البيئة

مظاهر التدخل البشري على سواحل الكويت

1996 العوامل البشرية

مهدي حسن العجمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مظاهر التدخل البشري على سواحل الكويت سواحل الكويت الكويت التدخل البشري البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

يقوم الإنسان بدوره الكبير في تغيير خصائص الساحل وذلك من خلال تتدخله في النظام الساحلي الطبيعي بأنشطته العديدة المرتبطة بالبيئة الساحلية.

وقد يكون التدخل البشري تدخلاً إيجابياً هادفاً تمشى مع التوازن البيئي الساحلي قاصداً منع أو تقليل عمليات النحت وعمليات الساحل من الأمواج المدمرة وعمليات الغمر البحرية او منع أو تقليل عمليات النحت.

وقد يكون الهدف من تدخله تحسين البلاجات وتطويرها وحفظها أو استصلاح الأراضي الساحلية.وقد يكون التدخل البشري سلبياً بحيث يؤدي إلى حدوث اضطراب في التوازن الديناميكي للنظام الساحلي ككل، حيث يزيد من أثر العمليات التدميرية لخط الشاطئ والأشكال المورفولوجية المرتبطة به.

 

ويظهر الأثر السلبي كذلك في عمليات تلويث الشواطئ التي تفاقمت وأصبحت من المشكلات التي يعاني منها الساحل الكويتي في الوقت الحاضر.

خاصة بغد الغزو العراقي للكويت (صورة رقم 20) التي تبين تراكم الزيوت على الجروف المنخفضة في منطقة الخيران وفوق رأسطحها وعلى مناطق واسعة من السهل الساحلي، حيث تظهر في شكل برك منخفضة صغيرة المساحة.

 

وفيما يلي بعض مظاهر التدخل البشري على سواحل الكويت:

1- تغير بعض المظاهر الإرسابية على الشواطئ من خلال إنشاء المباني، مثل الشاليهات وغيرها. مثل منطقة لسان النقع الذي يمتد لمسافة كيلو متر تقريباً، بعرض يتراوح ما بين 50 إلى 150 متراً، مع منسوب سطح يتراوح بين مترين في الأطراف الجنوبية واربعة أمتار في الوسط والشمال.

ويلاحظ أن اللسان قد ازدحم بالكبائن والشاليهات التي تطل على الخليج مما جعله يفقده مظهره الطبيعي (شكل رقم "25").

 

وفي لسان "النهم" الذي يتكون من مواد مفككة عمل اللسان على حمايته من الأمواج بواسطة سياج من المنشآت أو الحجارة او البراميل الصاج الممتلئة بالرمل، وذلك بهدف الحد من تأثير البحر في عمليات نحره للسان.

وفي منطقة الخيران فإنه بعد إنشاء منتزه الخيران تعدض مدخل خور المفتح لعمليات تعميق مستمرة حتى تتمكن السفن التي يستخدمها السكان من المرور إلى الخليج وعودتها إلى مرساهرا الذي أقيم على الطرف الغربي للمنتزه، كذلك أنشئ حائط خراساني على الجانب الجنوبي للمدخل ليستخدم لرسو السفن الخاصة بالصيد.

 

2- تطوير البلاجات وإنشاء قرى ساحلية لقضاء اوقات الفراغ.

ويتمثل أهمها في الساحل الشمالي، خاصة في منطقة تلال جال الزور ومنطقة الدوحة ، حيث تم إنشاء مناطق لنصب المخيمات في الدوحة وكاظمة، بجانب إنشاء مرفأ للقوارب في الدوحة وكاظمة.

وفي الساحل الجنوبي تم إزالة عدد كبير من مراكز العمران العشوائية في الشريط الساحلي، لتنظيف البلاجات وإنشاء منتجع لقضاء العطل في خور المفتح وفي منطقة أخرى من رأس الجليعة.

 

3- تلويث المياه الساحلية

يعد البترول من أهم مصادر التلويث المائي، ويسكب في المياه الساحلية إما بطريقة عفوية او إجبارية. وتسهم ناقلات البترول بدور كبير في تلويث المياه أثناء عمليات الشحن والتفريغ.

وكذلك يأتي من مخلفات آبار البترول الشاطئية او الموجودة في مياه الخليج. ومن أسباب التلوث كذلك نفايات المدن وغيرها مما سنذكر تفضيلاً في الفصل (الخامس).

ولا شك أن إضافة مواد بترولية إلى المياه الساحلية من شأنه تغيير النظام الساحلي الطبيعي والتأثير على فعالية عمليات التعرية البحرية، حيث يؤدي تلوث المياه الساحلية إلى قتل الطحالب الخضراء green algae والتي تعد من اكثر الأنواع الطحلبية أهمية.

حيث تعمل على بناء الشطوط الجيرية. ومن خصائصها حمايتها للخصور الجيرية الساحلية من عمليات الإذابة، خاصة بالسواحل المدارية صورة (21).

 

4- تجفيف السبخات

تكثر السبخات والمسطحات الملحية على طول العديد من الشواطئ بالكويت، خاصة الشاطئ الجنوبي (منطقة الخيران)، وذلك لانخفاض هذه الشوراطئ، ومن المعروف ان هذه السبخات واللاجونات الشاطئية هي جزء من مياه الخليج اقتطعت منهن وقد تكون منفصلة بواسطة حواجز رملية منخفضة، أو تصل من خلال الأخوار او الفتحات المدية tide in lets.

وتعد هذه المظاهر في طبيعتها وأبعادها نتاج صراع مستمر بين التيارات التي تنساب خلالها وبين عمليات الترسي التي تقوم بها تيارات الدفع على الشاطئ Long shore currents والأمواج البحرية.

ويلعب الإنسان دوره في اضطراب مثل هذه العمليات وحسم الموقف لصالح المواج والعواصف البحرية Surges، وذلك عندما يقوم بغلق الفتحات وعمليات ردم واستصلاح السبخات، حيث تعد السبخرات الطبيعية أفضل دفاعات ضد العمليات البحرية.

 

وكثيراً ما يعمل الإنسان هنا ومن خلال مد الطرق البرية أو إزالته للكثبان الرملية Sand dunes وتدمير الغطاءات النباتية الشاطئية.

كما هي الحالة في تدميره لنباك الساحل الشمالي للكوين، إلى مساعدة المواج وعمليات النحت البحرية في إزالة هذه الحواجز التي تفصل اللإجونات Lagoons عن البحر وتحويلها إلى خلجان بحرية، وبالتالي طغيان بحري على اليابس وتراجع خط الشاطئ Shore line retreating.

 

5- تدمير وإزالة الكثبان الرملية والنباتات الساحلية

من المعروف أن الكثبان الرملية والنباك وما ينمو فوقها من نباتات تلعب دوراً كهبيراً في حماية الساحل من التراجع، حيث تعد مصدات طبيعية للأمواج المتلاطمة، والتي قد تعمل مع تكرار تعرض الساحل لها إلى نحت الشاطئ وتآكل مقدمات الكثبان الأمامية واكتساح منطقة البلاج الرملي.

وبعد تدخل الإنسان بتدميره للنباتات الكثيفة بالرعي الجائر، أو بالتحطيب مؤثر بشكب كبير على تماسك الكثبان، مما يؤدي إلى تعريتها وجعلها بالتالي عرضة للسفي بالرياح الشاطئية النشطة، خاصة في الشتاء.

ففي مناطق توزيع النباك على سواحل الكويت الشمالية والجنوبية لعب الإنسان دوراً كبيراً في اختفائها من أجزاء كبيرة في الساحل الكويتي، مثلما الحال في منطقة الصليبخات والدوحة وغيرها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى