مجموعة من أعراض مرض فقدان الشهية العصبي
1997 فقدان الشهية العصبي
الدكتور أحمد محمد عبدالخالق
KFAS
أعراض مرض فقدان الشهية العصبي الطب
لفقدان الشهية العصبي أعراض كثيرة ومتفرقة, ولكن يمكن تصنيف أهم الأعراض الإكلينيكية لها على النحو التالي:
1- انخفاض الوزن.
2- التقيؤ.
3- اضطرابات المعدة.
4- الاستسقاء أو تجمع السوائل بالجسم.
5- الجفاف.
6- التغيرات في الجلد والشعر والأظافر والأسنان.
7- زرقة الأطراف.
8- تناقص الاهتمام بالجنس أو توقفه.
9- نوبات الصرع.
10- اختيار معين للطعام.
11- النشاط الزائد.
12- النوم والأحلام.
13- التحديق في المرآة.
14- السرقة.
15- حفلات الأكل.
ونعالج هذه الأعراض بشيء من التفصيل فيما يلي:
1- انخفــــاض الــــــوزن
يعتمد الوزن المثالي للشخص على كمية الطعام التي تتناسب ومتطلبات الطاقة التي يبذلها ذلك الفرد, ويعمل الجوع والشهية في تفاعل معقد مع كل من الطاقة ومتطلبات الجسم, ويظهر أثر تفاعل هذه العوامل في نقص الوزن أو اطراده.
ويفقد الفرد وزنه نتيجة عدم توافر الطعام, أو عدم القدرة على امتصاصه, أو نتيجة قمع الجوع والشهية خلال مرض ما, أو من جراء بعض الآليات أو الأساليب النفسية التي ترتبط بعضها بالجهد الإرادي الذي يبذله الإنسان للتحكم في شهيته باستمرار.
وعلى العكس من ذلك إذا تم إثارة الشهية, بصورة مباشرة أو غير مباشرة, وأكل الإنسان أكثر مما هو مطلوب له من سعرات حرارية تتناسب مع الجهد البدني الذي يبذله, تحدث زيادة في الوزن.
العَرَض الأساسي في اضطراب فقدان الشهية العصبي هو محاولة المريض باستماتة خفض وزنه مهما كان السبيل, وبأية طريقة ممكنة, سواء أكان ذلك بتقليل كميات الطعام التي يتناولها, أم بتجنب النشويات, أم التقيؤ المتعمد, أم زيادة الجهود التي يبذلها, أو الإسراف في التمرينات الرياضية التي يقوم بها.
وكأن مسألة خفض الوزن لدى مريض الشهية العصبي مسألة حياة أو موت, أو حرب لا هوادة فيها ولا رحمة.
ويجب أن نفهم هذه الجهود الجبارة لخفض الوزن على ضوء عوامل عدة من أهمها اختلال أو تشوه صورة الجسم Distorted body image لدى المريض، ففي حيث يرى الآخرون الشخص على أنه نحيل ضئيل ناقص الوزن فإنه يرى نفسه على أنه بدين سمين أو على الأقل غير رشيق.
وقد تأكدت هذه الصورة المشوهة بقياسات أجريت لكل من الحجم الفعلي والمدرك للجسم. ويفسر ذلك عدم رغبة كثيرة من المرضى أن يساعدهم الآخرون في زيادة وزنهم.
وليس من الضروري أن تظهر العوامل النفسية التي تؤثر في الشهية في المجتمعات الغنية، فقد أشار "فينويك" Fenwich مبكراً منذ عام 1880 أن فقدان الشهية العصبي أكثر شيوعاً في الطبقات العليا من المجتمع عن الطبقات الدنيا أو المتوسطة، فمن سخرية القدر أن "من يملكون لا يرغبون"، و "من يرغبون لا يملكون"!
والجدير بالذكر أن مرضى فقدان الشهية العصبي ينحدرون من أسر يتوافر فيها كميات من الطعام المناسب والشهي.
وعلى النقيض من ذلك فعندما يحث الآباء والأزواج من يحبون لتناول مزيد من الطعام أكثر مما يحتاجونه، ويظهرون اهتمامهم بذلك في حالة فقدان الشهية أو انخفاض الوزن، فإنهم في الوقت ذاته ينظرون إلى زيادة الوزن على أنه أمر غير مستحب وغير مرغوب إلى حد بعيد، ولا سيما لدى الإناث من المراهقات والسيدات صغيرات السن.
وعلى النقيض من ذلك فعندما يحث الآباء والأزواج من يحبون لتناول مزيد من الطعام أكثر مما يحتاجونه، ويظهرون اهتمامهم بذلك في حالة فقدان الشهية أو انخفاض الوزن، فإنهم في الوقت ذاته ينظرون إلى زيادة الوزن على أنه أمر غير مستحب وغير مرغوب إلى حد بعيد، ولا سيما لدى الإناث من المراهقات والسيدات صغيرات السن.
ومن الملاحظ أن اتجاهات السيدات تتحول – بصفة عامة – نحو مجلات المرأة والصحف، وينظر المجتمع نحو النحافة على أنها أمر مستحب، ومن ثم يقرون بالأنظمة الغذائية من أجل خفض الوزن، ويعتبر ذلك عاملاً مهماً في زيادة معدلات فقدان الشهية، كما تعد هذه العوامل مهمة في الدراسة النفسية المرضية لفقدان الشهية.
2-التقيؤ
يكون التقيؤ Vomiting (أو ترجيع الطعام) إما متعمداً أو يحدث بطريقة تلقائية في حالة الهستيريا التحولية (وهي اضطراب نفسي).
ويرتبط القيئ لدى مرضى فقدان الشهية بقهر زيادة تناول الطعام، أي شعورهم بأنهم مقهورون مجبرون على تناول كميات كبيرة من الطعام، فتتقيأ الفتاة بعد ذلك غالباً عن طريق لمس نهاية الحلق.
وتعد هذه "المناورات" صعبة في البداية، ثم تصبح بعد ذلك بسيطة سهلة مع التدريب، وفي أحيان كثيرة تصبح عملية القيئ عن عمد أمراً قهرياً، أي كما لو كانت الفتاة مجبرة عليه.
ويشير القيئ الآلي اللاشعوري إلى الهستيريا التحولية، وهذا بدوره يؤدي إلى خلل في نسبة وجود بعض المواد بالجسم، وبالأخص البوتاسيوم، كما يرتبط القيئ في حالات كثيرة بظروف المشقة أو الضغوط التي استمرت منذ مرحلة الطفولة المبكرة.
في حين أن القيئ المتعمد الشعوري لا يؤثر في فقدان الشهية، فضلاً عن عدم تأثيره أيضاً على المظهر الخارجي. والجدير بالذكر أن القيئ الآلي التلقائي يعد علامة تنبؤية سيئة إذ يعكس شخصية مضطربة.
3- اضطربات المعدة
وتنقسم إلى نوعين: الإمساك والإسهال، نفصلهما فيما يلي:
1- الإمساك
ليس من السهل تعريف مصطلح "الإمساك"، ومع ذلك فإن كثيراً من مرضى فقدان الشهية العصبي يعتقدون أنه ينبغي قضاء الحاجة على الأقل مرة واحدة في اليوم، وهذا ليس صحيحاً تماماً، فمن الممكن أن يتم ذلك كل يومين، وقد يشعر كثير من مرضى فقدان الشهية العصبي بالضيق نتيجة التغيرات المعدية، والتي تحدث أثناء المرض.
ويشعر معظم مرضى فقدان الشهية العصبي بالقلق حول معدتهم، وقد يتناول بعضهم الملينات مرة في الأسبوع.
وفي حالات الحرمان أو الجوع الشديد تتدهور وظائف الجسم، ويعاني المريض من الإمساك. وقد يتجه المريض إلى الحقن الشرجية، ويصبح هذا الإجراء الأخير أمراً قهرياً (17 ص 33).
2- الإسهال
قد يظهر الإسهال أثناء فقدان الشهية العصبي، وهناك – على الأقل – ثلاثة أسباب ممكنة للإسهال على النحو التالي:
1- الاستخدام المتزايد للمسهلات، ويمكن أن يؤدي ذلك في حالاته الشديدة إلى إسهال مدمم أو إلى جفاف أو ضعف شديد أو انهيار صحي يتطلب نقل الدم.
2- تناول الطعام بكميات كبيرةن أو تناول طعام دسم جداً مباشرة بعد الحرمان من الطعام
3- إسهال الجوع.
ويحدث إسهال الجوع أثناء الجوع الشديد، ويترتبط بفقدان شديد للوزن، وغالباً يرجع هذا النوع من الإسهال إلى تلف الوظائف المعدية والهضمية لدى المريض.
ويظهر هذا العرض الأخير في المراحل المتأخرة والمتعلقة بالجوع الشديد، وهي علامة مشؤومة ومنذرة بسوء. ويقل ظهورها في حالات فقدان الشهية في المراحل المبكرة، ويصعب فصلها عن إدمان المسهلات.
4- الاستسقاء أو تجمع السوائل في الجسم
الاستسقاء Oedema هو تجمع غير طبيعي للسوائل في فراغات الجسم التي توجد بين الخلايا، والملاحظ أن مرضى فقدان الشهية العصبي يقيدون كمية تناولهم للسوائل، وذلك اعتقاداً منهم أن ذلك يسهم في خفض الوزن. كما أنه وسيلة لضبط أجسامهم والتحكم في شهيتهم.
ولكن المعروف أن التقييد الشديد لكمية السوائل (وبخاصة الماء) التي تناولها الإنسان أمر غير صحي، وقد يصل إلى درجة كبيرة من الخطور على صحة الإنسان.
ويقال: إن هؤلاء المرضى يقل لديهم الشعور بالعطش، ولكن هذا الأمر غير مألوف، فقد يؤثر تعرض المريض للهزال لمدة ثلاث سنوات أو أربع في نشأة ظروف فيزيولوجية تؤثر بدورها في تقييد شرب المريض للسوائل، فتتلف استجابة إدرار البول، ويعد ذلك نتيجة طبيعية لتقييد الشرب، وتتلاشى إفرازات الماء. ولكن إفرازات البول تزداد أثناء الليل.
وقد يحدث تسمم في حالة تناول كميات كبيرة من الماء، فقد تعرضت فتاة تعاني من الهزال لنوبة صرع نتيجة لشربها كمية كبيرة من الماء، وينتج ذلك عن الزيادة المؤقتة والسريعة في الوزن.
ومع ذلك فقد لوحظ أن بعض مرضى فقدان الشهية العصبي يميلون إلى الإفراط في شرب السوائل بصورة قهرية، وكذلك بوصفة وسيلة لتسكين الجوع.
وقد أسفرت الدراسات عن أن المرضى الذي يعانون من العطش القهري من الجائز أن يكونوا من مرضى فقدان الشهية العصبي.
وينشأ الاستسقاء عندما يشتد الهزال، وهو عرض ثانوي ناتج عن الجوع، فعندما ينخفض الوزن تزداد كمية السائل خارج الخلية، والذي يمنع الفقدان الفعلي للخلايا، ويحدث الاستقساء بصورة إكلينيكية عندما تقترب زيادة السائل خارج الخلية من 10% تقريباً من الوزن الكلي للجسم.
وفي الواقع فإن السبب الأساسي للاستسقاء غير معروف، وغالباً ما يزداد الاستسقاء عندما يصل الهزال إلى قمته، أي أن الاستسقاء يعتمد كلية على فقدان الوزن الشديد.
وعلى الرغم من ذلك لم يلاحظ "رايل" Ryle الاسسقاء في أي من مرضاه. على حين لاحظه "إيمانويل" Emmanuel في 29% من المرضى بالمستشفى.
5- الجفاف
يؤدي القيئ والإسهال الشديدين إلى حدوث الجفاف Dehydration، والذي يرتبط بخلل في نسب وجود بعض المواد بالجسم، وينتج عن هبوط نسبة البوتاسيوم في الدم. ولا شك أن الاستخدام المستمر لمدرات البول بجرعات كبيرة يؤدي إلى هبوط البوتاسيوم في الدم.
فقد عانت "ستيللا" من فقدان الشهية العصبي وهي في سن السابعة عشر، واصبحت تأكل بصورة قهرية بعد سنتين.
واستمر تذبذب وزنها لمدة خمس سنوات، ثم استم وزنها بالثبات لمدة 14 عاماً. ولكن ظهر لديها استسقاء، أي أن جمسها احتفظ بسوائل زائدة عن المعدل الطبيعي. وقد تناولت نتيجة لذلك مدرات البول، مما أسفر عنه إدمانها لها، وأدى كذلك إلى حالة شديدة من الجفاف.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]