مذنبات الألفية

2013 أطلس الكون

مور ، السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

مذنبات الألفية

شهدت آخر أعوام القرن الماضي ظهور مذنبين ساطعين، فالأول C/1996 B2 هياكوتاكي اكتشفه الهاوي الياباني يوجي هياكوتاكي مستخدما منظارا أبعاده 25×150 وكان قدره آنذاك 11، و قد زاد سطوعه بثبات واتجه شمالا، ووصل إلى الحضيض في أول مايو 1996 على بعد 34 مليون كيلومتر (21 مليون ميل) من الشمس، و في 24 مارس مر بالأرض على بعد 15 مليون كيلومتر (9.3 مليون ميل) أي بما يساوي بعد القمر أربعين مرة. في هذا المرة كان موقعه في السماء بالقرب النجم القطبي، و كان قدره 1-، كما كان له ذيل طويل على يشبه قطعة من القماش الرقيق يمتد 100 درجة. كانت ميزته الأساسية هي لونه الأخضر البهيج، لكنه سرعان ما بهت في أبريل ولن يعود ثانية قبل 29,500 عاما على الأقل، وكذلك فقد كان هذا المذنب مذنبا صغيرا بنواة قدر قطرها بـ 3.2 كيلومتر (2 ميل).

أما المذنب الساطع الثاني C/1995 O1 هيل -بوب فقد اكتشفه مراقبان أمريكيان هما آلان هيل و توماس بوب كل على حدة في 22 يوليو1995، ولم يكن بتاتا جسما مقرابيا خافتا، بل كان يبعد 900 مليون كيلومتر (560 مليون ميل) من الشمس بعد مدار المشتري، وقد سطع بثبات وبحلول خريف 1996 أصبح يرى بالعين المجردة و أصبح ساطعا في السماء في مارس و أبريل 1997، إذ وصل قدره إلى 1.5- ، و قد مر بالأرض في 22 مارس 1997

على بعد 190 مليون كيلومتر (120 مليون ميل)، ولو كان قد اقترب كما اقترب هياكوتاكي لكان قد ألقى ظلالا. وصل المذنب في 1 أبريل إلى الحضيض على بعد أكثر من 125 مليون كيلومتر (أكثر من 80 مليون ميل) من الشمس، و سيعود مرة أخرى بعد قرون عديدة عام 4380 تقريبا.

لم يكن هيل-بوب ضخما جدا بمقاييس المذنب فحسب بل أيضا نشطا جدا، بالإضافة إلى ذلك فقد ظهر له ذيل ثالث مكون من الصوديوم ممتد حتى 50 مليون كيلومتر (30 مليون ميل). أظهر التحليل الطيفي أن المذنب يحتوي على بعض المواد الكيميائية العضوية، وبعضها لم ير في المذنبات من قبل.

لم يكن المذنب C/2006 M4 سوان عظيما، إذ وصل بالكاد إلى درجة الرؤية بالعين المجردة، ووصل إلى القدر 4 في أواخر أكتوبر 2006. على النقيض منه فإن C/2006 R1 (مكنوت) كان مرئيا بالنهار لعدة أيام أثناء يناير 2007، وقد كان بارزا بسبب ذيله المركب المخطط، و قد كان يرى بشكل أوضح بكثير في نصف الكرة الأرضي الجنوبي.