الفيزياء

كيفية تطويع العلماء للطاقة في مجالات مختلفة

2016 عصر البخار

جون كلارك

KFAS

الفيزياء

تعتبر شركة بووت للصناعات القطنية بمدينة لويل في ولاية ماساتشوستس إحدى العلامات الفارقة في الطريقة التي دعمت فيها طاقة الدواليب المائية الزحف نحو عصر التصنيع .

ففي بدايات القرن التاسع عشر وجدت مجموعة من التجار في بوسطن فرصة سانحة في نمو وسائل ميكنة الإنتاج في مجال الأقمشة، بما في ذلك الغزل والحياكة. وبذا أسست المجموعة اتحاد بوسطن بهدف تكامل العمليات المختلفة في صناعة القطن.

كان فرانسس كابوت لويل (١٧٧٥-١٨١٧) أحد أعضاء الإتحاد، وكانت له معرفة بالنولات الآلية من خلال زيارة له إلى إنجلترا. وعلى إثر ذلك، وبالتعاون مع آخرين من أعضاء الإتحاد، شرع في تشييد آلات جديدة وبناء أول صناعة قطنية متكاملة في العالم في مدينة وولثام بولاية ماساتشوستس وذلك عام ١٨١٤.

حالف النجاح المجموعة منذ خطواتها الأولى مما دفعها إلى إتخاذ قرار بالشروع في مشروع أكثر طموحاً – إنشاء مدينة كاملة للصناعات النسيجية. اختارت المجموعة موقعاً لمدينتها على مقربة من شلالات نهر ميريماك التي تقع على مسافة ٢٥ ميلاً (٤٠ كم) شمالي مدينة بوسطن وأطلق على المدينة الجديدة مسمى لويل. تم حفر مجموعة من القنوات بهدف تسخير طاقة مياه الشلال لتشغيل عددٍ من المصانع.

 

ازدهرت المصانع خلال العشرينيات والثلاثينيات من القرن التاسع عشر لتشكل قصة نجاح تجاري. وقد بلغ عدد المصانع في مدينة لويل عام ١٨٣٥ اثنين وعشرين مصنعاً.

وبهدف زيادة الأرباح بحث الملاك عن وسائل لتحسين آلات المصانع، بما في ذلك تطوير الدواليب المائية. كانت كفاءة الدواليب المائية الأصلية في تحويل طاقة وضع المياه إلى طاقة ميكانيكية (حركية) لا تزيد عن ٧٥ في المئة.

شجع الاتحاد كلاً من المهندسين الأمريكيين جيمس فرانسس (١٨١٥-٩٢) وأوريا بويدن (١٨٠٤-٧٩) على القيام بتطوير وتحسين التوربين المائي الذي ابتكر في فرنسا خلال العقد الثالث من القرن التاسع عشر.

ونتيجة لتلك الجهود أنتج توربين قادر على تحويل ٩٠ في المئة من طاقة وضع المياه لتوفير الطاقة لآلات المصانع. بحلول عام ١٨٥٥ امتكلت مدينة لويل ٥٥ مصنعاً يعمل بها ١٣,٠٠٠ عاملٍ وبطاقة إنتاجية بلغت ٢.٢ مليون ياردة (٢ مليون متر) إسبوعياً من الملابس القطنية.

 

كان لويل في طليعة من طبقوا مفهوم تشغيل قوة العمالة النسائية فقط . كانت «فتيات» مصانع لويل في الغالب بنات عائلات كبيرة العدد من الفلاحين، متطلعات للهرب من شظف الحياة في المزارع أو يسعين لكسب المال باستقلالية قبل أن يتزوجن. كانت الفتيات يعشن في بيوت داخلية تمتلكها الشركة وتحت إشراف صارم منها.

وعلى الرغم أن ظروف الحياة خارج إطار العمل كانت جيدة – شيدت الشركة كنائس ووفرت فصول دراسة ليلية ونشاطات مختلفة – لكن العمل في المصانع كان شاقاً. فيوم العمل الإعتيادي يمتد فترة 12 ساعة وتعمل الفتيات ستة أيام في الأسبوع.

كما أن الأجور كانت متدنية للغاية، علاوة على الطلب المتزايد على الشركة لزيادة الإنتاج في وجه ارتفاع حدة المنافسة مع مصانع النسيج الأخرى، كل ذلك أدى إلى زيادة ساعات العمل من ناحية وتقليص الأجور من ناحية أخرى.

ورغم أن العاملات حاربن لنيل حقوقهن وكون نقابة عمالية لهن وأضربن عن العمل، بيد أن هذه فشلت في نهاية المطاف بوصول عدد كبير من المهاجرين الجدد من إيرلندا هرباً من مجاعة البطاطس هناك في الأربعينيات من القرن التاسع عشر وقبولهم العمل بأجور أقل. لكن، رغم هذه المعضلات، مثلت مصانع لويل ثورة في إنتاج المنسوجات وخطوة مميزة على طريق الصناعة الأمريكية في القرن التاسع عشر.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى