علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن صخر النيس

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الخامس

ترجمة أ.د عبد الله الغنيم واخرون

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

صخر النيس علوم الأرض والجيولوجيا

مصطلح جيولوجي قديم جداً استخدم من قبل بعض المشتغلين بالمناجم في منطقة جبال ارتز (Erzgebrige) للتمييز بينه وبين بعض أنواع الصخور المكتنفة المجاورة والمحيطة بعروق بعض الخامات.

ودلالته كمصطلح بنيوي (تركيبي) أكثر من دلالته من حيث التركيب المعدني أو الكيميائي للصخر، ولذلك فإنه يطلبق على أنواع كثيرة من الصخور خشنة التحبب، ذات بنية شريطية تنشأ من تبادل طبقات رقيقة تختلف اختلافاً كبيراً في التركيب المعدني أو في النسيج أو كليهما.

وفي صخور النيس تكون البنية الشيستية غير محددة إلى حد ما نظراً لزيادة نسبة الكوارتز والفلسبارات عن نسبة الميكا.

 

ويتميز النيس وكما يشير الاسم بالتركيب النيسوزي الذي يتكون من بلورات كبيرة من المعادن الداكنة، التي تترتب في صفوف متبادلة أو متقطعة مع معدني الكوارتز والفلسبار.

وينشأ هذا التركيب نتيجة تداخل التركيب الشيستوزي والتركيب الحبيبي بعضهما مع بعض، ويظهر على هيئة رقائق غير منفصلة أو على شكل عدسات ويسمى النيس تبعاً للتركيب المعدني للصخور (نيس بيوتيتي – نيس مسكوفيتي – نيس هورنبلندي شكل 3،2،1).

وينشأ النيس نتيجة التحول الإقليمي في مراحل متقدمة عن تكوين الشيست، وعندما يتكون النيس من تحول صخور نارية يسمى بالأرثونيس (Orthogneiss) أما إذا تكون نتيجة تحول صخور رسوبية فيعرف بالبارانيس (Paragneiss) وصخور النيس الخاصة بعصر ما قبل الكمبري كانت تعتبر المواد الأساسية لقشرة الأرض البدائية الأولى.

 

ومن المشتقات الحديثة للمصطلح ما يعرف بالنيس الأولي والذي يعتبر صخوراً نارية الأصل جوفية مشرطة بسبب حركة انسياب صهير متبلور غير متجانس.

والنيس النموذجي يكون غالباً تركيبه المعدني مماثلاً إلى حد كبير للتركيب المعدني لصخر الجرانيت، أي يتكون من الكوارتز والفلسبار مع كمية من البيوتيت. وإذا زادت كمية الكوارتز والفلسبار مع كمية من البيوتيت.

وإذا زادت كمية الميكا وصغر حجم الحبيبات فإن الصخر يتدرج إلى الشيست البليتي (Pelitic schist).

 

أما إذا كانت الحبيبات دقيقة، وقلت نسبة الميكا واستبدل بها معدن الجارنت فإن التركيب النيسوزي يتضاءل ويمكن تسمية الصخر في هذه الحالة جرانيوليت يستخدم مصطلح نيس أولي (Primary Gneiss) للصخور ذات الأصل الميجماتيتي والميتاسوماتي، والتي تعرضت لظروف من التحول الإقليمي من خلال علميات الجرنتة.

ويمكن القول إنه في جذور الجبال المطوية تنشأ سوائل نتيجة عمليات التفارق بفعل الانصهار الجزئي لصخور رسوبية، وتتفاعل الأجزاء الصلبة المتبقية إضافة إلى الرسوبيات مع الجزء المنصهر من خلال عمليات التحوال السائلي، مما يؤدي إلى تحولها إلى نيس ميجماتيتي (migmatitic).

ومن بين هذه الأنواع النيس الصيني، حيث تظهر في العينة اليدوية فلسبارات لها شكل العيون. وقد أطلق هذا الاسم على صخور كوارتزو – فلسبارية ذات أرضية دقيقة التحبب، مشرطة متورقة ميكائية.

 

وكما سبقت الإشارة فإن صخور البارانيس تكون رسوبية المنشأ، ففي الأجزاء العميقة من الأحزمة البانية يعاد تبلور المعقدات الرسوبية تحت ظروف من الضغط العالي والحرارة المرتفعة.

ومثل هذه الظروف تؤدي إلى تكوين سحنة الامفيبوليت أو سحنة الجرانيوليت. وبمساعدة المياه والسوائل العالية الحرارة ذات التركيب الجرانيتي تنشأ أنواع مختلفة من البارانيس.

وإذا نشأ النيس عن طينيات فإنه قد يكون غنياً بالمسكوفيت، بيوتيت، جارنت (الماندين)، كورديريت، كيانيت أو سيليماتيت، وفي حالة وجود مواد كلسية فقد يحتوي النيس على إبيدوت، أوجيت، جارنت (جروسيولاريت)، ولاستونيت.

 

ويمكن القول عامة إن الكثيرة من صخور النيس الطباقي تنشأ من صخور ذات أصل رسوبي، أما الأرثونيس الذي يتكون من صخور نارية الأصل فترجع بنية الصخر النيسوزية إلى تكونه أساساً بفعل التحول الحركي (dynamic metamorphism).

وتؤدي أولى درجات التحول لتلك الصخور النارية إلى تكوين الجرانيت العدسي والجابر والعدسي (Flaser granite, Flaser gabbro).

 

ومع تقدم عملية إعادة التبلور يمكن أن يتحول الأخير إلى جابرونيسوزي (استخدم هذا المصطلح بالرغم من أن المصطلح نيس يشير دائماً إلى تركيب جرانيتي).

يغطي النيس النموذجي مساحات كبيرة من مناطق ما قبل الكمبري وفي المناطق العميقة للأحزمة البانية للجبال تستخدم بعض أنواع النيس كمواد بناء.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى