نبذة تعريفية عن علم الأَرْصَادٌ الجَوِّيَةٌ
1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
علم الأرصاد الجوية علوم الأرض والجيولوجيا علم الفلك
علمُ الأرصادِ الجوية هو عِلْمُ دراسةِ الجَوِّ وتقلبّاتهِ، وتتمُّ هذه الدراسةُ عن طريقِ مَحَطَّاتٍ خاصة، تحتوي على الكثيرِ من الأجهزةِ الدقيقة التي تُستخدمُ في مُراقَبَةِ أحوالِ الطَّقس، وقياسِ عناصرِه، ومن أهمِّها درجاتُالحرارة، والضغطُ الجوي، وسرعةُالرياح، واتجاهاتُها، ورطوبةُ الهواءوالغيومُوالأمطارُ.
وتُسَمَّى تلكَ المحطاتُ مراصدَ جويةً، ويوجدُ منها أكثرُ من تسعةِ آلافِ محطَّة، موزعةً في جميعِ دولِ العالَم
ويشتغلُ في كلِّ منها عددٌ من الرُّصَّاد الجويِّين يقومون بالإشرافِ على الأجهزة، وقراءتِها بانتظام، وتسجيلِ هذه البيانات التي تفيدُنا كثيراً في حياتِنا اليومية.
ولا تكتفي المراصدُ بالحصولِ على المعلومات، التي تُشيرُ إليها الأجهزةُ المركَّبَةُ على سطحِ الأرض، ولكنها ترسلُ جهازاً خاصا إلى طبقاتِ الجو العليا بواسطة بَالُون
وهو قادرٌ على إرسالِ إشاراتٍ معينةٍ إلى المرصد الذي يُطْلِقُهُ فيترجمُ الرُّصَّاد الجوُّيون هذه الإشاراتِ إلى معلوماتٍ، عن درجاتِ حرارةِ الهواء، وسرعةِ الرياح واتجاهاتها، والضغطِ الجوي، على مختلفِ الارتفاعات.
كذلك يَتمُّ الرصدُ من محطاتٍ في البحرِ على الآف السُفُن التجارية، وحالِيَّا تَبُثُّ بغضُ الأقمارِ الصناعيةِ صوراً لكوكبِ الأرض ومعلوماتٍ عن أحوالِ الطَقْس إلى المحطَّات الأرضية.
وفي كل قطر من أقطار العالَم، تَتَجَمَّعُ المعلوماتُ التي تحصلُ عليها المراصدُ المنتشـرةُ في أنحاءِ الدولةِ.
وتُفحصُ ويتمُّ تفسيرُها بواسطة خبراء يعملون في دائرةٍ حكومية تُسَمَّى مصلحةَ الأرصاد الجوية، التي تكونُ على اتصالٍ بمثيلاتِها في الدُّول المجاوِرة، عن طريق اللاَّسلكي، وبواسطة الأقمارِ الصِّناعية، وذلك لتبادلِ المعلومات.
ومن هذه المعلوماتِ المتبادَلَة بين دولِ العالَم، يمكنُ رسمُ خرائطَ لأحوالِ الطقس، تشملُ مساحاتٍ واسعةً من سطح الأرض.
ومن هذه الخرائطِ، يمكنُ التنبؤ بالظروفِ الجَوية، قبل حدوثها بيوم أو أكثر، وهذا ما نشاهده في النشرات الجوية، التي تَظهرُ على شاشاتِ التِلْفَاز، أو نسمعُها من الإذاعَة، وتنشرُها بعضُ الصُحف اليومية.
وتقدم التَنَبُّؤات الجويةُ عموما الكثيرَ من المنفعةِ والفائدةِ، لعددٍ كبيرٍ من أنشطة الإنسان، التي تتأثَّرُ بأحوالِ الطقسِ، كحركةِ الطيران، والملاحةِ في البحار، وصيدِ الأسماك، وتحذيرِ المزارعين من أضرارِ العواصف الثلجيةِ أو الترابيةِ قبل هبوبها.
كَما تُنَبِّه النشـراتُ الجويةُ إلى احتمالات هطولِ أمطارٍ غزيرة تؤدي إلى تدفقِ السيولِ والفيضانات، وما تسببُّه من خرابٍ وكوارثَ. توضِّحُ صورُ الأقمارِ الصناعيةِ أيضاً مسارَ الأعاصيرِ المدمِّرة فيسرع الناسُ إلى الملاجئِ.
ويتفرع علم الارصاد الى عددٍ كبيرٍ من التَخَصُّصَات، منها ما يهتمُّ بأمور الزراعةِ، حيث يتمُّ قياسُ درجاتِ الحرارةِ والرطوبةِ في التربةِ على أعماقٍ مختلفة، وفوقَ سطح أرضٍ مزروعةٍ بالحشائش.
وتقديرُ كَمِّيات التبخرِ اليوميّ من سطحِ التربة، ونَتْحِ أوراقِ النبات، وذلك لمعرفةِ حاجَةِ المزروعات للماء، وتحديدِ أفضل أوقاتِ البَذْرِ والحَصَاد، وأنسبِ أنواعِ المحاصيلِ لكلِّ صِنْفٍ من أصنافِ التُّربَة.
وهناك الأرصادُ الجويةُ الفيزيائيةُ الخاصةُ برصد تأثيرِ البُقَعِ الشمسيةِ على طَقْسِ الأرض، وتَكَهْرُبِ الجوِّ أثناءَ عواصفِ الرَّعْد، والغبارِ ودراسةِ الطبَقاتِ العُليا من الهَواء، وأثرها على موجاتِ الأثير الخاصة بالاتصالاتِ اللاَّسلكية.
وقد تطوَّر هذا الفرعُ كثيرا بتقدُّمِ الطيران، واستخدامِ الصواريخ، والمخترعاتِ العِلْمِيَّة الحديثةِ، كالحاسبات الإلكترونية وأجهزةِ الرادار، والأقمارِ الصناعية.
وفي الكُوَيْت، نشأَتْ الأرصادُ الجويةُ بمحطٍة واحدة، وُضِعَتْ في منطقة الشُوَيْخ عام 1953م، وتطورت بعد ذلك حتى أصبَح هناكَ عَشـْرُ محطاتٍ في مختلفِ أنحاءِ البلاد.
كما تعدَّدَتْ الخدمات التي تقدِّمُها، لتأمينِ سلامةِ حركة الطيرانِ في الجو، والسفنِ في البحر، والمرور على الطُرُق الصحراوية، كما تقومُ الأرصادُ الكويتيةُ بتزويدِ المعاهِد العلمية بالأرقامِ ، والمعلوماتِ التي تستخدم لدراسة مُناخ البلاد.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]