“مُسْتَعِر العقاب” و”مُسْتَعر الدجاجة”
2006 موسوعة علم الفلك والفضاء2
شوقي محمد صالح الدلال
KFAS
مُسْتَعِر العقاب 1918 (V603) Nova Aquilae 1918 (V603)
يعد مستعر العقاب من بين أكثر المستعرات التي تم تسجيلها خلال ثلاثة القرون الماضية سطوعاً .
شوهد المستعر لأول مرة في 8 حزيران من عام 1918 وكان حينها من القدر الأول ، ويقع °6 إلى الشمال من سحب الترس في الطريق اللبني.
وكان من بين أوائل المكتشفين لهذا المستعر الفلكي بارنارد (E. Bar-nard)* ، وقد اكتشف في الوقت نفسه من قبل شابة عمرها 17 عاماً أصبحت فيما بعد بطلة أمريكا في اكتشاف المذنبات ورصد النجوم المتغيرة ، وهي لزلي بليتيه (Leslie C. Peltier) من أوهايو .
وكان المستعر عند اكتشافه يفوق ألفا العقاب سطوعاً (النسر الطائر) ، وأصبح خلال ساعات قلائل أشد نجوم السماء سطوعاً باستثناء الشعري اليمانية *(Sirius).
وقد تبين من فحص الألواح التصويرية السابقة أن النجم كان من القدر 11 في شهر حزيران وازداد سطوعه ليصبح من القدر 6 في 7 حزيران ثم بلغ القدر 1.4- في 9 حزيران قبل أن يخفت ليصبح من القدر الرابع في نهاية حزيران.
وقد دلت الدراسات الطيفية أثناء الاستعار على وجود أغلفة متتالية من الغاز المقذوف في الفضاء بسرعة تتراوح بين 1600 و 2250 كيلومتراً/ ثا.
وبعد شهور عدة من بلوغ المستعر أوج تألقه اكتشف سديمٌ غازيٌّ حول النجم يزداد قطره باضطراد بسرعة 2" سنوياً ، وبدا المستعر سديماً كوكبياً.
ولكن ما لبث هذا السديم أن تلاشى واختفى في أعماق الفضاء . يبعد مستعر العقاب بـ 1200 سنة ضوئية ؛ أي أن الاستعار الذي بلغنا عام 1918 كان قد حدث في عام 700 بعد الميلاد .
بلغ تألق المستعر عند أوجه 440000 شمس ، وكان القدر المطلق للمستعر سنوياً 9.3- .
مُسْتَعر الدجاجة (34 الدجاجة، p الدجاجة) Nova Cygni (34 Cygni, p Cygni)
نجم استعر في كوكبة الدجاجة عام 1975 ، وهو أفضل مستعر تمت مشاهدته في التاريخ .
بدا المستعر نجماً جديداً ساطعاً لبضعة أيام ، وأكثر المستعرات لا يتم مشاهدتها عادةً خلال الساعات الأولى من استعارها ، ولكن مستعر الدجاجة تم رصده وتصويره بينما كان سطوعه يزداد تألقاً نحو قيمته العظمى .
شاهد الفلكي وليم بلاوو (William Blaeuw) 34 الدجاجة لأول مرة عندما كان نجماً من القدر الثالث في آب من عام 1600 ، وبقي النجم ساطعاً لمدة 6 سنوات ثم خبا سطوعه تدريجياً ليصبح من القدر السادس عام 1620.
ثم أصبح غير مرئي بالعين المجردة عام 1626، واستمر النجم غير مرئي بين عامي 1626 و 1654، ثم أخذ سطوعه في الازدياد ثانية عام 1655 حتى أصبح من القدر 3.5، وبقي كذلك حتى عام 1659.
عاد النجم إلى السطوع بعد ذلك عام 1665 ثم انخفض سطوعه ليصبح من القدر الخامس عام 1715، ولا يعد 34 الدجاجة نجماً مستعراً حقيقياً
وتشير الدراسات الحديثة إلى أنه ينتمي إلى فئة المتغيرات القذفية عالية التألق ، ويدل طيف النجم على أن له غلافاً متمدداً حيث تبدو خطوط الانبعاث أكثر عرضاً عند أطوال الموجات فوق البنفسجية البعيدة.
كما يدل الشكل الشاذ لطيفه على أن الجزء الخارجي للغلاف ، الذي يشبه إلى حد بعيد نجم أيتا الجؤجؤ *(Eta Carina)، يتمدد بسرعة أكبر من منطقته الداخلية ، وربما يحدث التسارع نتيجة ضغط الإشعاع . يفقد النجم 100000/1 من كتلته كل عام.
وتشير الدراسات إلى أن قدره المطلق يساوي 8.9 ، وهو ما يجعل النجم أحد أكثر الأجرام السماوية المعروفة تألقاً .
استعر 34 الدجاجة مرة أخرى عام 1992 . وقد بينت الأرصاد أن الطاقة المنبعثة من المستعر شملت جميع أطوال موجات الطيف الكهرومغنطيسي ، ولكنها كانت أكثر شدة في مجال الموجات الطويلة .
كما بين المطياف عالي الإبانة المثبت على مقراب الفضاء هبل انبعاثات شديدة القوة من عنصر النيون ثلاثي التشرد.
ويستنتج من تحليل شكل الطيف انقذاف كميات كبيرة من المادة أثناء الاستعار ، وقد تركت هذه العملية بصماتها على طيف المستعر . (انظر الشكل) .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]