نبذة تعريفية عن حيوان التمساح
1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
حيوان التمساح الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة
التمساح من الزواحف (التي تضم أيضاً السلاحف والسحالي والثعابين).
وهي حيوانات فقارية ذات دم بارد، فدرجة حرارتها ترتفع بارتفاع حرارة الوسط الذي تعيش فيه وتنخفض بانخفاضها. ويرجع ظهور التماسيح إلى 190 مليون سنة.
وتُعَدُّ من أرقىَ الزواحف، وهي متحوِّرة لملائمة الحياة في الماء. يتراوح طولها بين 5 و6 أمتار، وقد يصل في بعضها إلى عشرة أمتار.
جسمها مستطيل منضغط، ولونها زيوتنيٌّ أو أخضر أدكن مائل إلى السَّواد، تغطي ظهرَها دروعٌ وصفائح عظمية، وفي جدار بطنها سلسلة عظام تكوِّن الضلوع البطنية.
وللتمساح بوز طويل، على طرفه الأمامي فتحتا الأنف الخارجيتان، حيث يمر منهما الهواء إلى الخلف في أنبوبة طويلة، تفتح في مؤخرة سقف الحلق بفتحتَيْ الأنف الداخليتيْن.
وتوجد ثَنْيَةٌ لحمية في مؤخرة سقف الحلق، تعمل مع ثنية في مُؤَخِّرَة اللسان على فصل البلعوم عن القصبة الهوائية، وبذلك يستطيع التمساح أن يتنفس تحت الماء بواسطة فتحتَيْ الأنف الخارجيتين، بإخراجهما فوق سطح الماء، في حين يظل الفم مفتوحاً دون أن يندفع الماء إلى الرئتين.
وعلى جانبَيْ الرأس غُدَّتَان من غدد الرائحة، كما ينتشر عدد منها على بقية أجزاء الجسم. والذيل قوي يساعد على السباحة السريعة بحركته الجانبية.
وللتمساح أربع أرجل تساعد في الحركة على اليابسة. والرجلان الخلفيتان أقوَى وأطول من الأماميتين. وتنتهي الأرجل بأصابعَ غشائية، تساعد على السباحة البطيئة بدفع الحيوان في الماء إلى الأمام.
ويتميّز التمساح عن بقية الزواحف ببعض الصفات المتطورة. منها، وجود حجاب حاجز يفصل التجويف الصدري عن البطني، وهو ليس عضلياً، ولكنه متصل بعضلة مرتبطة بالضلوع البطنية، تغذيها أعصاب شوكية، ويساعد في عملية التنفس.
والقلب مكوَّن من أربع حجرات، والبطين منقسم إلى أيمن وأيسر، والرئتان متطورتان.
والتماسيح تألف المياهَ العذبة، فتعيش في الأنهار، كما أنها تتردد على البرك الداكنة قليلة الملوحة، والمستنقعات المِلْحة المتَّصِلَة بالبحار، وتلجأ إلى الشواطئ الطينية، أو الرملَية أو الجزر الواقعة في وسط الأنهار، فتستلقي في خمول، وتروح في نوم طويل.
وتتغذَّى التماسيح على الأسماك والضفادع والزواحف المائية، كما تتغذّى على الحيوانات التي تقترب من الشاطئ كالكلاب، والماعز، والإبل، والخيل التي ترد المياه للشرب.
والتماسيح بيوض، ويتم التزاوج بين الذكور والإناث في فصل الربيع. وتضع الأنثى عدداً كبيراً من البيض (40 – 100) في حفر أو وسط الحشائش على الشاطئ وتغطيه بأوراق الأشجار، وتقوم على حراسته حتى يفقس بفعل الحرارة الناتجة من تحلَّل الأوراق، ثم تقود صغارها إلى الماء.
ومن أشهر أنواع التماسيح «الكايمان»، ويوجد في المناطق الاستوائية من أمريكا الجنوبية في حوض نهر الأمازون، و«الألِّيجاتور».
ويقطن الجنوب الشرقيّ من الولايات المتحدة الأمريكية، ويوجد منه نوع صينيّ صغير الحجم، و«تمساح المَصَابِّ» ويعيش عند مَصَابِّ الأنهار. وينتشر من الهند حتى أستراليا، وقد يتعمق إلى مسافات بعيدة في البحر.
وهو من الأنواع الضخمة المفترسة، ولا يتردد في افتراس الإنسان. وقد عُثر في جوف بعضها عند تشريحه على بعض الحُلِيِّ، والماس، والذهب، والفضة مِنْ بقايا ضحاياه من البشر.
أما «تمساح النيل» فَقد كان يعيش قديماً في طول نهر النيل، ولكنه اختفى الآن من المياه المصـرية، ويوجد بوفرة في أعالي النيل، ويمتد حتى رأس الرجاء الصالح والسنغال.
ويقضي تمساح النيل معظم نهاره نائماً مفتوح الفم، تحوم حوله طيور القطقاط التي تتغذَّى بالديدان وبقايا الأطعمة الموجودة في فمه.
وقد قدَّسه قدماء المصريين وعَدُّوه رمزاً للشمس، وكانوا يقيمون له الشعائر، ويقدمون له الغذاء المقدَّس في المعابد، ويحنِّطونه بعد موته، ويحفظونه في المقابر.
وهناك «التمساح الإفريقي طويل البوز». ويقطن أنهار غرب إفريقيا من السنغال إلى الكونغو، ويتغذى الأهالي في هذه المناطق على لحومه و«تمساح الجافيال» الذي يقطن أنهار القارة الآسيوية، وينتشر في نهر الجانح وروافده. ويقدسه الهندوس، لأنه وديع لا يهاجم الإنسان.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]