الاماكن والمدن والدول

نبذة تعريفية عن الجمهورية العربية اليمنية

2004 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الجمهورية العربية اليمنية الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة

اليمن جُمهوريَّةٌ تَقَعُ في الرُّكْنِ الجَنوبيِّ الغربيِّ من شِبْهِ الجَزيرَةِ العربيَّةِ، يَحُدُّها من الشَّمالِ المَمْلَكَةُ العربيَّةُ السّعوديَّةُ، ومنَ الشَّرْقِ سَلْطَنَةُ عُمانَ، أمّا مِنَ الجَنوبِ فهيَ تُطِلُّ عَلى بَحْرِ العَرَبِ وخَليجِ عَدَن، ومن الغربِ تُشْرِفُ على البحرِ الأحمرِ

لها عِدَّةُ جُزُرٍ في هذهِ البِحارِ، منها جزرِ تمرانَ وحُنَيْشِ الكُبْرَى والصُّغْرى، وأكْبَرُ الجُزُرِ هي سوقَطْرى الَّتي تقعُ في بحرِ العربِ وعلى مسافَةِ 510 كيلومترات من السّاحِلِ اليَمَنيِّ.

وهيَ بذلكَ الموقِعِ تُسيطِرُ على مَضيقِ بابِ المَنْدَبِ الَّذي يَتَحَكَّمُ في حَرَكَةِ المِلاحَةِ في البحرِ الأحمرِ.

 

تبلغُ مِساحَةُ اليَمَنِ حَوالي 537 ألفَ كيلومترٍ مربَّعِ؛ وأغلبُ أراضيها جَبَلِيِّةٌ وَعِرَةٌ، يفصِلُها عن ساحلِ البحرِ الأحمرِ وبحرِ العربِ سَهْلٌ ضَيِّقٌ نِسْبيّاً، واعلى قِمَّةٍ جبليَّةِ في اليمنِ تُسَمَّى (النَّبيّ شُعَيْب)، ويصلُ ارتفاعُها إلى 3760 متراً

وتشتهرُ بعددٍ من الوديانِ، أشْهَرُها وادي حَضْرَمَوتَ، وتنتشِرُ الصَّحارى الحارَّةُ على الأطرافِ الشَّرقيَّةِ للبلادِ، وهي تُعتَبَرُ جُزْءاً من صَحراءِ الربعِ الخالي.

والمُناخُ في اليَمَنِ حارٌّ صَيْفاً وباردٌ شِتاءً، حيثُ تنخفِضُ درجاتُ الحرارَةِ خاصَّةً في المناطِقِ الجَبليَّةِ

 

وتَتَعَرَّضُ بعضُ أجزائِها إلى الرِّياحِ المَوْسِميَّةِ الَّتي تُسَبِّبُ سُقوطَ الأمطارِ في فَصْلِ الصَّيفِ، ويَستفيدُ المُزارِعونَ من هذهِ الأمطارِ في زِراعَةِ المَحاصيلِ الزراعيَّةِ على المُدَرّجاتِ الجَبَلِيَّةِ، أمّا السُّهولُ فتكونُ حارَّةً رَطْبَةً في الصَّيْفِ ودافِئَةً في الشِّتاءِ.

وقامَتْ في اليمنِ حَضاراتٌ عريقَةٌ تَرجِعُ إلى عامِ 1300 قبلَ الميلادِ، وظَهَرَتْ فيها عِدَّةُ دُوَلٍ منها المَعينيَّةُ والسَّبئيَّةُ والحِمْيَريَّةُ، وقد وردَ ذِكْرُ مَلِكَةِ سَبَأٍ في القُرآنِ الكريمِ، وأنها أقامتْ دولَةً كبيرَةً في اليمنِ.

وبَنوا أكبرَ سَدٍّ في ذلك الوقتِ هوَ سَدُّ مَأْرِبَ لتخزينِ مياهِ الأمطارِ واستخدامِها في الزّراعَةِ، وكانتْ تُسَمَّى قديماً بِلادَ اليمنِ السَّعيدَةِ. وكانَ للموقعِ الجغرافيِّ المُمْتازِ لليمنِ دورٌ كبيرٌ في ازْدِهارِ حَضارَتِها وسَيْطَرَتِها على الطُّرُقِ التِّجاريَّةِ البَحْريَّةِ والبريَّةِ. وقدْ وَرَدَ ذِكْرُ هذهِ الرّحلاتِ التجاريَّةِ في القرآنِ الكريم (سورة قريش).

 

وتعرَّضَتْ هذه الدولُ لعدَّةِ أزماتٍ، وتساقطتْ واحدَةً تِلْوَ الأُخرى، مِمّا أدَّى إلى هِجرَةِ السُّكّانِ منها إلى شمالِ شِبْهِ الجزيرَةِ العربيَّةِ. ودخَلَتِ اليَمَنُ تحتَ رايَةِ الدَّولَةِ الإسلاميَّةِ في عَهْدِ الرَّسولِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – أو شارَكَتْ في الفُتوحاتِ الإسلاميَّةِ.

كَما سَيْطَرَ عليها العثمانيونَ، واتَّخَذُوا مِنْ صَنْعاءَ عاصِمَةً لهم، ولكنَّهُم لم يستمرّوا طويلاً بسببِ صُعوبَةِ التَّضاريسِ فيها الَّتي يجهلُها العثمانيونَ، واضطُّروا إلى الانسحابِ بعدَ عّقْدِ مُعاهَدَةِ لُوزانَ عامَ 1923، الَّتي اعترفتْ باستقلالِ اليَمَنِ الشّماليِّ، وفرضتْ بريطانيا حِمايَتَها على اليَمَنِ الجنوبيِّ.

ولكنَّ اليمنيينَ ناضَلوا ضِدَّ بريطانيا للحصولِ على الاستقلالِ الكاملِ لليَمَنِ الجنوبيِّ، وحصلتْ عليهِ عامَ 1967. وأصبحتْ هُناكِ دولتانِ مُسْتَقِلَّتانِ.

 

وفي عامِ 1990 عادَتِ الوحدَةُ بينَ اليمنيينَ الشماليِّ والجنوبيِّ تحتَ اسمِ الجمهوريَّةِ العربيَّةِ اليمنيَّةِ.

بلغَ عددُ السُّكانِ في الجمهوريَّةِ العربيَّةِ اليمنيَّةِ حوالي 18701257 نَسْمَةٍ، إحْصاءَ يُوليو عامَ 2002، ومعظمهُم من العربِ المُسلمينَ الّذينَ يُطْلَقُ عليهم القَحْطانيينَ، يتركَّزُ عَدَدٌ كبيرٌ منهم في القُرَى، ويُمارِسُونَ حِرْفَةَ الزِّراعَةِ والباقي في المدنِ.

واللُّغَةُ العربيَّةُ هي السائدَةُ في اليمنِ، والإسلامِ هو دينُ الدَّولَةِ الرَّسميُّ. وحاوَلَتِ الدَّولَةُ النُّهوضَ بمستَوَى معيشةِ السُّكانِ، والارتقاءَ بالتعليمِ وتوفيرَه بالمجانِ للمواطنين، والاهتمامَ بالخدماتِ الصحيَّةِ وزيادَةَ عددِ الأطباءِ، وتوفيرَ الأجهزةِ والمعداتِ للمستشفياتِ والمراكزِ الصحيَّةِ.

 

وساهمتْ دولةُ الكويتِ في تَقْديمِ المُساعداتِ لليمَنِ في هذا المجالِ، وقد هاجَرَ عددٌ كبيرٌ من سُكانِ اليَمَنِ إلى الخارجِ، وخاصَّةً أمريكا والسّعوديةَ، ودولَ الخليجِ العربيَّةَ من أجلِ العملِ وكَسْبِ لُقمةِ العَيْشِ.

تُقْسَمُ الجمهوريةُ العربيةُ اليمنيةُ إلى ثماني عَشْرَةَ مُحافَظَةً، وفي كُلِّ مُحافَظَةٍ عَدَدٌ مِنَ المُديرياتِ التابعَةِ لها، ويُعَيَّنُ المُحافِظُ رَئيسُ الجمهوريَّةِ بدرجةِ وزيرِ وهو المسئولُ الأوَّلُ في المُحافَظَةِ، ولهُ نائبٌ يُساعِدُهُ بدرجةٍ وكيلِ وزارةٍ، وهناكَ المجلسُ التنفيذيُّ في كُلِّ مُحافَظَةٍ، مُهِمَّتُهُ تَطويرُ وإنجازِ كُلِّ مرافِقِ الخدماتِ الَّتي تَحتاجُ إليها المحافظةُ.

أهمُّ الأنشِطَةِ الاقتصاديَّةِ في الجمهوريَّةِ العربيَّةِ اليمنيَّةِ الزِّراعَةُ الَّتي تُعتَبَرُ أهمَّ مُقوّماتِ الاقتصادِ فيها، حيثُ تُزْرَعُ أشجارُ الفواكهِ بأنواعِها، مِثْلِ الخَوْخِ والمِشْمِشِ والبُرتُقالِ واللَّيْمونِ.

 

وتَتَرَكَّزُ في الجبالِ بصورَةٍ خاصَّةٍ، والحبوبُ الَّتي تُزْرَعُ في السُّهولِ والأودِيَةِ مِثْل القَمْحِ والشَّعيرِ والذّرةِ. كَما تشتهرُ بزراعَةِ البُنِّ الَّذي يُعتبَرُ من أَجْوَدِ الأنواعِ في العالَمِ، ويُزْرَعُ في المُنْحَدَراتِ الجبليَّةِ، وكذلكَ القطنُ والقاتُ

ويكثرُ صَيْدُ الأسماكِ في السَّواحِلِ الجنوبيَّةِ والغربيَّةِ حَوْلَ بحرِ العَرَبِ والبَحْرِ الأَحْمَرِ، ويُوجَدُ فيها المعادِنُ مِثْل الذَّهَبِ والحديدِ والنُّحاسِ والكِبْريتِ والملحِ والفَحْمِ، كَما عُثِرَ على النَّفْطِ بكمياتٍ لا بَأْسَ بِها في شَرْقِ البِلادِ.

والصِّناعَةُ فيها مَحدودَةٌ، وتَقْتَصِرُ على السّلعِ الاستهلاكيَّةِ والصِّناعَةِ اليَدَويَّةِ مِثْلِ الحُلِيِّ والسُّيوفِ والخَناجِرِ والمَنْسوجاتِ ومَوادِّ البّناءِ ودبْغِ الجُلودِ وغيرِها.

 

وتشتهرُ اليَمَنُ بالتِّجارَةِ مُنْذُ القِدَمِ نتيجَةً لمَوْقِعِها الجغرافيِّ المُتَمَيِّزِ، وفي الوقتِ الحاضِرِ ترتبطُ بعلاقاتٍ تجاريَّةٍ مَعَ دولِ شرقِ آسيا وأمريكا وكَنَدا وغربِ أوروبا والدولِ العربيَّةِ.

وأهمُّ صادراتِها البُنُّ اليمنيُّ، ويَتمُّ تصديرُهُ عن طريقِ مِيناءِ المُخاء على ساحلِ البحرِ الأحمرِ، وكذلكَ البخورُ والبترولُ والأسماكُ والحبوبُ والخَضْراواتُ، أمّا أهمُّ الوارداتِ فهيَ الأثاثُ والألبسَةُ والأجْهِزَةُ الكهربائيَّةُ والأدْويَةُ والحديدُ والصّلْبُ. والعُمْلَةُ الرَّسميَّةُ فيها الرِّيالُ اليَمنيُّ.

أهمُّ المدنِ في الجمهوريةِ العربيَّةِ اليمنيَّةِ صَنْعاءُ العاصِمَةُ، وتقعُ وسطَ البلادِ وترتفعُ عن سَطْحِ البحرِ حَوالي 7000 قدمٍ، (حوالي 2100 متر) وتشتهِرُ بتاريخِها العَريقِ. 

 

وفيها جامِعٌ كبيرٌ تَمَّ بناؤُهُ في عَهْدِ الرَّسولِ (صلَّى الله عليه وسلم) وعددٌ من المكتباتِ القديمةِ الَّتي تَحْتَوي على الكُتُبِ القَيِّمَةِ والمَخطوطاتِ الأَثَريَّةِ النّادرَةِ، هيَ مَرْكَزٌ للنَّشاطِ التِّجاريِّ في اليمنِ، وفيها الوزاراتُ والدَّوائِرُ الحكوميَّةُ ومَقَرُّ الحُكْمِ.

مدينةُ تَعِزُ تقعُ جنوبَ صنعاءً، وتشتهِرُ بزراعَةِ البُنِّ، وهيَ أكثرُ المُدُنِ في عددِ السُّكانِ، ثُمَّ مدينةَ الحُدَيدَةِ، وهي مِيناءٌ تجاريٌّ مُهِمٌّ على البحرِ الأحمرِ، ومدينةُ عَدَن، وهيَ العاصِمَةُ السابقَةُ لليَمَنِ الجنوبيّ.

وتَمتازُ بالأحياءِ السَّكَنيَّةِ، ذاتِ الطّابَعِ العربيِّ القَديمِ، وهي ميناءٌ تجاريٌ، وفيها مَحطَّةُ لتَزْويدِ السُّفُنِ بالوقودِ ومَصْنَعٌ لتكريرِ البترولِ والمَطارُ الدوليُّ، ومدينةُ المُكَلّا شَرقيَّ البلادِ، وأهمُّ المُدُنِ في حَضْرَمَوْتَ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى