نبذة تعريفية عن “آكلات اللحوم” وأهميتها الإقتصادية للإنسان
1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
آكلات اللحوم أهمية آكلات اللحوم الاقتصادية الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة
يطلقُ وصفُ "آكلات اللحم" على كل حيوانٍ يأكلُ لحماً، مثلُ العناكب والعقارب وبعض الحشـرات، والأسماكِ الكبيرة كأسماك القرش، والضفادع والعظايا (السحالي) الكبيرةِ والثعابين وبعض الطيور مثل الصقور والنسور.
ولكن العلماء حينما يتحدثون عن "اللواحم" يقصدون مجموعةً من الثدييات التي تأكل اللحم.
وبعض هذه اللواحم حيواناتٌ أليفه تعيش مع الإنسان مثل القطط والكلاب، ولكنَّ معظمَها حيواناتٌ مفترسة نشاهدها في حدائق الحيوانات داخل أقفاص حديدة مثل الأسد و الفهد و الضبع و النَّمِر و البَبْر و الذئب و الثعلب و الدب و ابن آوى، كما نشاهدُ بعضها في حلْقات السيرك.
ومعظم اللواحم يعيش على الأرض، وبعضُها يعيشُ فوقَ الأشجار مثل النِّمس و قط الزَّبَاد، والبعضُ الآخر يقضـي جزءاً من حياته في الماء مثل القُضاعة (كلب الماء) والدب القطبي والفقمة وسبع البحر وفيل البحر (الفظ)، ولكن معظمها يقضـي موسمَ تزاوجه على الأرض.
واللواحمُ تنتشرُ في جميعِ أنحاء العالم، فهي تعيشُ في المناطق الحارَّة والمعتدلة وحتى في المناطِق القطبيةِ الباردة.
وقد اتخَّذ الإنسانُ الأولُ مَلْبَسَهُ من جلود اللواحم. ويشتهرُ عدد كبير من اللواحم القطبية بأفخر وأثمن أنواع الفراء التي تتحلى بها السيداتُ مثل الإرمين (فراء القاقوم) والمِنْك.
ويقدر العلماءُ عددَ اللواحم الأرضية بحوالي ستين مليوناً بينما يتراوح عددُ اللواحم البحرية بين 13 و 27 مليوناً.
ويميلُ بعضُ اللواحم إلى المعيشة كأفراد مستقلة مثل القط، و الدب، و الراكون، و الثعلب و ابن عرس، وبعضها يعيش أزواجاً (ذكراً وأنثى) مثل ابن آوى، والبعض يعيشُ في جماعة أو قطيع مثل الذئب وكلب الصيد الإفريقي، ويكوَّن بعضها مستعمراتٍ كبيرةً ثابتةً كما في اللواحم البحرية مثل الفَقْمَةِ وسبع البحر وفيل البحر وخاصةً في موسم التزاوج.
ويعيش معظمُ اللواحم في الخلاء والمناطق المفتوحة مثل البراري والصحاري، ومناطق الحشائش أو بالقرب من الحقول حيث يتوفَّر لها الطعام، وبعضها يعيشُ في الغابات الكثيفة.
وأصغرُ اللواحم التي تعيش على الأرض ابنُ عُرس، أما أضخمُها فهو الدب الرمادي الذي يعيش في ألاسكا، ويصل وزنُه إلى أربعة أطنان تقريباً، والإناثُ عادةً أصغرُ من الذكور. واللواحمُ مهيأة للعدو السريع على أطراف أصابعِها فيما عدا الدببة التي تسيرُ بوضع القَدَمِ كلِّها على الأرض.
والأصابع تنتهي بمخالبَ قوية (انظر: مخلب) قد تكون مُنْغَمِدَةً كما في القطط ويمكن إبرازُها أو إخفاؤُها حسب الحاجة، وقد تكون ثابتةً كما في الكلاب والدببة التي تستخدمها في الحفر أو الصيد والقنص.
واللواحمُ لها فكوك قويةُ العضلات، وأسنانٌ حادة مسننة تناسب القطع والنهش والطحن، كما أنها حادةُ الإبصار فعيونُها واسعةٌ ومُكَيَّفة للرؤية في الظلام، وحاسَّةُ السمع عندها قوية.
وحجم الدماغ (المخ) في اللواحم كبير بالنسبة لحجم الجسم، وهذا دليلٌ على ذكائِها، فهي من أقدرِ الحيوانات على التَعَلُّم، ويسهل على الإنسان استئناسُها وتدريبُها.
واللواحمُ لها أهميةٌ اقتصادية في حياة الإنسان، فهو يقوم مثلاً بتربيةِ الثعالِب للاستفادة من فرائها. وصيدُ الراكون من أمتعِ الرياضات في أمريكا في سبيلِ الحصول على فرائه.
وللنمس قدرةٌ كبيرةٌ على قتلِ الثعابين السامَّة مثل الكوبرا ولكنه كثيراً ما يفشل في قتل الحيَّات، كما أنه يشكل خطورةً على الدواجن التي يجذب انتباهَها بحركاته البَهْلُوانية ثم ينقضُّ عليها ويقتلُها.
ويحتفظ الإنسان بالقطط في المنازل للتخلص من الفئران، وفي المزارع للقضاء على القوارض التي تضـرُّ المحاصيلَ، وفي بعض البلاد الأفريقية يستخدمون فراءَها للزينة.
وقد تتحول القططُ إلى حيوانات متوحشة عندما تتقدمُ في السن، أو إذا أُطلقتْ للمعيشة في البراري والحقول.
كذلك تساعدُ الضباعُ الإنسانَ في التخلص من الجيف، ولكنها قد تلجأ إلى مهاجمة الإنسان وخاصة إذا كان هَرِماً ضعيفاً. ومن قط الزباد يأخذ الإنسان المِسْك، وهي مادة دهنية صفراء تفرزها غُددّ خاصة قرب الشرج، وهي مادة أساسية في صناعة العطور.
أما اللواحمُ البحرية فتنتشـُر على الشواطئ في المناطقِ القطبية، ويستفيدُ الإسكيمو بكلِّ جزء منها، فهم يأكلون لحومَها، ويصنعون أدواتِهم من عظامِها، وخيامَهم وأحذيتَهم وملابسَهم من جلودها.
ويستخدمون دهونَها في الصباغة، وأسنانَها في صناعة التماثيل ومقابض الأسلحة، ويأخذون من بعضها أنواعاً من الفراء.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]