نبذة تعريفية عن خصائص “الطيور الطنّانة”
2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الطيور الطنّانة خصائص الطيور الطنّانة الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة
الطُّيورُ الطَّنَّانَةُ اسْمٌ يُطْلَقُ عَلَى نَحْوِ ثلاثِمِئَةِ نَوعٍ من طُيورٍ صَغيرَةِ الحَجْمِ تَسْتَوْطِنُ غَاباتِ الأَمْريكَتَيْنِ. وهي أَكْثرُ شُيوعًا في الغاباتِ الاسْتـِوائِيَّـةِ المـوجـودَةِ فـي شَمـالِ أَمْريكا الجَنوبِيَّةِ.
وتُهاجِـــرُ الأَنْواعُ الشَّمالِيَّةُ منها إلَى الجَنوبِ في فَصْلِ الشِّتاءِ قَاطِعَةً مَسافاتٍ طَويلَةً دُونَ تَوَقُّفٍ. فالطَّنَّانُ الياقوتِيُّ الزَّوْرِ يُـهـاجِـرُ بَيـْنَ جـنـوبِ آلاسْكـا والمِكْسيكِ قاطِعًأ خَليجَ المِكْسيكِ دُونَ تَوَقُّفٍ في كُلِّ رِحْلَةٍ.
لِذَلِكَ تَخْزِنُ الطَّنَّاناتُ كَمِّيَّةً كَبيرَةً من الدُّهْنِ بَيْنَ عَضلاتِ صَدْرِها لِتَمُدَّها بالطَّاقَةِ اللاَّزِمَةِ خِلالَ هَذِهِ الرِّحْلَةِ الطَّويلَةِ.
وتُصَنَّفُ الطُّيورُ الطَّنَّانَةُ في 127 جِنْسًا؛ أَطْوَلُ أَنْواعِها يَبْلُغُ طولُهُ نحو 22 سنتيمترًا، وأَصْغَرُها، المَعْروفُ بالطَّنانِ النَّحْلَةِ، يَبْلُغُ طُولُهُ خَمسة سنتيمترات، وهو يُعَدُّ أَصْغَرَ طائرٍ في العَالَمِ.
ذُكورُ الطُّيورِ الطَّنَّانَةِ غالِبًا ما تَكونُ زَاهِيَةَ الأَلْوانِ، ولها بَريقٌ مَعْدِنِيٌّ؛ وهذا أَوْحَى إلَى النَّاسِ تَسْمِيَتَها بحَسَبِ أَلْوانِها الجَميلَةِ، فَمِنْها ما يُعْرَفُ بالتُّوبازِيِّ، أو البَنَفْسَجِيِّ الخَدِّ، أو الياقُوتِيِّ الزَّوْرِ، وهكذا.
والطُّيورُ «الطَّنَّانَةُ» اكْتَسَبَتْ هذا الوَصْفَ من أَنَّ أَجْنِحَتَها تَرِفُّ بِسُـرْعَةٍ فائِقَةٍ، بَيْنَ 50 و60 خَفْقَةٍ في الثَّانِيَةِ الواحِدَةِ، فَيَصْدُرُ عَنْها صَوْتُ طَنينٍ أو صَفيرٍ مُمَيَّزٍ.
ولا يُمْكِنُ تَمْييزُ شَكْلِ الجَنَاحَيْنِ في أَثْناءِ هَذَا الخَفْقِ السَّريعِ الّذي يُمَكِّنُ الطَّائِرَ مِنَ الثَّباتِ في مَكانِهِ في الهَواءِ، والطَّيرانِ إلَى الخَلْفِ أو الجانِبَيْنِ أو إلَى الأَمامِ بِسُـرْعَةٍ تَصِلُ إلَى 110 كيلومترات في السَّاعَةِ.
وهذا الطَّيرانُ السّـَريعُ يَحْتاجُ إلَى كَمِّيَّاتٍ كبيرَةٍ مِنَ الطَّاقَةِ، يَحْصُلُ عَلَيْها الطَّنَّانُ من غِذائِهِ الغَنِيِّ والمُتَكَوِّنِ من رَحيقِ الأَزْهارِ والحَشَراتِ، ويَدْفَعُهُ إلَى أَنْ يُمْضِـيَ مُعْظَمَ وَقْتِهِ طَاعِمًا.
وتُغَذَّى الطُّيورُ الطَّنَّانَةُ الّتي تُربَّى في الأقفاصِ بمزيجٍ مِنَ العَسَلِ والسُّكَّرِ والماءِ، وذُبابِ الفاكِهَةِ، واللَّبَنِ المُكَثَّفِ.
وتَسْتَخْدِمُ الطَّنَّاناتُ مَناقِيرَها الطَّويلَةَ القَوِيَّةَ المُقَوَّسَةَ وأَلْسِنَتَها الأُنْبوبِيَّةَ في اخْتِراقِ الأَزْهارِ، والْتِقاطِ الحَشَـراتِ والرَّحيقِ مِنْ داخِلِها، وهي بذَلِكَ تُساعِدُ عَلَى تَلْقيحِ الأَزْهارِ.
وتَحْصُلُ الطَّنَّاناتُ علَى غِذائِها من الأَزْهارِ وهي تَخْفِقُ جَناحَيْها مُعَلَّقَةً أمَامها في الهواءِ، وهذا يتطَلَّب مِنها جُهْدًا كبيرًا.
وتَكونُ عَضَلاتُ الصَّدْرِ في هذه الطُّيورِ نامِيَةً وقَوِيَّةً لِمُساعَدَةِ الجَنَاحَيْنِ علَى الحَرَكَةِ السَّريعَةِ المُتَّصِلَةِ، وقَدْ يَصِلُ وَزْنُ هذه العَضلاتِ إلَى ثُلُثِ وَزْنِ الجِسْمِ كُلِّهِ.
وتَنْتَمي الطُّيورُ الطَّنَّانَةُ إلَى رُتْبَةٍ تُسَمَّى «عديماتِ الأَرْجُلِ» لأنَّ أَرْجُلَهَا قَصيرَةٌ جِدًّا وضَعيفَةٌ لا تُجيدُ المَشْيَ علَى الأَرْضِ.
وتُسْتَخْدَمُ فَقَطْ في المُساعَدَةِ علَى الجُثومِ علَى أَغْصانِ الشَّجَرِ. ولِبَعْضِ الطَّنَّاناتِ ذيولٌ طَويلَةٌ جِدًّا، تَكونُ في بَعْضِ الأَنْواعِ خَيْطِيَّةَ الشَّكْلِ أو انْسِيابِيَّةً.
وعُشُّ الطَّنَّاناتِ فِنْجانِيُّ الشَّكْلِ، يُبْنَى من النَّباتاتِ وخُيوطِ العَناكِبِ المُلْتَصِقَةِ مَعًا بِلُعابِ الطَّائِرِ، والمَكْسُوَّةِ بالطَّحالِبِ. ويَخْتَرِقُ العُشَّ عادَةً من أحَدِ جَوانِبِهِ غُصْنُ شَجَرَةٍ.
وتَضَعُ الأُنْثَى في العُشِّ بيضتيْن صَغِيرتَيْن، وتُغَذِّي الأُمُّ صِغارَها بَعْد الفَقْسِ بالحَشَراتِ، وهي مُحَلِّقَةٌ في الهواءِ فَوْقَها.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]