نبذة تعريفية عن خصائص نبات “العنب”
2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
خصائص نبات العنب نبات العنب النباتات والزراعة الزراعة
العنب نبات معمر، ذكر في القرآن الكريم في أحد عشر موضعا، كما ذكر في الإنجيل.
وتعد الأعناب، التي تسمى أيضا الكروم، من أقدم النباتات التي عاصرها الإنسان. وقد نشأت الأعناب أو الكروم في منطقة غربي آسيا، حول بحر قزوين وشمالي بلاد الفرس، وأدخلته أمم الإغريق (اليونانيون) والروم (الإيطاليون) في غرب ووسط أوروبا وشمالي أفريقيا.
وظهر العنب في مرسيليا بفرنسا في سنة 600 قبل الميلاد، ثم انتشرت زراعته في أوروبا في القرن الثاني الميلادي.
وعرف المصريون القدماء نبات العنب منذ حوالي 4000 سنة قبل الميلاد ووجدت أوراقه في مقبرة أحد الفراعنة، كما وجدت بعض المومياء ملفوفة بأوراقه، إلى جانب النقوش على مقابرهم التي كانت تشرح كيفية زراعته وصناعة الخمر منه.
وتنتشر في الوقت الحاضر زراعة العنب في كثير من بلدان العالم. وبصورة عامة تنتشر زراعته في نصف الكرة الشمالي بين خطي عرض 20° و51° شمالا، وفي نصف الكرة الجنوبي بين خطي عرض 20° و40° جنوبا.
والعنب من نباتات الفاكهة المحبوبة. ولجنس العنب نوعان هما العنب الأوروبي الذي يعم أوروبا ومنطقة البحر المتوسط، وأهميته الاقتصادية كبيرة على مستوى العالم،
والعنب الأمريكي الذي تنتشر زراعته في الولايات المتحدة الأمريكية وبخاصة في الولايات الشرقية.
النبات شجيرة خشبية متسلقة تكون سوقا قريبة من سطح الأرض أو تحت سطح الأرض وتسمى السرطانات، وسوقا أخرى هوائية، عادة ما تكون عقيمة غير مثمرة وتسمى الأفرخ. وتدل كثرة عدد هذه الأفرخ على أن الشجيرة لن تعطي إنتاجا وفيرا.
الساق خشبية تحمل أوراقا بسيطة راحية الشكل ومفصصة إلى عدد من الفصوص يختلف من صنف إلى آخر. وحافة الورقة مسننة ونصلها زغبي الملمس (وبري).
ويتحور البرعم الطرفي على قمة الساق إلى ما يعرف بالمحلاق، وهو تركيب أسطواني رفيع وظيفته تثبيت الأفرخ بأي شيء يصادفها لتتسلق عليها.
لذلك تغرس دعامات من خشب أو سعف النخيل، أو تشد الأسلاك بجوار النبات وفوقه؛ وتعرف هذه الدعامات باسم «العريش» أو «التكعيبة».
وتترتب أزهار العنب في نورات راسيمية (عنقودية)، فتكون الأزهار الكبيرة كثيرة وقريبة من قاعدة النورة وتقل في العدد والحجم إذا ما اتجهنا نحو قمة النورة ليتكون الشكل العنقودي للنورة ويتخذ عنقود العنب صورته المعروفة.
والزهرة ثنائية الجنس أي تحتوي على كل من أعضاء التذكير وأعضاء التأنيث وثمرة العنب لبية وتسمى «عنبة».
ويزرع العنب بالبذرة إذا ما كان الهدف الحصول على أصناف مغايرة للأصل أو الحصول على أصناف جديدة، وبالعقل إذا ما كان الهدف هو المحافظة على الأصل وصفاته المرغوب فيها.
والعقلة جزء من ساق تامة النضج عمرها سنة واحدة، ويتراوح طولها بين 20 و40 سنتيمترا، وتحتوي على برعم خضري.
وتجهز العقل بعد ما تدخل الأشجار في طور سكونها، عادة في أوائل فبراير.
وعند زراعة العقل تغرس في المشتل في خطوط تبعد عن بعضها البعض بمقدار 70 سنتيمترا، وتترك مسافة قدرها 25 – 35 سنتيمترا بين كل عقلة وأخرى، ثم تروى مباشرة، وبعد ذلك يكون الري متقاربا في أثناء فصل النمو حتى يساعد ذلك على سرعة نمو البراعم التي على العقل إلى سوق جديدة.
ويخفف الري خلال شهري سبتمبر وأكتوبر كي يتوقف النمو الخضري (أي تكوين سوق جديدة أخرى وأوراق) وينشط نمو الجذور.
هذا وتظل العقل سنة في المشتل، ثم تقلع بعد ذلك وتنقل لزراعتها في الأرض المستديمة. ويوافق العنب أنواع كثيرة من الأراضي على أن تكون التربة جيدة الصرف، حسنة التهوية.
وللعنب أصناف كثيرة، تصنف بحسب موسم نضوجها إلى أصناف مبكرة تنضج من أواخر يونيو إلى منتصف يوليو، وأصناف وسطية في ميعاد نضجها من أغسطس إلى سبتمبر، وثالثة متأخرة النضج من أكتوبر إلى نوفمبر. وتختلف الأصناف أيضا في حجم عنباتها ولونها وطعمها.
فصنف الخليلي الأبيض له عنبات متوسطة الحجم حلوة المذاق. وصنف الفيومي عنباته كبيرة بيضية الشكل قشرتها رقيقة ولونها أخضر رائق. و«البناتي» الأبيض عنباته صغيرة عديمة البذور. والصنف «بز العنزة» عنباته كبيرة طويلة لونها أخضر باهت، عريضة من أعلى حلوة المذاق.
وتوجد أيضا أصناف سوداء العنبات مثل «مسكات» الأسود و«الفراولة» الأسود. وقد يحمل الصنف عنبات حمراء مثل الرومي الأحمر.
والعنب من الفاكهة الغنية بمركبات وعناصر مفيدة تجعل قيمته الغذائية عالية. وتحتوي كل مئة جرام من العنب على ما يأتي:
80% ماء، 0,3 – 1% رماد معظمه في صورة بوتاسيوم وفوسفات وعناصر الكالسيوم والصوديوم والمغنيسيوم، ومواد سكرية حوالي 15%، وأحماض عضوية 0,5 – 2%
ويوجد معظمها على هيئة أملاح لحمض الطرطريك وحمض الستريك، ودهون وبروتينات ومادة بكتية حوالي 1% لكل منها، وكذلك صبغات نباتية ومواد عطرية وإنزيمات، وغيرها.
ويستخدم العنب في صناعة النبيذ بتخميره وهو محرم على المسلمين، كما يصنع الزبيب من بعض أصناف العنب بعد تجفيفها بتعريضها لأشعة الشمس.
وتعتبر أمريكا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا واليونان من أهم الدول المنتجة للعنب والمصدرة له.
أما أهم الدول المستوردة له فهي بريطانيا وكندا وألمانيا وسويسرا والنمسا. وفي البلدان العربية يزرع العنب في مصر وفلسطين والجزائر وتونس.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]