الحيوانات والطيور والحشرات

نبذة تعريفية عن خصائص “الفراء” التي تتمتع به مجموعة من الحيوانات

2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

فراء الحيوانات خصائص فراء الحيوانات الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

تتمتع الثدييات بأن الله منحها فراء تقيها البرد والحر، وتكسبها كثيرا من الهيبة والجمال. وكانت هذه الفراء من المنافع التي طمع فيها الإنسان من قديم الأزمان.

فهو قد يتخذ من جلود الحيوانات مساكن وأوعية وأحذية وفرشا متباينة الأشكال والألوان، وكذلك يغزل من أشعارها وأوبارها وأصوافها خيوطا ينسجها خياما وبسطا وأردية له فيها مآرب شتى.

ولكنه يعمد في بعض الأحيان لاتخاذ الفراء نفسها أردية تحفظ لأجسامه دفئها، أو تتباهى بها الحسان!

 

وتتكون فروة الحيوان الثديي عادة من كساء تحتي قصير، ناعم كثيف، عازل للحرارة، وكساء خارجي يتكون من شعر طويل لامع قد يكون خشنا في بعض الأنواع، ويسمى الشعر الحارس.

وبعض الثدييات، كالقردة، فقدت فراءها الكساء التحتي، في حين أن بعضا آخر منها فقدت فراءها الشعر الخارجي الحارس، كما في الحملان الفارسية المعروفة باسم كاراكول. وقد نجح المربون في استنباط سلالات من أغنام الصوف فقدت تماما كساءها الخارجي الخشن.

وتعتمد جودة الفراء التي تؤخذ من الحيوانات البرية على المكان والموسم اللذين تصاد فيهما تلك الحيوانات. وتكون فروة الحيوان في أبهى حالاتها عادة في قلب الشتاء، ولكن فراء الثدييات المائية، كالقندس وقضاعة الأنهار وفأر المسك، تجود في الربيع.

 

والقاعدة هي أن أجود الفراء تجلب من البلاد ذات المناخ البارد أو المعتدل الذي يعمل على نماء فراء ذات كساء تحتي كثيف وكساء خارجي براق. أما في المناطق الحارة، فأفضل وقت للحصول على الفراء هو موسم الجفاف.

ويحصل التجار على أقل من نصف ما يتداولونه من فراء من حيوانات برية، إذ إنهم يحصلون على معظمها من حيوانات يربونها لهذا الغرض.

والقوانين التي سنت في كثير من البلاد لحماية الحيوانات المهددة بالانقراض، تحرم صيد النمر والفهد والجاجوار، كما تحرم استيراد فرائها النفيسة.

 

كذلك تنظم هذه القوانين قواعد صيد بعض الحيوانات الأخرى، وتحدد وسائل صيدها ومواسمه والأعداد المسموح بصيدها.

أما تربية الحيوانات البرية ذوات الفراء الثمينة في مزارع خاصة فهي صناعة حديثة نسبيا ولكن وسائل تربية هذه الحيوانات وإكثارها قد تطورت كثيرا.

ونجحت في استنباط سلالات طافرة جديدة من تلك الحيوانات تتميز بخصائص مرغوب فيها، من حيث حجم الفروة وجودتها ولونها. ففراء الثعالب تتفاوت بين الأحمر القاني والبني والرمادي الفاتح والفضي.

 

ولون فروة الثعلب الفضي، التي تتميز بسواد أطراف شعرها الحارس الطويل، حصلوا عليه من طفرة تعهدوها بالتهجين الدقيق المدروس على مدى سنين طويلة.

ومعظم فراء المنك يحصل عليها الآن من حيوانات المزارع، وهي تضم اثنتي عشرة مجموعة من الألوان! وتؤخذ فراء الأرانب والشنشلا من مصادر برية ومن المزارع الخاصة.

ولكن هناك أنواع من الفراء ما زال الصيد هو المصدر الأساسي للحصول عليها، ومنها فراء: القضاعة (ثعلب الماء)، والشنشلا، والقندس، والأبوسوم، والسمور، والظربان، والراكون، والفقام، والسناجيب .

 

وتعد فراء السمور من أغلى الفراء أثمانا، ولها كساء تحتي كثيف وشعر حارس طويل لامع، ولونها بني قاتم أو بني مائل للسواد؛ وتصاد هذه الحيوانات في سيبيريا.

وفروة الحيوان قبل معالجتها تسمى إهابا (وجمعها: أهب). وتنظف الأهب من الدهن ثم تدبغ حتى تصبح متينة وطيعة وقابلة للحفظ.

وينزع الشعر الحارس الطويل من بعض أنواع الفراء، وقد تجز طبقة من الكساء التحتي أيضا، كما يحدث في فراء الراكون. وبعض الفراء تفقد ألوانها حتى تكتسب بياضا خالصا، ثم تصبغ باللون المطلوب.

 

وفي بعض الأحيان، كما يحدث في فراء الثعالب الفضية، لا تصبغ (باللون الأسود) إلا أطراف الشعر الحارس الطويل. وبعد ذلك تنعم الفراء، ثم تمشط ثم تلمع ببعض الصموغ النباتية السائلة حتى تزداد بريقا وجمالا.

وعند صناعة المعاطف ونحوها تعد الفراء إعدادا خاصا. فينبغي أولا فرزها وجمع القطع المتناسقة، وتستبعد منها الزوائد غير المطلوبة.

وفي بعض الأحيان، تقطع الفراء إلى قطع صغيرة معينية الشكل، ثم تخاط هذه القطع في مساحات كبيرة تصلح لتفصيل الرداء المطلوب.

 

ويمكن استغلال القطع الزائدة في صنع أردية غير باهظة الثمن. أما الفراء الصغيرة الأحجام بطبيعتها، كما هي الحال في الأرانب وفئران المسك والراكون، فتسوى أطرافها ويخاط بعضها إلى بعض؛ وغالبا ما تختفي دروز الخياطة تحت شعر الفراء، ولكن هذه الفراء لا تكون في جمال وأناقة الفراء الكبيرة.

وتعد الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وبلاد الاتحاد السوفييتي السابق أهم البلاد الصانعة للفراء، في حين تأتي ألمانيا في مقدمة الدول المستهلكة لها.

ويقدر أن صناعة الفراء في الولايات المتحدة الأمريكية تتناول سنويا خمسة ملايين من فئران المسك، ومليوني راكون، ونحو 25000 قضاعة، عدا أعداد أصغر من الحيوانات الأخرى. أما المزارع فتنتج نحو 3,2 مليون فروة منك، و100000 فروة شنشلا.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى