نبذة تعريفية عامة حول “الغدد” المتواجدة في جسم الإنسان وآلية عملها
2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الغدة هي تركيب في الجسم يقوم بإفراز مادة أو مواد معينة. وتؤدي إفرازات الغدة عادة وظائف مهمة للكائن الحي. والعرق واللعاب والدموع وإفرازات الأنف أمثلة للإفرازات الغدية.
وتستخلص الغدة إفرازها الخاص من الدم الخاص الذي تحمله إليها الشعيرات الشريانية الداخلة إليها، أو تصنع ذلك الإفراز من مواد بسيطة تستخلصها من ذلك الدم.
وقد تجد الإفرازات طريقها مباشرة إلى مجرى الدم فتخرج في الشعيرات الوريدية الصادرة من الغدة. وعندئذ توصف الغدة بأنها «صماء» (أي ليس لها تجويف) أو «ذات إفراز داخلي»، وتسمى إفرازاتها باسم «هرمونات».
ويحمل الدم هذه الهرمونات إلى الأجزاء التي تؤثر فيها. ومن أمثلة الغدد الصماء: الغدة النخامية التي في قعر الدماغ، والغدة الدرقية في منطقة الرقبة.
أما الغدد «ذات الإفراز الخارجي» فقد تتكون من خلية واحدة تنتقل الإفرازات منها مباشرة إلى المكان القريب الذي ستؤثر فيه. أو قد تتكون الغدة من عدة خلايا، فتتميز الغدة إلى جسم أجوف وعنق، وتقوم خلايا جسم الغدة بإطلاق إفرازاتها إلى تجويف الغدة.
أما عنق الغدة، أو قناتها، فيمر الإفراز من خلاله مباشرة إلى المكان الذي سيؤثر فيه. ولذلك توصف هذه الغدد أيضا بأنها غدد قنوية.
ويمكن مشاهدة الغدد وحيدة الخلية في بطانة أجزاء معينة من القناة الهضمية وكذلك في بطانة القصبة الهوائية. وتتميز الغدة وحيدة الخلية بطرف قاعدي مستدق يعلوه جزء منتفخ، في حين أن الناحية التي ينطلق منها الإفراز تكون عريضة؛ وهذا يكسب الخلية شكل الكأس، ومن ثم تعرف باسم «الخلية الكأسية».
وتفرز الخلية الكأسية مادة تسمى «ميوسين» تتراكم على هيئة قطيرات في الجزء المنتفخ من الخلية، وعندما ينطلق الميوسين إلى تجويف العضو الذي توجد فيه الخلية يكون مادة مخاطية تغطي أسطح الخلايا المجاورة.
وفي الأمعاء يوفر هذا المخاط نوعا من الحماية للخلايا ضد الإنزيمات الهضمية. أما في الممرات التنفسية فيقوم الإفراز المخاطي باصطياد الأتربة والمواد الغريبة الداخلة عبر هذه الممرات حتى لا تصل إلى الرئتين، ثم تتولى أهداب الخلايا العمادية المجاورة دفعها إلى منطقة البعلوم حيث يتم التخلص منها.
وتتخذ الغدد عديدة الخلايا أشكالا متنوعة، فالغدة قد تكون أنبوبية أو حويصلية. وتتنوع أشكال الغدد الأنبوبية، فهي قد تكون بسيطة كما في غدد الأمعاء في الثدييات، أو قد تكون ملتفة حول نفسها كما في الغدد العرقية، أو متفرعة إلى عدد محدود من الفروع كما في الغدد المعدية، أو كثيرة التفرعات كما في الغدد الدمعية.
كذلك قد تكون الغدد الحويصلية بسيطة كما في الغدد الموجودة في جلد الضفادع، أو متفرعة إلى عدد محدود من الفروع كما في الغدد الزهمية بجلد الثدييات، أو قد تكون كثيرة التفرع كما في الغدد الثديية.
ويقدم البنكرياس نمطا فريدا للغدد، حيث يحتوي على غدد ذات إفراز خارجي تفرز إنزيمات هضمية تنطلق عبر قنوات تتحد معا لتكون القناة البنكرياسية التي تصب في الاثنا عشري.
كذلك يحتوي البنكرياس على مجموعات متفرقة من الخلايا داخل النسيج البنكرياسي، تعرف باسم «جزر لانجرهانز» تنتقل إفرازاتها إلى الدم مباشرة. وأشهر هذه الإفرازات هرمونا الإنسولين والجلوكاجون.
ويعتمد النشاط الإفرازي على تحكم الجهاز العصبي، أو هرمونات تفرزها الغدد الصماء، أو عليهما معا. فمثلا يتوقف إفراز الغدد اللعابية عند رؤية الطعام، أو شمه أو التفكير فيه، على حث من الجهاز العصبي، في حين يعتمد إفراز الجزء القنوي من البنكرياس على هرمونين يفرزهما الاثنا عشري.
وتجدر الإشارة إلى أن معظم الغدد حساس لحث الجهاز العصبي والغدد الصماء معا. والغشاء الخلوي للخلية الغدية يحتوي على مواد كيميائية، تسمى «مستقبلات غشائية»، تستقبل الإشارات الواردة إلى الخلية الغدية.
وبصفة عامة تتميز خلايا الغدد ذات الإفراز الخارجي بوفرة الشبكة الإندوبلازمية الخشنة – أي المزودة بالريبوسومات – وبأن جهاز جولجي بها حسن التكوين. وذلك لأن الشبكة الإندوبلازمية الخشنة تقوم ببناء البروتينات.
في حين يقوم جهاز جولجي بإضافة مواد أخرى إلى المواد البروتينية، وبذلك ينضج تكوين المادة الإفرازية. وكثيرا ما تشاهد قطيرات المادة الإفرازية في السيتوبلازم محاطة بغشاء مستمد من جهاز جولجي.
ومن الناحية الكيميائية، قد تكون المادة التي تفرزها الغدد ذات الإفراز الخارجي بروتينية كما في حالة البنكرياس، أو دهنية كما في الغدد الدهنية أو قد تكون مركبة من مواد بروتينية ودهنية كما في حالة الغدد اللعابية، أو بروتينية وكربوهيدراتية كما في حالة الغدد الكأسية. أما الغدد اللبنية فإفرازاتها تحوي بروتينات ودهونا وكربوهيدرات.
وتتنوع وظائف المادة الإفرازية تنوعا واسعا. فالعرق، مثلا، يمثل وظيفة إخراجية ويقوم بدور رئيسي في ثبات درجة حرارة الجسم ، وغدد الجهاز الهضمي تعمل إفرازتها على هضم الغذاء، والدموع تقوم بترطيب القرنية وقتل بعض الميكروبات التي تحط على سطح العين.
والإفراز المخاطي على سطح لسان الضفدع يساعد على قنص الحشرات، وإفراز قناة البيض في الطيور يكون زلال البيض وغشائي القشرة والقشرة الجيرية التي تحيط بالبيضة من الخارج، وهكذا.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]