مبادرات عالمية واسعة من أجل استئصال الأمراض المعدية
2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين
والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
لقد أرهبت كوارث المرض الجنس البشري دائماً، وتسببت في بؤس لا حد له في العالم وكان لها الوقع التخريبي على المجتمع، واستُبشر بالمحاولات اللاحقة لاستئصال مثل هذه الأمراض (D.R. Hopkins 2009) ولقد تحقق للمرة الأولى الاستئصال المستمر لعامل الأمراض المعدية، الذي كان البشر مضيفه الأوحد.
كانت المرة الأولى في غضون 1980، عندما أعلنت مجموعة الصحة العالمية World Health Assembly أن العالم خالياً من مرض الجدري، وذلك بعد انتهاء الحملة ضده التي بدأت في 1959 ودامت لحوالي عشرين عاماً.
لقد أدى النجاح في استئصال الجدري Smallpox في جميع أنحاء العالم إلى تزايد الاختبار المكثف للمفاهيم والتعاريف المتعلقة باستئصال الأمراض، وتطوير معايير عامة وخاصة كبشائر للنجاح بالنسبة لأمراض معينة جرت تسميتها.
وقد أطلقت حملة أداء المهمات التي قام بها مركز كارتر العالمي لاستئصال الأمراض The Carter Center International Task Force for Disease Eradication استعراضاً رسمياً لأمراض معينة في 1988، وهي الآن بصدد إجراء استعراض ثان.
كما جرى اختبار معايير الاستئصال بشكل شامل في ورشة عمل في 1997 حول "استئصال الأمراض المعدية" The Eradication of Infectious Diseases (Dowdle and Hopkins 1998)، وتبعه في 1998 منتدى عالمي موسع حول "استئصال المرض والتخلص منه واستراتيجيات الصحة العامة" Disease Eradication and Elimination as Public Health Strategies (WHO 1998; CDC 1999a).
لقد مضى أكثر من عقد من الزمن منذ أن توجه الإنسان إلى المعالجة المنتظمة للمفاهيم والمواضيع الأساسية لاستئصال الأمراض.
فاكتُسبت خلال هذه الفترة خبرات وفيرة من خلال المبادرات لاستئصال مرض شلل الأطفال (Polio) والتنينات Dracunculiasis (الدودة الغينية Guinea Worm) وفي الجهود التي بذلت للتخلص من أمراض مثل الحصبة Measles وكزاز الأم والوليد maternal and neonatal tetanus، وداء كلابية الذنب onchocerciasis (العمى النهري) وداء الفيلاريا اللمفاوية Lymphatic Filariasis.
كما استمرت مفاهيم استئصال الأمراض في الظهور، يدفعها إلى ذلك الانجازات العلمية، والخبرات الميدانية، والنواحي الاجتماعية والأخلاقية والأحوال الاقتصادية.
ولقد كانت الحاجة لأن يلتئم المنتدى في أنسب الأوقات خاصة لأن الاهتمام المتصاعد في إمكانية استئصال العديد من الأمراض المعدية يأتي مرة أخرى من كل حدب وصوب.
فعلى سبيل المثل، طالب المجلس التنفيذي لجمعية الصحة العالمية في اجتماع شهر أيار 2008 بأن تختبر منظمة الصحة العالمية إمكانية استئصال الحصبة في العالم وأن تعطي تقريرها إلى المجلس في عام 2010.
وكذلك دعت كل من منظمة الصحة العالمية ومؤسسة بيل ومليندا غيتس علناً إلى تطوير برنامج عمل لانجاز استئصال الملاريا في المدى الأبعد (30 سنة).
فهذه الأمثلة تبين بوضوح الإعجاب المستمر بفكرة الاستئصال. وعلى كل حال فهي تبين أيضاً الحاجة الدائمة للتأكد من أن مثل هذه المبادرات يجرى دراستها بعناية، استناداً إلى الاستيعاب الكامل للتعقيدات البيولوجية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تتعلق ببرنامج الاستئصال الناجح.
ومع الاهتمام المتزايد بتحديد أمراض يقترح استئصالها، فإن هذه التعقيدات يجدر مواجهتها، وذلك لصالح أصحاب القرار بشأن الصحة العامة، والسياسيين والعلماء والعالم أجمع.
هذا بالإضافة إلى أن التراكم المتسارع للمعرفة منذ تسعينات القرن العشرين والتحولات الجذرية في المشهد العالمي تستدعي إعادة تقييم منهجي متعمق وإعادة اختبار استئصال الأمراض في نطاق الصحة العالمية في القرن الواحد والعشرين.
لقد جرى الاجتماع المركزي لهذا المنتدى " إرنست سترونغمان حول استئصال الأمراض في نطاق الصحة العالمية في القرن الواحد والعشرين " في فرانكفورت، ألمانيا، بين 29 آب و3 أيلول 2010.
وضمت مجموعة متنوعة من الخبراء أكاديميين وموظفي حكومات ومراكز بحوث، ومنظمات دولية وأطراف متعددة، ومنظمات تنمية ومؤسسات غير حكومية، وأرباب الصناعة الصيدلانية، والقطاع الخاص.
وقد استدعي المشاركون من بلدان العالم أجمع، ومن مختلف الاختصاصات العلمية التي تمس الصحة العالمية، بما فيها الأمراض المعدية وعلم الأوبئة والصحة العامة والطب الوقائي، وعلم الاقتصاد والسياسة في شؤون الصحة والإدارة والبحوث في الأنظمة الصحية وأخلاقيات العناية الطبية.
لقد كان المشاركون يدركون جيداً أنهم كانوا يتابعون القيام بأعباء تراث من سبقوهم الذين درسوا وناقشوا مفاهيم استئصال الأمراض وتعاطوا مع تعقيداتها.
وكما كتب توماس جفرسون (Thomas Jefferson) في أوائل القرن التاسع عشر إلى إدوارد جينر (Edward Jenner)، الذي ابتكر أول لقاح ضد الجدري: "إن لقاحك هو نتيجة التفكير الطويل الذي قدم الراحة للبشر الذين لن ينسوا أنك تواجدت في حياتهم. وسوف تعرف أمم العالم في المستقبل من قراءة التاريخ فقط أن الجدري الكريه قد تواجد أيضاً".
لقد أدار هذا المنتدى، من خلال مجموعة من المناقشات المكتملة ومشاورات مجموعات صغيرة مركزة في مواضيع خاصة حاسمة، إعادة تقييم منهجي وإعادة اختبار للاستئصال في نطاق الصحة العالمية في القرن الواحد والعشرين
وتحددت أهداف هذا المنتدى كما يلي:
– تقييم مدى انطباق استئصال الأمراض وإزالتها في الحاضر والمستقبل القريب كعناصر في مشهد الصحة العالمي.
– استكشاف المجالات والإمكانيات والتحديات في مبادرات استئصال الأمراض / وإزالتها
– تطوير إطار لمنهج يضع أفضليات ويمكن من تحديد الأهداف الأكثر تلائماً من أجل استئصال الأمراض والعوامل الحاسمة في نجاحه.
كما تم اختبار الدروس المستقاة من برامج استئصال سابقة ومعاصرة، واستخدمت الخبرات والمعرفة الجماعية للمشاركين في المنتدى للوصول إلى إجماع آراء دولي حول عدة مواضيع تشكل تحدياً للاستئصال.
فقامت كل من مجموعات العمل الأربعة بالتركيز على مجموعة معينة من المواضيع واعتبارها محوراً لمناقشات مجموعتها، ثم أعلمت بنتائجها مجموعة العمل بأكملها.
إن السماح بالجدولة الجوهرية والفرصة الكبيرة لتلاقح الآراء من خلال المشاركة وتبادل الآراء عبر المجموعات المتخصصة، ذلك التبادل المستمر بقدر كبير حتى بعد نهاية الجلسة الأخيرة في فرانكفورت، أدت إلى بناء تقدم ملحوظ لما توصل إليه في فرانكفورت.
وهو ما مهد إلى اجتماع في بوسطن في 9 و10 كانون أول / 2010 للتوسع في المناقشات حول العناصر الحاسمة في حالة توظيف الأموال من أجل مبادرات استئصال الأمراض و / أو إزالتها.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]