نبذة تعريفية عن “آكلات الحشرات”
1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
آكلات الحشرات الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة
خلق الله سبحانه وتعالى الكائناتِ، ووفَّر لها طعامَها على اختلاف أنواعِه. فبعض الحيوانات يأكل الحشـرات مثل الضفدعة، والحرباء، وطائر نقَّار الخشب، وبعض النباتات أيضاً يلتهم الحشـرات (انظر: النباتات آكلة الحشـرات).
ولكن العلماء يطلقون هذا الاسم على مجموعة من الثدييات الصغيرة في حجم الفأر أو الجُرَذ ولا يزيد أكبرها عن حجم الأرنب الصغير، وهي في الغالب تأكل الحشـرات، ولكنها أيضاً تأكل القواقعَ والديدان والضفادع والثعابين والطيورَ الصغيرة، وأحياناً الفاكهةَ.
وتشمل هذه المجموعة "الزَبَاب" و "الخُلد" و "القُنْفُذ" ومعظمها ينشط ليلاً، ويختفي أثناء النهار، ويلجأ بعضها إلى السكون والاختفاء في فصل الشتاء (انظر: بيات شتوي)، وهي تتغذى أثناء ذلك على ما تختزنه في أجسامها من دهون.
وآكلات الحشرات تعيش في معظم أنحاء العالم ولكنها لا توجد في أستراليا أو أمريكا الجنوبية.
جسمها عليه شعرٌ خشن أو فراء ناعم أو أشواك حادة، وأرجلُها الأمامية والخلفية لها خَمْسُ أصابع ذات مخالب. عيناها صغيرتان، وحاستا السمع والشم فيها قويتان، والبُوز طويلٌ وعليه شواربُ حساسة.
بعضها يحب العزلةَ والبعض يعيش في جماعات، ويتبادل أفرادُ الجماعة إشاراتٍ صوتية وشَميَّة. تلد الأم من ثلاثة إلى خمسة صغار عادة، وقد يصلُ الصغار في بعض الأنواع إلى خمسةٍ وعشرين أو ثلاثينَ صغيراً في المَّرة.
والزَبَاب أصغر الثدييات على الإطلاق، لا يزيد طولُه عن عشـرة سنتيمترات، وأنواعُه تعيش على الأرض أو في الماء أو على الأشجار.
ويُحَدِّدُ اتجاهَه عن طريق إرسال موجات فوق صوتيه، يسمعها بأذنيه المُرْهفَتينْ بعد ارتدادها من الأجسام التي تقابله، وبذلك يُحَدِّد حجمها وبُعْدَها عنه، ولذلك يفقد اتجاهَه إذا سُدَّتْ أذناه، فهو يشبه في ذلك الخفاش.
رجلاه الخلفيتان أطولُ من الأماميتين في بعض الأنواع وهو في ذلك يشبه اليربوع.
ويخاف أهلُ الأسكيمو من الزباب ذي الأسنان الحمراء، فهم يعتقدون أنه يهاجم الإنسانَ ويحفر في جسمه حتى يصلَ إلى قلبه ويقتله، ويقولون إن زبابَ الأشجار يفرز مع لعابه مادةً سامة يخدر بها فريسته.
والخُلْد يعيش في المناطق القطبية الشمالية، وبعض أنواعه يعيش في المناطق الدافئة. طوله حوالَيْ 18 سنتيمتراً.
جسمه مغطى بفراء ناعم له ملمس المخمل، وعيناه يغطيهما جلد مُعْتِم، ورجلاه الأماميتانِ لهما مخالبُ قوية يحفر بها للبحث عن طعامه المفضل من دود الأرض فهو له شَهِيَّةٌ غيرُ عادية ويستطيع أن يلتهمَ منها ستين في اليوم الواحد، وهو ما يعادل وزنه تقريباً.
ويتغذى الخلد أيضاً على كثير من آفات الزراعة، وإذا حُرِمَ من الطعام لمدة تراوح بين 10 و 12 ساعة فإنه يموت. ويحفر الخلد أنفاقاً في الأرض الزراعية
وتشاهد أكوام التراب التي يقذفها من باطن الأرض على جانبَيْ هذه الأنفاق وبذلك يسبب أضراراً بجذور المحاصيل. وبعض أنواع الخلد يعيش في الماء في جنوب أوروبا وهذه لها غشاء جلدي بين الأصابع يساعدها على العوم.
أما القنفذ فجسمه يغطيه شعرٌ وأشواك على الظهر، وهذه الأشواك تسبب التهابَ الجلد إذا لَمَسَتْه. وطولُ القنفذ حوالي 27 سنتيمتراً ويؤدي للإنسان خدمة جليلة بأكله الحشرات الضارة
وهو يساعد في حفظ الحدائق خاليةً من الحشرات والضفادع والعظايا (السحالي) والثعابين، ويحتفظ به الإنسان لهذا الغرض.
وهو إذا تعرض للخطر يتكور وتبرز أشواكه ويفرز عليها مواد سامة يستخلصها من جلد الضفادع التي يمضغها. ومن الطريف أن القنافذَ عندها مناعة ضد السموم.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]