نبذة تعريفية عن “الصدع التحولي” وخصائصه
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثالث
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الصدع التحولي خصائص الصدع التحولي علوم الأرض والجيولوجيا
نوع خاص من الصدوع مضربية الزحزحة، يتميز بتوقف أو تغير مفاجئ في زحزحته، ولذا يطلق عليه صدع تحولي.
وتنتشر الصدوع التحولية في الحيود الوسط محيطية حيث تكون زحزحة الصدع الفعلية على عكس ما يبدو من زحزحة الصدع الظاهرية.
على الرغم من أنه يمكن تتبع الحيود الوسط محيطية في كافة المحيطات إلا أننا نجد أن مركزها قد أزيح في بعض الأماكن، وتكون مثل هذه الإزاحات على طول نطاقات تعرف بنطاقات الكسور (Fracture Zones).
وقد دلت دراسة طبوغرافية قاع المحيط الهادي على وجود جروف (حواف صخرية) تمتد شرق – غرب، بعيداً عن أمريكا الشمالية في شكل صدوع.
كما وجد أن نمط الشذوذ المغناطيسي فوق المحيطات يتباين ويمتد في اتجاه شمال – جنوب. وعند مطابقته عبر الصدوع تبين وجود إزاحات أفقية كبيرة جداً في قاع المحيط.
ولتفسير ذلك أوضح ولسن (Willson) أن هذه الصدوع ذات طبيعة مختلفة عن الصدوع العادية والمعروفة منذ أمد بعيد، كالصدوع العادية والصدوع العكسية، التي تتميز بحركة رأسية لصخور القشرة الأرضية على جانب كل منها.
وكذلك الصدوع مضربية الانزلاق (Strike–Slip Faults) أو الصدوع العرضية التمزقية (Transcurrent Faults).
ويمكن تعيين زحزحة الصدع بمضاهاة الصخور أو بمطابقة المظاهر الجيومورفية أو الطبوغرافية. وعندما تكون الزحزحة كبيرة فإن تعيينها بدقة يكون أصعب.
وقد أوضح كيندي أن زحزحة صدع جلين العظيم (Great Glen Fault) باسكتلندا تبلغ مائة كيلومتر وذلك بمطابقة كتل السيانيت على جانبي الصدع، بينما أثبت هيل أن الصدع في حركة مستمرة بمقدار 1 سم/ عام منذ منتصف حقب الحياة المتوسطة.
وبوجه عام يمكن تمييز الزحزحات الأفقية الصغيرة دون صعوبة، وذلك من خلال الحركات الرأسية للقشرة الأرضية وغيرها من الحركات.
بينما يظل تعيين الزحزحات الكبيرة أمراً صعباً لأن مثل هذه الصدوع غالباً ما تنتهي في البحار مما يجعل نهاياتها مبهمة وغير واضحة.
ويمكن توضيح طبيعة الصدع التحولي في ضوء نظرية انجراف القارات، ونظرية اتساع قاع البحر.
وتكون قشرة محيطية جديدة نتيجة لانبثاق حمم بركانية آتية من الوشاح على طول أودية الخسف.
حيث أن ذلك يمكن فهمه من خلال أن الزحزحة الشرق – غربية، التي تحدث للحيد الوسط محيطي الفاصل بين لوحين أرضيين، والممتد في اتجاه شمال – جنوب، تتم فقط فيما بين (ب، جـ) كما في الشكل ولا تتعدى ذلك لتشمل نطاق الكسر كله (أ د).
ويتضح من الشكل (1) أن الحركة على جانبي (ب جـ) تكون معاكسة لما يبدو من حركة (ص ب)، س جـ..
وبمقارنة شكل (1) مع شكل (2) والذي يبين صدعاً عرضياً عادياً نجد أن الصدع التحولي يتميز بأن ظاهر الزحزحة معاكس في الاتجاه للزحزحة الفعلية.
وقد بين ولسن خصائص الصدع التحولي كما يلي:
1- يقتصر النشاط الزلزالي للصدع التحولي على الجزء النشط منه ب جـ (شكل 1) ولا يتعدى ذلك ليؤثر على طول الكسر (أ ب، جـ د).
2– اتجاه إزاحة الصدع التحولي معاكس لاتجاه إزاحة الصدع العرضي.
3- تظل المسافة النشطة (ب جـ) بين حافتي خسف القمة الوسط محيطية ثابتة في حالة الصدع التحولي، وتزداد اتساعاً بمرور الوقت في حالة الصدع العرضي.
وقد صنف جلليلاند وماير (1976) الصدوع التحولية إلى نوعين: صدوع تحولية أولية تحيط بألواح (صفائح) القشرة الأرضية الرئيسية.
وتتميز بتاريخ تكتوني معقد وطويل كالصدع الألبي بنيوزيلنده وصدع سان أندرياس الذي يبلغ طوله 1500 كم وعرضه 500 كم، بينما تمتد نطاقات الكسور إلى أبعد من ذلك في اللوحين المجاورين.
وتتابع أشرطة من القشرة الأرضية عادية المغناطيسية مع أخرى ذات مغناطيسية عكسية بشكل متماثل على جانبي الحيد الوسط محيطي يؤكد بطريقة كمية معدل اتساع قاع البحر.
ويتسنى ذلك بتعيين عمر تحور القشرة الأرضية المحيطية وتعيين بعدها عن مركز الحيد وبقسمة المسافة على الزمن نحصل على سرعة الانتشار.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]