نبذة تعريفية عن سمكة ” الرِّنجة”
1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
سمكة الرنجة الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة
الرِّنجةُ من أهمِّ الأسماكِ الاقتصاديَّة. تُصادُ بكمياتٍ هائلةٍ.
وتُعَدُّ غذاءً أساسياً لعددٍ كبيرٍ من سكانِ العالَمِ. وهي ذاتُ قيمةٍ غذائيةٍ عاليةٍ إذْ تحتوي على 18% من البروتين، و18% من الدهون، وغنيةٌ بالفيتامينات وبالمعادن وعلى الأخص الكالسيوم والفسفور.
وتُؤْكَلُ الرِّنجةُ طازجةً، أو مُمَلَّحَةً، أو مدخنةً بمعالجتِها بأدخنةِ نشارَةِ أخشابٍ أفضلُها البلُّوطُ والماهوجُنِي وشجرُ الجَوْزِ الأبيضِ.
وكذلكَ تُعالَجُ بالخلِّ والمِلْحِ والزيتِ والتوابلِ فتكتسبُ نَكهةً مميَّزةً وطَعماً لذيذاً. وأهلُ بعضِ البلادِ يجهزونَ من الرّنجةِ جَريشاً مُجَفَّفاً ويستخرجون منها زيتاً.
والرِّنجةُ ليستْ غذاءً مُهِماً للإنسانِ فحسبُ، ولكنّها فرائسُ للكثيرِ من الأسماكِ كالماكريل والتُّونة والسَّلمونَ وبعض أنواعِ القروش والثَّديياتِ البحريةِ من حيتانٍ وفِقامٍ ودلافينَ.
أمّا الطيورُ البحريةِ فتتجمَّعُ في أعدادٍ كبيرةٍ لتتبعَ أسرابَ الرِّنجةِ الهائلةَ خلالَ هجرتها للاغتذاءِ أو للتكاثُرِ بوضعِ الأمشاجِ من بويضاتٍ وحيواناتٍ منوية. وقد سُجِّلَ عدد 3 ملايينَ سمكةً في سِرْبٍ واحدٍ.
وتتميّزُ الرِّنجةُ، مثلَ معظم الأسماك السطحيةِ، بلونٍ أخضرَ قاتمٍ أو مائلٍ إلى السواد أو الزُّرقة على الظهر، ولونٍ فضِّيٍ على البطنِ والجانِبَينِ.
ولهذه السمكةِ مثانةٌ هوائية وهي تقطنُ نصفَ الكرةِ الشماليِّ حيثُ المياهُ معتدلةٌ أو بارِدةٌ في المحيطينِ الأطلنطي والهادي. وتتغذّى الأسماكُ البالغةُ بالهائماتِ الحيوانيّةِ والأسماكِ الصغيرةِ.
ويوجدُ نوعانِ رئيسيّانِ من الرِّنجةِ: رنجةِ الأطلنطي ورنجة الهادي، والثانيةُ أكبُر حجماً وأسرعُ في مُعدّلِ نموِّها ونُضجِها الجنسيِّ.
ولكلِّ نوعٍ سلالاتٌ عديدةٌ تتميّزُ باختلافِ موسمِ هجرتِها لوضعِ الأمشاجِ والمناطقِ التي تضعُ فيها تلكَ الأمشاجَ.
والرِّنجةُ من الأسماكِ العظميّةِ القليلةِ التي تضعُ بيضها عند قعرِ البحرِ على أعماقٍ قد تربو على 70 متراً. وتلتصقُ البويضاتُ بالصخورِ والحصَى والرِّمالِ الخشنةِ ونحوِها، وتُغطِّي مساحاتٍ كبيرةً حتّى تبدو كالبساطِ، قد يبلغُ سمكُها خمسةَ سنتيمتراتٍ أو أكثرَ.
ويهاجمُها الكثيُر من الأعدادِ التي تلتهُمها بشراهةٍ. ويتراوحُ عددُ البويضاتِ التي تضعُها سمكةٌ واحدةٌ بين 20 و 72 ألف بُوَيْضَةٍ.
ويُفقسُ البيضُ عن يرقاتٍ صغيرةٍ تتغذّى على الكائنات الدقيقةِ، ثمّ تنمو وتظهرُ زعنفتُها الظهريّةُ عند المؤخَّرةِ، ولكنَّها تتقدَّمُ نحوَ مُنتصفِ الجسم في أطوار تاليةٍ.
وتنمو اليرقةُ حتى تصل إلى الطَّوْرِ اليافِعِ عندَ طولِ 30-50 سنتيمتراً. ورنجةُ المناطقِ الشماليَّةِ أكبرُ حجماً من رنجةِ المناطقِ الجنوبِيَّةِ.
ويلعبُ الإبصارُ دوراً هاماً في سلوكِ الرنجةِ، التي يمكنُها أيضاً اكتشافُ الأصواتِ والاهتزازاتِ. ويمكنُ تتبعُ مسارِ هجرةِ الرِّنجَةِ باستخدام علاماتٍ إما تُثَبَّتُ على جسمِ السمكةِ من الخارجِ أو علاماتٍ مُشعّةِ توضعُ بداخلها. وتبلغُ الرّنجةُ طَورَ النّضجِ الجنسيِّ في السنة الثالثةِ أو الرابعة من عمرها.
ويعيشُ بعضُ أنواعِ الرنجةِ 12-16 عاماً، ومنها أنواعٌ قد تعيشُ 23 أو 25 عاماً.
والجدير بالذّكرِ أن إنتاجَ عام 1994 من رنجةِ الأطلنطيِّ بلغَ 1,886,105 طناً، ولكنَّ مصائِدَ الرنجةِ – بصفةٍ عامةٍ – تتدهورُ بسببِ الإفراطِ في صَيْدها.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]