علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن “الأراضي الجلدية” والأدلة الجيومورفولوجية التي تثبت وجودها

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الأراضي الجلدية الأدلة الجيومورفولوجية للأراضي الجلدية علوم الأرض والجيولوجيا

يطلق هذا المصطلح على الأراضي التي سبق أن غطيت بالجليد خلال العصر الجليدي البلايوستوسيني والذي ترك فيها دلالاته ومؤثراته في تشكيل المظهر الجيومورفولوجي لهذه الأراضي.

أما الأراضي التي تتغطى بالتكوينات الجليدية في الوقت الحاضر مثل أراضي جرينلند والقارة القطبية الجنوبية فيطلق عليها تعبير  )(الأراضي المغطاة بالجليد الحالي)) Glaciated Terrains)).

وحيث تنساب ثلاجات الأودية الجبلية في كثير من الأحيان صوب الأراضي المنخفضة المنسوب المجاور لها،.

أو حيث تنساب على شكل ثلاجات البيدمونت (Piedmont Glaciers) فإنه يصعب تحديد الخط الفاصل بين كل من الأراضي الجبلية الجليدية والأراضي السهلية الجليدية، إلا أن كلا من هذه الأراضي تشكل ظاهرات جيومورفولوجية جليدية مميزة (شكل 1).

 

فالأراضي الجليدية (Glaciated Uplands) التي سبق أن غطيت بالجليد البلايوستوسيني تتشكل بظاهرات مميزة منها القمم الجبلية الجليدية القرنية أو الهرمية الشكل Glacial Horns)).

والحلبات الجليدية Corries – Cums – Cirques),) (Combs ,Kars. والحواجز الجبلية الشديدة التضرس المشرشرة الحواف والفاصلة بين جوانب الحلبات الجليدية (Aretes) والأودية الجليدية المعلقة (Glaciated Hanging Valley) والأودية الجليدية (Glaciated valleys).

 

أما الأراضي الجليدية المنخفضة المنسوب المستوية والتي سبق أن غطيت بالجليد البلايوستوسيني، ثم تراجع هذا الجليد وتلاشى تماماً عنها.

فإن الرواسب الجليدية تظهر على شكل ظاهرات إرسابية جليدية، وجليدية نهرية متعددة، وتشكل جميعها المظهر الجيومورفولوجي العام لهذه المنطقة السهلية الجليدية.

 

ومن بين هذه الظاهرات، أكوام وفرشات الركامات الجليدية بأشكالها المختلفة (Moraines) وحواجز الإسكرز (Eskers) ورواسب ومدرجات الكام Kam) (Terraces والكثبان الجليدية (Drumlins) والكتل الضالة (Erratics).

ويستعين الباحثون عند تحديد أبعاد الأراضي الجليدية بالأدلة الجيومورفولوجية التي تؤكد تشكيل مثل هذه الأراضي بفعل الجليد على الرغم من أنها لا تتعرض لأية عطاءات أو تكوينات جليدية في الوقت الحاضر.

 

ومن بين هذه الأدلة ما يلي:-

1- تخطيط أسطح صخور المنطقة ومفتتاتها الإرسابية بالحزوز الصخرية (Striae) ومن ثم فإن الاتجاه العام للحزوز الصخرية المميزة فوق أسطح الصخور تدل في نفس الوقت على الاتجاه الذي أتت منه الغطاءات والتكوينات الجليدية القديمة.

 

2- انتشار المفتتات الصخرية بأحجام متباينة فوق سطح الأرض وأنها لا تنتمي من حيث التكوين الليثولوجي لأنواع الصخور المحلية للمنطقة التي وجدت فيها، بل ترجع إلى تكوينات صخرية تقع بعيداً عن مناطق ترسبها.

فإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن هذه المفتتات قد نقلت لمسافات طويلة.

 

ولما كانت أسطح هذه المفتتات تتشكل بالحزوز الصخرية من ناحية وأن بعضها كبير الحجم جداً بحيث يصعب نقله بفعل الرياح أو المجاري المائية أو حتى البحر من ناحية أخرى.

فمن السهل أن نستنتج بأن مثل هذه المفتتات والكتل الصخرية الكبيرة الحجم قد نقلت بفعل الجليد (شكل 2).

ومن ثم يطلق على هذه المفتتات الإرسابية الجليدية الغريبة عن الصخور المحلية لمناطق ترسبها تعبير المفتتات أو الكتل الضالة (Erratic Blocks and Fragments).

 

وتتميز الرواسب الجليدية بأنها تتألف من مفتتات صخرية غير طباقية، وغير منسقة أو مصففة الترسيب. فهي متنوعة الحجم والشكل مقشوطة الأسطح وحادة الحواف.

وتظهر الحزوز الخطية على معظم أسطحها، وتتألف من مفتتات صلصالية ورملية وحصوية الجلاميد، وتكونت كل هذه المقتنيات الإرسابية بفعل التعرية الجليدية والتجوية الفيزيائية (الميكانيكية).

 

3ـ. شكل التصريف النهري الشاذ الذي لا ينسجم مع نظام البناء الجيولوجي للتكوينات الصخرية التي يتكون فوقها.

فقد يتميز القسم الأعلى من حوض النهر مثلاً (مثل حوض نهر سنت لورنس) بكثرة انتشار البحيرات العظيمة المساحة، وبالسهول الواسعة، وذلك بخلاف ما يتمثل عادة في الحوض الأعلى للنهر المثالي أو النموذجي (Ideal Stream)، من خوانق نهرية عميقة جداً، وعظم سرعة جريان مجرى النهر وشدة انحداره.

ومن ثم يتبين أن مثل هذا النمط من التصريف المائي الشاذ في الأحواض العليا لـلأنهار إنما تكون بفعل الجليد البلايوستوسيني.

 

وتسهم المياه المنصهرة من الجليد في تكوين البحيرات (البحيرات الجليدية في فنلنلده والسويد وكندا) وتكوين التصريف النهري المشوش، حيث تنساب المياه المنصهرة في مجاري نهرية ضحلة العمق وضعيفة الانحدار وبطيئة التيار، ومن ثم تترنح المجاري من جانب إلى آخر ويكثر فيها المنعطفات وتنتشر في أرضيتها المستنقعات.

وعندما تنصهر التكوينات الجليدية الواقعة فوق الحافات الصخرية وتتصل بالمجاري النهرية.

فقد تتكون هنا الشلالات العالية مثل شلالات نياجارا التي تبدو على شكل نعل الفرس (Horse shoe) وتقع في مجرى سنت لورنس على الحدود بين كندا والولايات المتحدة الأمريكية.

 

وعند ارتفاع منسوب المياه في البحيرات الجليدية، تنساب المياه فوق الأراضي والحواجز الجبلية المجاورة لها وتكون لنفسها مخارج بحيرية تنساب المياه منها وتنصرف إلى الأودية النهرية المجاورة لها. أما إذا انخفض منسوب المياه في هذه البحيرات مرة أخرى.

فتصبح هذه المخارج البحيرية المتعمقة ذات الجوانب الشديدة الانحدار خالية من المياه الجارية، ومن ثم تدل على أنها كانت يوماً عبارة عن حلقة اتصال بين البحيرات الجليدية والمجاري النهرية المجاورة لها.

 

4. انتشار الأحواض والحفر العميقة فوق سطح الأرض خاصة بالمناطق السهلية. ويتراوح عمق هذه الأحواض والحفر من 4 – 20 متراً، كما أنها تمتلئ بالرواسب تماماً، وأن هذه الرواسب بدورها غير متجانسة حجماً وشكلاً ونوعاً ولا تنتمي ليثولوجيا إلى الصخور الأصلية للمنطقة.

وكل هذا يدل على أن هذه الأحواض والحفر العميقة غطيت بالغطاءات الجليدية البلايوستوسينية وعند تراجع الجليد امتلأت هذه الأحواض بالرواسب الجليدية.

 

5. انتشار مقدمات أراضي ما بين الأودية ((الأطراف)) (Truncated spurs) ففي حالة الوادي النهري تتداخل هذه الأراضي فيما بينها وتختلط أطرافها.

إلا أن الجليد يعمل على قشط وبتر الأطراف البارزة المتداخلة من أراضي ما بين الأودية عند حفر الأودية المستقيم الامتداد، ومن ثم تتكون مثل هذه الظاهرة المميزة للوادي الجليدي.

 

6. انتشار الأراضي الواسعة الامتداد والتي تتشكل بظاهرات جيومورفولوجية متعددة لا يمكن أن تتكون إلا بفعل الجليد أو بفعل التعرية الجليدية النهرية، مثل الركامات الجليدية بأنواعها المختلفة والصخور الغنمية الشكل (Roche Moutonnée).

والكثبان الجليدية ورواسب حواجز الاسكرز ومدرجات الكام، وحيث أن هذه الأراضي لا تتغطى بالجليد، فإنه يمكن أن نستنتج أنها كانت مغطاة بالجليد البلايوستوسيني (شكل 3).

 

7- تكوين الأودية الجبلية التي تبدو قطاعاتها العرضية على شكل حرف U وذات القطاع الطولي غير المنتظم والجوانب الحائطية الشكل، ومثل هذه الأودية لا تتكون إلا بفعل الجليد.

وتتمثل المنابع العليا لهذه الأودية الجليدية الجبلية في المقعرات الجبلية العميقة التي تعرف باسم الحلبات الجليدية (شكل 4).

 

أما أهم المناطق التي غطيت بالجليد خلال العصر الجليدي في العالم فهي تتمثل في القسم الشمالي الغربي من أوروبا، ومرتفعات الألب الأوربية والقسم الشمالي من أمريكا الشمالية، وفي بعض أجزاء محدودة من شمال غرب سيبريا وشمالها الشرقي.

وقد سبقت الإشارة من قبل إلى دراسة التوزيع الجغرافي للأراضي التي غطيت بالجليد البلايوستوسيني بشيء من التفصيل.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى