كيفية تشخيص الأمراض الفيروسية

1999 ثورة الهندسة الوراثية

وجدي عبد الفتاح سواحل

KFAS

الأمراض الفيروسية البيولوجيا وعلوم الحياة

يعتمد تشخيص بعض الأمراض الفيروسية كالإنلفونزا والحصبة والغدة النكفية على الأعراض الإكلينيكية للمرض والتي تظهر على المريض بصور واضحة.

أما بعض الأمراض الأخرى مثل التهاب الكبد الوبائي ومرض فقدان المناعة AIDS فإن التشخيص المعملي يصبح ضرورة.

والتشخيص في مثل هذه الحالات يتم إما عن طريق عزل الفيروس والتعرف عليه، وهي مسألة صعبة تتطلب معامل متخصصة على مستوى عال من التجهيزوالإمكانيات المعملية والبشرية المدربة، أو يتم التشخيص عن طريق تأكيد وجود الأجسام المضادة – التي تتكون من دم المريض لمهاجمته الفيروس ومحاولة تخليص الجسم منه – ومعرفة كميتها بالتحليل المناعي الإشعاعي أو الأنزيمـــــــــي.

ونظراً لصعوبة زراعة الفيروسات في مزارع الخلايا الحية معملياً أو تشخيصها بالطرق التقليدية، فقد اتجه العلماء إلى استخدام طرق الهندسة الوراثية للكشف عن الفيروسات مباشرة في العينات دون اللجوء إلى العزل عن طريق تقدير القواعد في الحمض النووي الفيروسي. وهو يعرف باسم اختبار تفاعل إنزيم البلمرة المتسلسل Polymerase Chain Reaction "PCR "(شكل 6).

وترجع أهمية اختبار "PCR "إلى أنه يكشف عن اقل كمية من الفيروس في العينة، وبذلك يمكن تشخيص العدوى عند بداية حدوثها. وهي خطوة مهمة في التشخيص المبكر للإصابة بالفيروسات قبل ظهور الأعراض.

كذلك ترجع أهميته إلىمتابعة المريض بعد العلاج، حيث لا يمكن الاعتمادعلى وجود الأجسام المضادة في متابعة حالة المريض. والمثال المعبر عن ذلك في حالة الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي (C)، فالأجسام المضادة للفيروس تتكون بعد الإصابة مباشرة وتستمر في أثنائها لمدة طويلة جدا حتى بعد الشفاء.

وبالإضافة إلى ذلك فإن اختبار "PCR "يستطيع تحديد نوع سلالة الفيروس. والمثال المعبر عن أهمية ذلك هو أنه حتى الآن تم اكتشاف خمس سلالات من فيروس التهاب الكبد الوبائي (C) بعضها لا يستجيب للعلاج المعتاد (بالإنترفيرون) ولذلك يفضل تحديد السلالة قبل بدء العلاج لأنه مكلف جداً، بالإضافة إلى آثاره الجانبية التي لن تعود على المريض بالشفاء.

وبذلك يتضح أن اختبار "PCR "يوضح الصورة أمام الطبيب المعالج مما يساعد على اختيار الأسلوب الأمثل في علاج المرض.