مظاهر “تدهور الأراضي” في الكويت وآلية إدارة وإعادة تأهيل بيئتها الصحراوية
2010 تدهور الأراضي في دولة الكويت
د. علي محمد الدوسري ود. جاسم محمد العوضي
KFAS
تدهور الأراضي إدارة وإعادة تأهيل بيئتها الصحراوية البيئة علوم الأرض والجيولوجيا
تنتشر بدولة الكويت بعض مظاهر تدهور الأراضي التي يمكن تصنيفها إلى مظاهر بيولوجية وأخرى طبيعية ويعتبر تدهور الغطاء النباتي واختفاء النباتات ذات القيمة الرعوية وإحلالها بنباتات شوكية قليلة الفائدة من أبرز مظاهر التدهور البيولوجي للأراضي.
كما أن انجراف التربة مائياً وريحياً في بعض المناطق، وتصلب وانضغاط الجزء العلوي منها في مناطق أخرى وكذلك تملح التربة وارتفاع مناسيب المياه الجوفية بها في الأراضي الزراعية تعد من أكثر مظاهر التدهور الطبيعي شيوعاً.
أثبتت دراسة ميساك وآخرين (1998) والدراسات الحقلية التي قام بها معهد الكويت للأبحاث العلمية خلال الفترة التي أعقبت التحرير (1990م) (ميساك وآخرون، 2000)، أن مظاهر عدة لتدهور الأراضي بدأت تزحف على مناطق متفرقة في صحراء الكويت خاصة تلك التي تزخر بأنشطة بشرية مكثفة أو تلك التي تقترب من المدن والتجمعات البشرية أو المساحات التي كانت مسرحاً للعمليات الحربية مثل سفوح جال الزور بمنطقة شمال غرب الجهراء – الصليبية – بر مشرف – أم العيش.
وتتمثل مظاهر تدهور الأراضي في التصلب السطحي حيث تتكون قشرة شديدة التماسك في الجزء العلوي من التربة تعمل عائقاً يمنع جذور النباتات من الاختراق كما لا تسمح هذه القشرة الصلبة بتسرب مياه الأمطار في جوف التربة مما يعني جفاف وذبول الغطاء النباتي.
كما تتجسد مظاهر تدهور الأراضي بمناطق الصحراء بدولة الكويت بعمليات الانجراف المائي للتربة في الأودية وسفوح التلال مثل مناطق جال الزور بالجزء الشمالي الشرقي من البلاد وحوض وادي الباطن في الجزء الجنوبي الغربي؛ كما أن ظاهرة الانجراف الريحي للتربة تعتبر من أبرز مؤشرات تدهور الأراضي بدولة الكويت.
إن زيادة أعداد السكان في الأعوام القادمة وما يرتبط بها من زيادة ملحوظة في الضغط البشري على موارد البيئة الصحراوية سوف يؤدي إلى اتساع رقعة الأراضي المتدهورة مما يزيد الأمر سوءاً وبشكل قد يصعب معالجته والسيطرة عليه، بل قد يستحيل.
لذلك فإن الأمر يتطلب ضرورة قيام الجهات البحثية والتنفيذية المسؤولة عن إدارة البيئة الصحراوية بوضع استراتيجيات واضحة وخطط طموحة لاستخدامات الأراضي وإعادة تاهيل المناطق المتدهورة وتنمية التنوع البيولوجي وتطوير القطاع الزراعي ورفع كفاءة وتحسين إمكانات الموارد الطبيعية.
إن إعادة تأهيل وإصلاح البيئة الصحراوية في دولة الكويت من جراء ما ألم بها من آثار تدميرية بسبب الغزو العراقي وعما ترتب من الممارسات البشرية غير المتوازنة يتطلب تقييما شاملا لعناصر البيئة الصحراوية من تربة ومياه وغطاء نباتي كما يستخدعي إعادة النظر في البرامج الحالية لاستغلال المناطق الصحراوية.
والخطوط العريضة لآلية متكاملة لإدارة البيئة الصحراوية بدولة الكويت لا بد أن ترتكز على المحاور الآتية:
– استخدام التكنولوجيا المتطورة في برامج رصد ومراقبة مظاهر تدهور الأراضي وكذلك في إعداد قواعد بيانات حديثة عن موارد البيئة الصحراوية.
– إدارة المراعي والحفاظ على الغطاء النباتي وتنمية التنوع البيولوجي.
– رفع كفاءة وتحسين إمكانات التربة والاستفادة الكاملة من مياه الأمطار والسيول في برامج تثبيت الرمال وتنمية الغطاء النباتي.
– وقاية الأهداف الحيوية من زحف وتراكم الرمال والتوسع في عمليات التشجير.
– التدريب والبحث العلمي.
– إصدار التشريعات البيئية التي تكفل الإدارة الرشيدة للموارد الطبيعية والاستخدامات المناسبة للأراضي مع تنمية الوعي البيئي.
– التعاون إقليميا ًومحلياً بين كافة المؤسسات التنفيذية والبحثية والأكاديمية ذات العلاقة بقضايا التصحر وتدهور الأراضي واستخدامات الأراضي والأمور المرتبطة بها.
وتفتقر المراجع العلمية ومصادر المعلومات وقواعد البيانات المتاحة إلى الخلفية العلمية المتكاملة عن مظاهر تدهور الأراضي بصحراء الكويت.
لذا إن إعداد دراسة عن المظاهر العامة لمشكلة تدهور الأراضي بمناطق الكويت بات ضرورة ملحة ومطلبا أساسياً لا يمكن الاستغناء عنه في حالة البدء في برامج إعادة تاهيل وإصلاح الأراضي المتدهورة.
وتعطي الدراسات الحالية والمتفرقة معلومات أولية اساسية لفهم خطورة المشكلة وآثارها البيئية الناتجة عن الأنشطة البشرية والعسكرية.
وهنا يُوصى بوضع خطط عمل لإعادة الإصلاح من أجل إدارة جيدة ومراقبة مواقع التدهور في الكويت. ويجب أن تراعي أي خطة برنامجين أساسيين:
1- معالجة التربة المنضغطة للحصول على النتائج البيئية الإيجابية التالية: زيادة معدل تسرب مياه المطر في التربة والحد من معدل التعرية في التربة وتحسين الغطاء النباتي وتولد الحيوانات البرية.
2- دعم الغطاء النباتي للحصول على العوائد البيئية التالية: تثبيت التربة والحد من العواصف الرملية، والانجراف المائي وزيادة معدلات تسرب الماء، تقليص حرارة التربة وتحسين الحياة البرية.
ولا بد في أي خطة أن تهدف في الأساس إلى تنفيذ الإجراءات طويلة المدى لتحسين النوعية البيئية لصحراء الكويت ومن ثم الحد من مشكلة الرمال الزاحفة بها وانجراف التربة ريحيا ومائيا وعلى أن تشتمل هذه الخطة على ما يلي:
– تقييم دقيق وشامل للوضع الراهن لكافة العناصر البيئية لصحراء الكويت بهدف تحديد المناطق المتدهورة وتلك التي لم تتضرر.
– حماية المناطق التي لم تتضرر عن طريق إنشاء المزيد من المحميات الطبيعية وتنظيم عمليات الرعي بها.
– تحديد المناطق المضارة بسبب العمليات العسكرية لحرب الخليج وتقسيمها إلى قطاعات وفقا لطبيعة ومستوبات التدهور البيئي الذي لحق بها.
– توصيف علمي للتقنيات والأساليب التي يجب أن تتخذ للحد من الآثار السلبية التي لحقت بالتربة والغطاء النباتي بمسرح العمليات الحربية خاصة في منطقة امتداد الحدود مع المملكة العربية السعودية (طولها 175 كم وعرضها 2 – 5 كم) ومنطقة جال الزور (طولها حوالي 70 كم ومتوسط عرضها 10 كم).
– تصميم برنامج طويل الأمد لرصد النوعية البيئية للصحراء ومراقبة التغيرات في الكتلة الحيوية والرواسب السطحية خاصة الرملية منها ومناسيب ونوعية المياه الجوفية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]