كان يطعمها.

وقدرت أعمار تلك الأحافير التي وجدت في وادي أومو بحوالي 2,5 – 3 مليون عام.

وضمن سلسلة من الاكتشافات تمت ((خلال عامي 1928 – 1929)) قرب بكين بالصين اكتشفت جماجم بقايا 40 فرداً.

إضافة إلى بقايا عظام حيوانات مغطاة بالفحم مما يدل على استعمال النار في تلك الفترة، وعرفت تلك الأحافير باسم ((إنسان بكين)) (Pekin Man) ويسمى علمياً باسم (Pithe-canthropus Pekingensis).

 

إنسان نياندرثال:

في عام 1857 تم اكتشاف أحافير تعود للإنسان في وادي نياندر (Neander) في ألمانيا.

وعرفت باسم أحافير إنسان نياندرثال (Neanderthan Man)، ويسمى علمياً باسم (Homo Neanderthal Lensis)، وقد سكن كهوف غرب أوروبا خلال الفترة الدفيئة التي سبقت آخر فترة جليدية.

ومنذ ذلك الوقت اكتشفت عدة هياكل كاملة في الكهوف للإنسان النياندرثالي في كل من: فلسطين والعراق واسبانيا وايطاليا وفرنسا وبلجيكا.

 

ومن خلال دراسة تلك الهياكل أمكن التعرف على الخصائص والصفات الجسمية للإنسان النياندرثالي ومنها أنه كان: مربوع القامة، ولا يزيد طوله عن 5 أقدام و 4 بوصات. 

والعمود الفقري عنده كان ينقصه الانحناء الرابع أو الانحناء العنقي، وعظام فخذه كانت منحنية، ورأسه متقدم باستمالة إلى الأمام، وأطرافه طويلة نوعاً ما، وإبهام قدمه كان يخرج عن تناسيق الأصابع الأخرى فيها.

وأما حجم دماغه فيقارب حجم دماغ الإنسان الحالي. ومن المحتمل أنه كان أقل كفاءة من الإنسان الحالي في تنظيمه الاجتماعي.

 

إن إنسان نياندرثال ساد أوربا خلال الفترة الدفيئة وقبل الفترة الأولى من العصر الجليدي وتقدر بأكثر من 100,000 سنة.

ومن الجدير بالذكر أن الاكتشافات التي تمت حوالي عام 1977 في أحد كهوف وادي شانيدار (Shanidar Valley) في جبال زاغروس قد كشفت عن طبقات متسلسلة تحمل بقايا الآثار القديمة.

وفي الطبقة التي تلي الطبقة السفلى وجد هيكلان لإنسانين من نوع نياندرثال، وقدر عمر تلك الطبقة بحوالي ما بين 45,000 إلى 60,000 سنة.

 

إنسان كرومانيون:

وفي بداية العصر الجليدي الأخير (أي قبل حوالي 35000 سنة) ظهر إنسان كرومانيون (Cro-Magnon) الذي يصنف تحت: هوموسيبيان (Homosapien) أي إنسان العصر الحديث، في جنوب أوربا وحل محل إنسان نياندرثال.

وقد سمي كذلك لاكتشاف خمسة هياكل له في منطقة (Cro-Magnon) في إحدى القرى الفرنسية. 

وقد امتاز ذلك الإنسان بأنه كان طويلاً ومستقيم القامة وأرجله طويلة نسبياً وعظام فخده مستقيمة، مع وجود الانحنائين الكاملين للعمود الفقري اللذين ساعداه على موازنة رأسه.

 

كالإنسان الحالي وكذلك فإن حدوده كانت واضحة وفكوكه غير بارزة وجبهته مرتفعة ودماغه بنفس حجم دماغ الإنسان الحالي. واستعمل هذا الإنسان العظام للثقب والعلاج للزينة وصنع الرماح والأقواس والسهام.

وفي فترة لاحقة استعمل الملابس، وعبر عن اهتمامه بطريقة الكتابة الصورية على جدران كهوفه، كما هو ملاحظ من تلك الصورة الملونة التي تم اكتشافها على جدران بعض الكهوف في جنوب فرنسا واسبانيا.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى