نبذة تعريفية عن جهاز “الفونوجراف” وآلية عمله
1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
جهاز الفونوجراف آلية عمل جهاز الفونوجراف أدوات التكنولوجيا والعلوم التطبيقية
في عام 1877 توصل العالم الأمريكي «توماس إديسون» إلى اختراع جهاز يقوم بحِفْظ الصَّوت وإعادة إصداره ويُسمَّى الجهاز «فونوجراف».
ومنذ هذا الوقت بدأ ظهور «اسطوانات» تسجيل الصوت.
وأسطوانة التسجيل دائرية القاعدة ولها ارتفاع، ويتم حَفْر أُخْدودٍ على سطحها المنحني، وهذا الأخدود يأخذ شكلا حلزونيا يبدأ من أسفل متجها إلى أعلى الاسطوانة.
وفي أول الأمر استخدم «إديسون» أسطوانة معدنية يُحيط بسطحها المنحني رُقاقة من القَصْدير.
ويتم التسجل بإطلاق الصوت نحو غشاء رقيق للغاية، فيتذبذب الغِشاء مُحرِّكا إبرة مُلتصِقَة به في اتجاه الأخدود المَحْفور على الأسطوانة، فتلتقي برُقاقة القصدير وتدفعها نحو الأُخْدود. ومع دَوَران الأسطوانة حول محورها، تَرْسم الإبرة خطا لَوْلَبيا متغير العُمْق تبعا لشدة الأصوات المسجلة ودرجاتها.
ويمكن سماع الصوت المسجَّل باستخدام إبرة مشابهة تماما لإبرة التسجيل ومُتَّصِلَة بغشاء رقيق. وعندما تتحرك الإبرة على الأخدود يتأثر بحركتها فيتذبذب مُحدِثا الصوت الأصلي.
وهكذا يتضح أن عملية إصدار الصوت المسَجَّل هي عكس عملية تسجيله: فالتسجيل تحويلٌ للموجات الصوتية إلى أعماق محفورة، والاستماع هو تحويل لتلك الأعماق إلى موجات صوتية.
وَفَوْر انتهاء «إديسون» من هذا الاختراع اتَّجَه نحو اختراع المصباح الكهربائي فقام العالم «ألكسندر جراهام بل»، بمعاونة من شقيقه وعالِمٍ آخر يُدعَى «تينر» بإدخال تحسينات على فونوجراف «إديسون» في عام 1881 مستخدما الشَّمْع بدلا من القصدير فتَحَسَّن الصوت قليلا، ولكنه ظل ضعيفا.
وقام جراهام بِلْ بتغيير اسم الجهاز بتبديل مكان مَقْطَعَيْ كلمة «فونوجراف» فأصبحت «جرانوفون». وقد استخدم الجهاز الجديد في أعمال السكرتارية بعد عام 1887.
وخوفا على اختراعة عاد «إديسون» بعد ذلك لتحسين أداء «الفونوجراف» باستخدام أسطوانة مصنوعة من طبقات مُتعدِّدة من الشمع، حيث تستخدم كل طبقة مرة واحدة، كما أصبح طَرَف الإبرة مصنوعا من الأحجار الكريمة، وقام بإدارة الاسطوانة بمُوَلِّدٍ كهربائي يعمل بالبطارية (المركم).
ومما يُذْكر أنه في يناير 1996 تُمَّ العثور على تسجيل نادر بصوت «توماس إديسون» يعود إلى عام 1888، يَحكي فيه عن رحلاته. وقد حُفِظَ هذا التسجيل في أحد المتاحف العلمية.
وفي عام 1890 قام العالم الألماني «إميل برلينار» بإجراءتحسينات على الاختراع بأن جعل أسطوانة التسجيل مصنوعة من الصُّلْب، وبعد إعدادها قام بطبع العديد من الأسطوانات المصنوعة من المطاط القوي. وبذلك بدأ عصر الاستثمار التجاري للاختراع في عام 1893.
وفي عام 1929 اتَّخَذَت هذه «الأسطوانة» شَكْل قرص دائري دقيق، مَحْفُور على سطحة الدائري أخدود على هيئة مُنْحَنٍ دائري وحَلَزوني الشكل ايضا، يبدأ من حافة القرص وينتهي قرب مَرْكَزِه.
وتسجل المعلومات الصوتية بتغيُّر عمق الأخدود أو اتساعه. ومع ذلك، ظل الناس يطلقون على «قرص» التسجيل اسم «الأسطوانة».
ومع بداية القرن العشرين دخل العالَم في عصر التقدم الصناعي الكبير ومن بينها صناعة الفونوجراف. ففي أعقاب الحرب العالمية الأولى ظهرت في بريطانيا مكبرات للصوت إلكترونية الصنع كجزء من الفونوجراف.
وفي عام 1925 قامت شركة بِلْ الأمريكية بإنتاج فونوجراف تعمل جميع أجزائه بالكهرباء.
وبعد ذلك بدأت معالجة الشوائب الصوتية في التسجيلات، ثم ظهرت أقراص التسجيل التي تدور بسرعة بطيئة لتسمح بتسجيل مقطوعات أطْوَل من ذي قبل.
ثم ظهر التسجيل عن أكثر من طريق ليُعِطي الإحساس بتجسيم الصوت (ستريو) والتسجيل على شرائط التسجيل المغناطيسية، وحديثا ظهرت أقراص التسجيل باللِّيزر وهي تُعطي نقاوة عالية جدا للصوت المسجل.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]