نبذة تعريفية عن عمة الرسول “صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ”
2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
عمة الرسول صفية بنت عبد المطلب إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة
صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هاشِمٍ عَمَّةُ رَسولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، وأُخْتُ حَمْزَةَ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ أَسَدِ اللهِ، وهي أمُّ الصَّحابِيِّ الجَليلِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ.
كانَتْ مكانَتُها عَظيمَةً في قَوْمِها، فَهِيَ بنتُ سيِّدٍ من ساداتِ قُرَيْشٍ، تميَّزتْ بالشَّجَاعَةِ والفَصاحَةِ، وكانَتْ مِن أَوائِلِ مَنْ أَسْلَمَ مَعَ رَسولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم.
تَزَوَّجَتْ في الجاهِلِيَّةِ مِنَ الحارِثِ بنِ حَرْبٍ بنِ أُمَيَّةَ، ولمَّا ماتَ عَنْها تَزَوَّجَها العَوَّامُ بنُ خُوَيْلِدٍ أخو خَديجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ أُولَى أُمَّهاتِ المُؤمِنينَ.
هاجَرَتْ صَفِيَّةُ إلَى المَدينَةِ المنَوَّرَةِ بَعْدَ أنْ لاقَتْ هي وابْنُها مِن قُرَيْشٍ الأَذَى، وبَدَأَتْ حياتَها في المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ بِعِزَّةِ الإسْلامِ وعَدْلِه.
وكانَتْ مُحِبَّةً للجِهادِ في سَبيلِ اللهِ تعالَى، فانْدَفَعَتْ مَعَ النِّساءِ في غَزْوَةِ أُحُد تُسْعِفُ المَرْضَى، وتَحَضِّرُ الطَّعامَ، وتَحُثُّ المُجاهِدينَ علَى القِتالِ وتُشَجِّعُهُم، ولَمَّا قُتِلَ أَخوها حَمْزَةُ في المَعْرَكَةِ صَبَرَتْ واحْتَسَبَتْ الأَجْرَ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى.
وقالَتْ: إنَّ ذَلِكَ في اللهِ؛ لَقَدْ رَضيتُ بقَضاءِ اللهِ، واللهِ لأَصْبِرَنَّ ولأَحْتَسِبَنَّ إنْ شَاءَ اللهُ. وكانَ هذا أَيْضًا دَوْرُها في غَزْوَةِ خَيْبَرَ: تُسْعِفُ الجَرْحَى وتُحْضِّرُ الطَّعامَ وتُعِدُّ أَدَواتِ الحَرْبِ.
وكانَتْ صَفِيَّةُ أَوَّلَ امْرَأَةً في الإسْلامِ قَتَلَتْ رَجُلاً مِنَ الأَعْداء. حَدَثَ ذَلِكَ عِنْدَما خَرَجَ رَسولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، إلَى غَزْوَةِ الخَنْدَقِ عَلَى أَطْرافِ المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ، وجَعَلَ الأَطْفالَ والنِّساءَ والعَجائِزَ في حِصْنٍ مُرْتَفِعٍ، وجَعَلَ مَعَهُم حَسَّانَ بْنَ ثابِتٍ، وكانَتْ سِنّه في ذَلِكَ الوَقْتِ سِتِّينَ سَنَةً، فَدَخَل أَحَدُ اليهودِ مُتَسَلِّلاً إلَى الحِصْنِ لِيُحاوِلَ الاعْتِداءَ عَلَى النِّساءِ والأَطْفالِ والعَجائِزِ، فَقالَتْ صَفِيَّةُ لِحَسَّانَ بنِ ثابِتٍ: يا حَسَّانُ قُمْ فاقْتُلْ هذا اليَهودِيَّ.
فَقالَ حَسَّانُ: لا أسْتطيعُ أَنْ أَقْتُلَه لِضَعْفِي وكِبَرِ سِنِّي. فَقَامَتْ صَفِيَّةُ وأَخَذَتْ عَمودًا غَليظًا مِنَ الخَشَبِ، ونَزَلَتْ مِنَ الحِصْنِ، فَضَرَبَتْ اليَهودِيَّ عَلَى رَأْسِه عِدَّةَ ضَرَباتٍ حَتَّى ماتَ، فَعادَتْ إلَى الحِصْنِ فَرِحَةً لِحمايَتِها للنِّساءِ والأَطْفالِ، فكانَتْ بِذَلِكَ العَمَلِ أَوَّلَ امْرَأَةٍ في الإسْلامِ قَتَلَتْ رَجُلاً مِنَ الأَعْداءِ.
أَمْضَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ حَياتَها في خِدْمَةِ الإسْلامِ، مُجاهِدَةً تَنْشُـرُ الدِّينَ بَيْنَ أَوْساطِ المُسلمينَ حَتَّى تُوُفِّيَتْ في خِلافَةِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ سنة 20 من الهِجْرَةِ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]