البيولوجيا وعلوم الحياة

مراحل نمو الكائن الغير مولود داخل رحم الأم

1996 تقنيات الطب البيولوجية وحقوق الإنسان

الدكتور يوسف يعقوب السلطان

KFAS

البيولوجيا وعلوم الحياة

أصحبت عملية نقل وزرع الأجنة قضية اخلاقية ذات جانب سياسي، سواء على مستوى الهيئات الحكومية أو غير الحكومية. 

ويرجع ذلك أساسا إلى أن مصدر الأجنة التي تزرع أصلها من الإجهاض المحدث أو المتعمد، وتثور المخاوف من أن الموافقة عليها قد تزيد من حوادث الإجهاض المتعمد، والحقيقة أن مشكلة الإجهاض مشكلة قائمة من حيث أن الجنين الذي تقتله يعتبر بمثابة شخص منتظر أو شخص فعلي له حق الحياة الذي له أولوية على حق المرأة الذي تحمله.

ولقد اختلف تعريف الجنين والمضغة على أنه شخص أو كائن حي إنساني على مدى التاريخ، تماما كما كان هناك تغير في وضع البالغين على مدى التاريخ (مثلا من نظام الرق، ومذاهب سمو بعض الأجناس والأعراق، ووضع المرأة في مكان متدن، وتطبيق حقوق الإنسان على السجناء والمعوقين عقليا). 

 

ولقد أضافت العلوم المعاصرة بعض الشكوك حول التعريف المقبول للكائن غير المولود في مراحل نموه المختلفة داخل الرحم سوءا ما قبل المرحلة الجنينية أو في المرحلة التكوينية للجنين الكامل.

حتى إن تجمع الخلايا او تكوين الكيسة الأريمية أو العلقة Blastocyst بعد نجاح الإخصاب، وهذه في حد ذاتها عملية تسمر لمدى ساعات، أطلق عليها في عام 1985 في المملكة المتحدة المرحلة ما قبل الجنينية، وهو تعريف يحدد فئة الكائن الحي المتطور في فترة محددة هي الفترة التي يحتمل أن يسمح فيها بإجراء الأبحاث وفقا لما حددته لجنة وارنوك War-nock في المملكة المتحدة (1984). 

ويكون هذا قبل تحديد الخط العصبي وتطور الفردية في فترة تتراوح بين 10 و 14 يوما من الإخصاب.  وهذه الكيسة الاُرَيْميّة او العلقة "البلاستوست" أو المرحلة ما قبل الجنينية هي تجمع خلايا تزول وتنتهي طبيعيا في ثلاث حالات من كل أربعة. 

 

ويمكن منع دخولها إلى الرحم باستخدام حبوب RU-486 في صباح اليوم التالي.  وهذه العلقة أو الكيسة الأُرَيْميّة يمكن حفظها مجمدة في الخارج فترات غير محددة ويمكن تذويبها من التجمد وزرعها في رحم معد أو مجهز لاستقبالها، وقد يكون  غير رحم الأم الأصلية. 

ويعتبر التكوين الخارجي أو تنمية أجنة بشرية خارج الجسم من مراحل قبل جنينية أو من أكياس أريمية إذا أمكن الإبقاء على استمرارية الحياة فيها بأجهزة ووسائل مناسبة، يعتبر إمكانية تستحق التفكير فيها..

ويعتقد جروبشتاين Grobstein (1988) أنه بأخذ كل هذه العوامل في الاعتبار فإن:

تشكيلا مناسبا.. وموقفا اجماعيا يضمن احترام وكرامة الكيان البشري الكائن (الجنين) غير المولود يمكن بسهولة أن يدخل ضمن الواجبات التي ينص عليها (ص17). 

 

وقد يكون من الأهداف المفيدة على إيجاد مرشد يتضمن ما يتم الاتفاق عليه حول الأمور المتوقعة حتى قبل ان تصبح ممكنة الحدوث. 

وبما كانت الفرضية العامة هي أن التدخل الذي يجري على الكائنات البشرية في اي مرحلة من المراحل أمر لا يسمح به إلا إذا تم بناء على تقنين معين بناء على أهداف محددة متفق عليها.  على أن يتم ذلك من خلال قرارات رسمية تحافظ على مصالح الجميع.

ولقد أصبح مصير العلقات أو الأكياس الأريمية أو البلاستوسستات (مرحلة ما قبل الجنين) التي لم يتم زرعها والتي كانت معدة للتخصيب في الأنابيب، من الأمور التي يدور حولها حوار قانوني وأخلاقي. 

 

فإن الوضع المتعلق بملكية مثل هذه النطف أو اعتبارها كشخص مستقل بذاته من القضايا التي تثير المشاكل في هذا المجال.

وبعد زرع العلقة أو الكيسة الأريمية في الرحم يبدأ الكائن الحي ببنيانه الاساسي الفرد في التشكل.  ويتغير تغيرا سريعا. 

وبينما لا يكون التكوين الجنيني قد اكتمل في الأسبوع الثامن، فإن التكنولوجيا المتقدمة مثل الموجات فوق الصوتية وأخذ عينات الزغب المشيمي (Chorionic Villus Sampling) يمكن أن تحدد وجود القابلية للإصابة أو وجود عيوب خطيرة قد تؤدي إلى اتخاذ قرار بشأن إنهاء الحمل، أو بمعنى آخر إنهاء حياة الجنين أو المضغة عن طريق الإجهاض. 

 

ويعتقد وولر Waller (1989) أن القواعد المتعلقة باستخدام وزرع الأجنة يجب أن تتكامل في قوانين نقل وزرع الأعضاء والأنسجة بصفة عامة. 

ويعتقد أن الهيئة القادرة على تحقيق ذلك ليس الهيئة القضائية بل المجلس التشريعي القومي، لضرورة توضيح وتحديد الوضع القانوني للجنين الميت والطرق المقبولة للتخلص منه (إذا لم يتسخدم لأغراض طبية).  وذلك بالنسبة لجميع الأقطار. 

وعندما تذكر ما يراه البعض ممن لاحظوا وجود الاشمئزاز الطبيعي من فكرة تحويل الأنسجة البشرية إلى سلع أو أشياء، يعترف وولز بإصرار بعض الآباء على إجراء طقوس او شعائر رسمية لدفن الأجنة وخاصة التي أجهضت في مراحل متأخرة من الحمل، ويعتقد أن هذه الظاهرة يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند تعريف وتحديد وضع الأجنة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى