نبذة تعريفية عن صخر”الجريواك” الرسوبي
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثاني
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
صخر الجريواك الصخر الرسوبي علوم الأرض والجيولوجيا
صخر رسوبي ميكانيكي، وهو عبارة عن حجر رملي طيني يتركب في معظمه من معادن غير ثابتة سريعة التحلل، ومن فتات صخري غير ثابت أيضاً.
يجمعها أرضية من الطين دقيق الحبيبات (صلصال) الذي يعمل كمادة لاحمة ويشكل حوال 15 % من الصخر على الأقل، وقد تصل هذه النسبة إلى 50% كحد أعلى (شكل 1،2).
غالبية المعادن التي يتكون منها صخر الجريواك من النوع غير الثابت، أي غير قادر على مقاومة عوامل التحلل والنحت أو البري مثل الفلسبارات – الأوجيت – هورنبلند – سربنتين – بيوتيت – كلوريت – ماجنتيت.
أما القطع الصخرية فهي عبارة عن فتات لبعض الصخور المتحولة بالحرارة مثل صخر فيلليت – أردواز – كوارتزيت – جرانيوليت، بالإضافة إلى فتات من صخور بركانية ما فية (حديدومغنيسية) مجهرية البلورات.
والمواد الطينية اللاحمة عبارة عن خليط من معادن الميكا وبخاصة البيوتيت والكلوريت ونسبة قليلة من المسكوفيت، في حين أن الكاولينيت لا يجود على الإطلاق في الجريواك.
وهناك نوع من الجريواك له مظهر الطف (Tuff) المترسبة بوساطة التيارات المائية. ومثل هذا النوع فقير بالكوارتز، غني الهورنبلندا وفتات الصخور البركانية.
وصف النسيج بما يلي:
1- يتميز الجريواك بفرز ضعيف لحبيباته (2 فاي حسب تقسيم فولك وفريدمان) إذ أن وجود الطين بحيباته الدقيقة جداً يحعل منحنى توزيع الحجم ينحرف بشدة نحو الحجوم الدقيقة.
وحتى لو أن المادة الطينية في الجريواك لم تؤخذ بعين الاعتبار. فإن تصنيف الحبيبات الفتاتية الكبيرة ضعيف أيضاً (2 فاي أو أكثر حسب تقسيم فولك وفريدمان).
2- الحبيبات التي يتكون منها صخر الجريواك في معظمها ذات حواف حادة وزوايا واضحة مما يلد على أنها لم تتعرض لأي نوع من النحت البري.
3- معظم الحبيبات الصخرية – في الجريواك – ذات الأصل المتحول نادراً ما تكون كروية الشكل، وإنما تكون على شكل قضبان قصيرة (حبيبات الكوارتز والأمفيبول والبيروكسين)، أو مفلطحة كما في الميكا.
4- لا يوجد في الجريواك أي نوع من المواد اللاحمة التي تترسب بين الحبيبات من المحاليل مثل السليكا أو أكاسيد الحديد أو الأملاح.
ويتميز صخر الجريواك بالمظاهر التركيبية التالية:
1- التطبق:
يوجد الجريواك في هيئة طبقات رقيقة جداً متتابعة، وأحياناً يوجد على شكل رقاقات منفردة تمتد جانبياً إلى عدة مئات من الأمتار وهذه الرقاقات تكون عادة صلبة ومتجانسة، وإذا كسرت تعطي أسطحاً ذات شكل محاري.
2- تكرار التطبق المتدرج:
حيث الحبيبات في الطبقة الواحدة تتدرج في حجمها من كبيرة إلى صغيرة ومن أسفل إلى أعلى. ثم يتكرر هذا التدرج في الطبقات التي تعلوها. ويحدث مثل هذا التطبق نتيجة تعكير التيارات المائية.
3- يندر أن يوجد تطبق كاذب أو متقاطع في صخور الجريواك وإن وجد في حالات قليلة فيكون قليل السمك.
4- يوجد في صخور الجريواك الكثير من علامات سطح التطبق مثل:
أ– أثر زحف الرواسب: وهي عبارة عن انخفاضات طولية متوازية أو حزوز متوازية في اتجاه التيار، تظهر على سطح التطبق نتيجة لما يحمله التيار من أشواك وغير ذلك.
ب- أثر تقدم التيار: وهي علامات تتميز بأطراف مستقيمة من ناحية الجزء الذي يأتي منه التيار، ومسطحة من ناحية الجزء الخلفي.
5- يكثر في الجريواك مظاهر أو أشكال التشوه البسيط مثل الثنيات والصدوع التي حدثت بعد ترسيب الصخر بفترة قصيرة.
6- يكثر في صخور الجريواك التطبق الملتوي وهو نوع من التشوه ناتج عن مرونة الطبقة (تشوه بلاستيكي) حيث تلتوي الطبقة بين طبقتين أسفلها.
7- من دراسة العديد من القطاعات الرأسية في صخور الجريواك في مناطق مختلفة من العالم تبين أن تتابع طبقات هذا الصخر تكاد تكون متشابهة.
حيث يبدأ التتابع بقاعدة من الحجر الرملي الكتلي الخشن، يليه إلى أعلى رقاقات من الحجر الرملي دقيق الحبيبات ثم يليه إلى أعلى حجر طيني أو طين صفحي.
وتوجد صخور الجريواك عادة في مناطق الرواسب السميكة التي يزيد سمكها عن ثلاثة آلاف متر، مصاحباً لصخر الاردواز والطفوح البركانية المتموجة والشيرت والطين الأخضـر.
وهذا يعني أن الجريواك ترسب في أحواض بحرية عميقة. كما يوجد الجريواك ضمن صخور غالبية العصور الجيولوجية، من حقب الحياة الابتدائية إلى نهاية عهد الميوسين من حقب الحياة الحديثة.
وقد أثبتت الدراسات أن جميع الرواسب التي تشبه صخور الجريواك القديمة في التركيب والنسيج كانت قد ترسبت في الأخاديد البحرية وعلى القيعان العميقة بالقرب من مراكز الحركات التكتونية القديمة مثل حوض البحر المتوسط والبحر الكاريبي.
أصله ونشأته:
لقد أمكن التعرف على أصل ونشأة الجويواك من خلال دراسة التركيب المعدني لهذا الصخر.
حيث وجد أنه يتكون من فتات صخري وكمية كبيرة من المعادن غير الثابتة والتركيب أو البنيات البسيطة المميزة . ويمكن تلخيص نتائج هذه الدراسة فيما يلي :
1- يعتقد الكثير من الجيولوجيين أن المواد الطينية في صخر الجريواك ذات نشأة ثانوية ، إذ تكونت من تحلل ونحت أو بري الفتات الصخري والمعادن البانية للصخر .
2- من دراسة قوة فعل تيارات التعكير المائية كعامل نقل للرواسب تبين أن الجريواك يمثل مجموعة كبيرة من الصخور نقلت وتجمعت بفعل التيارات المائية القديمة.
وقد تدعم هذا الرأي بوجود التطبق المتدرج والتراكيب الصخرية الأخرى التي سبق ذكرها حيث أن مثل هذه التراكيب لا يمكن أن تتكون إلا بفعل تيارات التعكير .
3- يعتقد البعض أن الجريواك تكون في مياه عميقة حيث لا توجد تيارات تعكير ودليلهم في ذلك التصنيف الضعيف لمكوناته .
كما أن كثرة المعادن غير الثابتة في الجريواك يدل على أن منشأ هذه المعادن كان في مناطق ذات نشاط تكتوني .
وأن التشوهات والتراكيب الصخرية ووجود اللابة البركانية في الجريواك يؤكد على أن هذا الصخر قد تكون في أحواض ترسيبية نشطة .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]