أحداث تاريخية

مجريات أحداث “الحرب العالمية الثانية” والأسباب المؤدية إلى اندلاعها

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الحرب العالمية الثانية أسباب اندلاع الحرب العالمية الثانية أحداث تاريخية المخطوطات والكتب النادرة

استغرقتِ الحربُ العالميةُ الثانيةُ ستَّ سنواتٍ من سنة 1939 إلى سنة 1945.

ولعلّ من أهمَّ أسبابِ اندلاعِ هذه الحرْب تلك السياسة العُدوانية التي سارتْ عليها دُول المحور وهي: ألمانيا، وإيطاليا، واليابان.

حيثُ قامتْ القواتُ الألمانيةُ بالاستيلاءِ على بُوهيميا ومورافيا في مارس سنة 1939، ولكنّ فرنسا وبريطانيا نَجَحتا في التدخُّل وتهدئَةِ الوضع.

ثم تمَّ توقيعُ ميثاق ميونيخ سنة 1939، ولكنَّ فَرنسا وبريطانيا كانَتا تَخشيان تَدهورَ الأوضاع، ولهذا تَعَهدتا بضمانِ سلامةِ الدولِ الضعيفة مثلِ بُولندا.

 

وبعدَ فترةٍ طالَبَ هِتلَر ( زعيم ألمانيا) باستعادةِ «دانزج» والممرَّ البُولندي، ثم عقدَ ميثاق عَدم الاعتداء مع الاتحاد السوفيتي في أغسطس سنةَ 1939، وبعد ذلك مباشرة هاجم هتلر بولندا في الأول من سبتمبر سنة 1939؛ ونتيجةً لذلك أعْلَنتُ إنجلترا ودِولُ الكُومنولث وفرنسا الحربَ على ألمانيا.

ولكنّ ذلكَ لم يُقَلّلْ من شِدةِ العُدوان الألماني على بُولندا التي سَقَطت في يدْ ألمانيا.. ومن ثم باءَتْ القواتُ البريطانيةُ بالفشلِ، واستقرّتْ خلفَ خطَّ ماجينو.

بعدّ ذلكَ نجحتْ ألمانيا في احتلالِ الدِانمارك والنرويج وهولندا  في مايو سنة 1940. ثمّ توَجّهتْ القواتُ الألمانيةُ نحوَ شرقِ فَرنسا واكْتَسحَتْ قواتُها القَنالَ الإنجليزي، وسَحقَت قواتِ الحُلفاءِ، فانسحبتْ كتائبُ جيشِ الحُلفاء نحو «دنْكرك»، ثم دَخلت القوات الألمانية جميعَ أنحاءِ فرنسا، وسيطرت عليها عَسكرياً في يونيو 1940.

 

وكانت إيطاليا قدْ دَخلتْ الحربَ إلى جانِبِ ألمانيا قبلَ أيام، وفي الوقتِ ذاتهِ اشتدّ الهجومُ الألمانيّ ضدّ بريطانيا من خلالِ استخدامِ القاذفاتِ الألمانية، في الوقت الذي كانت فيهِ البلادُ الأوروبيةُ الأُخرى تُعاني منْ سيُطرةِ القواتِ الألمانيةِ.

ولذا لمْ تَجدْ بريطانيا نصيراً لها ضدّ القواتِ الألمانية، بَيْنَما اشتدَّ القتالُ في شرقِ إفريقيا بين القواتِ الإيطاليةِ والقواتِ البريطانيةِ. كذلك شهدتْ البَلقانُ معاركَ عسكريةً وحشيةً بين الإيطاليين واليونانيين في شهر اكتوبَر سنة 1940.

وفي شهرِ إبريل من العام التالي (سنة 1940) غَزتْ ألمانيا هَنغاريا وبُلغاريا ويوغسلافيا، حيثُ حَقّقَتِ انتصاراتٍ كبيرةً..

ولكنّ  الخطأ الكبيرَ الذي وقعَ فيه رئيسُ ألمانيا أدولف هِتلر هو غَزوَ روسيا في يونيو سنة 1941، بسبَبْ بُعدِ المسافةِ عن ألمانيا، إلى جانبِ البُرودةِ القاسيةِ هُناك في فصلِ الشتاء.

 

أما عنْ موقِفِ الولاياتِ المتحدةِ من هذِهِ الحربِ العالَميّة الشَّعواء، فقد تَوسع تدريجيا، إذْ صرّحَ الكونجرس بأنه يُوافقٌ على مَدِّ قُواتِ الحُلفاءِ بالمعداتِ العسكريةِ اللازمةِ مقابلَ مبالغَ رَمزيةٍ، ثم احتلّتْ القواتُ الأمريكيةُ أيسلندا وجرينلاند.

وتأزَّمَ الموقِفُ  العالميُّ معْ هُجوم اليابان على ميناء «بيرل هاربر» الأمريكي والملايو في ديسمبر سنةَ 1941 ونتيجةً لذلكَ أعلنتْ ألمانيا وحُلفاؤها الحَربَ على الولايات المتحدةِ.

إلا أن حَليفتَها فِنْلَندا رَفَضتْ الدُخولَ في حَربٍ ضِدّ الوِلاياتِ المتحدة؛ رُبّما خَوفاً من اكتساحِ القواتِ الأمريكيةِ أراضيها كما فَعَلت في أيسلندا وجرينلاند..ثم استطاعتْ اليابان احتلالَ الفلبين وعدةِ جُزُرٍ في المحيطِ الهادي.

 

ومنْ جانبٍ آخر تمكنت قوات المحور من الوصول إلى ستالنجْراد والقوقاز، كما اجتاحت الصحراءَ الغربيةَ في مصر، بل كاد رومل، القائد الألماني، أن يحتل القاهرة.

وهددت الغواصات الألمانية سفن الحلفاء في معظم البِحار الدافئة. إلا أن قوات الحلفاء نظمت نفسها ضمن خطط عسكرية استطاع بها (مونْتْجُمْري) الانتصار على قوات المحور في موقعة العَلَمين في اكتوبر سنة 1942.

ثُمّ نَزَلتْ قوات الولايات المتحدةِ في الجزائر، وتلا ذلك عدد من الانتصاراتِ العسكريةِ لقواتِ الحُلفاء في إفريقيا أكدت تفوقهم العسكري في تلك المناطق، بعد ذلك غزا الحلفاء جزيرة صقلية جنوبَ إيطاليا، حيثُ تمّتْ السيطرة عليها كلية في سبتمبر سنة 1943.

علاوةً على ذلك حققت الولاياتُ المُتحدةُ الأمريكيةُ انتصاراتٍ بحرية كبيرةَ ضد اليابان في بحرِ المُرجان وميداوي وجراد الكانال سنة 1942.

 

كَذلكَ حققت القواتُ الأمريكيةُ بقيادةِ ماك آرثر عدّة انتصاراتٍ في جُزرِ المُحيط الهادي، واستردّت الفلبين سنة 1945، ثُم تحولت المعاركُ بينَ القواتِ الأمريكية واليابان إلى الأراضي اليابانية في أيوجيما وأوكيناوا.

كذلكَ انْتَصَرتْ القُواتُ الروسيةُ على قُواتِ دُولِ المِحور في موْقِعةِ ستالنجراد سنة 1943، وقامتْ بهجومٍ مضادٍ على طول الجبهةِ لطردِ الألمان حتى وصلتْ قُواتُها إلى بولندا وهنغاريا سنة 1944، بل نجحت في طرد قوات دولِ المِحورِ من البلقانِ، كما انتهت معركةُ الاطلنطي بِطَردِ الغَواصاتِ الألمانية.

إضافةً إلى ذلك نَزَلتُ قُواتُ الحُلفاء بِقيادةِ أيزنهاور في نورماندي في فرنسا في يونيو سنة 1944، وتمَّ مُحاصَرةُ القواتِ الألمانيةِ داخلَ فرنسا بقواتِ الحُلفاءِ في الجَنوبِ الفرنسي، بحيثُ تَمّ تحريرُ فرنسا معْ نهايةِ سنة 1944.

كما تحررَتْ بلجيكا في نفسِ السنةِ أيضاً من السيْطرةِ العسكريةِ الألمانية، بلْ انتقَلتْ المعاركُ إلى هولندا ثُم إلى قلبِ ألمانيا، حيثُ نَجَحتْ القواتُ العسكريةُ المتحالفةُ في تَدْميرِ المراكزِ الصناعيةِ والعَسكريةِ الألمانيةِ.

 

وقُضيَ تُماماً على المقاومةِ الألمانيةِ في إبريل سنة 1945، واسْتَسلَمتْ ألمانيا للقيادةِ العَسكريةِ لدولِ الحُلفاء في 7 مايو سنة 1945 دونَ شرطٍ أو قيْدٍ.

ومنْ ناحيةٍ أُخرى أسْقَطتْ الولاياتُ المُتحدةُ أولَ قُنبُلةٍ ذريّةٍ على هِيروشيما ونجازاكي، بَيْنَما أعلنَ الاتحادُ السوفيتي الحربَ على اليابان، وغَزتْ قُواتُه منشوريا.

وأعلنتِ اليابانُ استسلامَها المطلق التامّ في أغسطس سنة 1945، ثُمّ تمّ توقيعُ اتفاقيةِ التسليمِ في سبتبمر سنة 1945.. وبذلكَ انتهتِ الحربُ العالميةُ الثانيةُ مع انتحارِ الزَعيم الألماني المخططِ لهذه الحربِ المتوحشةِ أدولف هِتْلَر.

وتَكبّدت جميعُ الدِولُ الكُبرى، وهي: الولاياتُ المُتحدةُ الأمريكية، وبريطانيا والاتحادُ السوفيتي، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، والصينُ ، واليابانُ خسائرَ ماديةً جسيمةَ، سواء في خسائِرِ القواتِ العسكريةِ أو في الدّمارِ الذي أصابَ تلكَ البُلدانِ، حيثُ قُضيَ تماماً على مُعظم آليَّتِها الصناعيةِ، كما حَدَثَ في ألمانيا واليابان.

 

هذا فَضلاً عن أن دولَ شرقِ أوروبا قدْ تّكّبّدتْ هيَ أيضاً خسائرَ ماديةً جسيمةً. وكذلك الحالُ في دُولِ البلطيقِ وبُولندا وتشيكوسلوفاكيا ورُومانيا وهُولندا وبلجيكا والنرويج، من حيثِ الخسائر الكبيرةِ في الأرواحِ والأموال. وبلغ عددُ ضحايا القُنبلةِ الذرّيّةِ في اليابانِ حوالي رُبعِ مليونَ نسمةٍ.

وفي سنة 1947 تمّ توقيعُ مُعاهداتِ الصُلح بين: إيطاليا، ورومانيا، وبلغاريا ، وهنغاريا، وفنلندا. ثم تلا ذلك توقيع الصُلحِ مع ألمانيا والنمسا واليابان.

ونتيجةً لهذا الدّمارِ العالمي الشاملِ، والخسائرِ الكبيرةِ في الأرواح، والأموالِ والمصانعِ، والعقولِ المبدعةِ، اتفقتِ الدولُ الكُبرى على إنشاء منطمةٍ دولية لحلِّ مشاكلِ الدُّولِ منذُ البدايةِ حتى لا يَصِلُ بها الأمرُ إلى مثْلِ هذهِ الحروب العالمية الكبيرة. وبناء على ذلك تمَّ إنشاءُ هيئة الأمم المتحدة، ومقرُّها الولايات المتحدة الأمريكية في نيويورك.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى