نبذة تعريفية عن عملية “التشكيل التكتوني لقشرة الأرض”
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثاني
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
عملية التشكيل التكتوني لقشرة الأرض علوم الأرض والجيولوجيا
يدل هذا المصطلح على العوامل أو على مجموعة العوامل التكتونية المتداخلة، والتي تؤثر في التشكيل البنيوي العام لقشـرة الأرض.
ويعد باويل (Major J. W. Powell) 1834 – 1902، أول من استخدم هذا التعبير عند دراسته لمرتفعات الكورديللرا (Cordillera) في غرب الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد اعتقد باويل أن هذا المصطلح يعد أكثر دقة من المصطلح التقليدي الذي كان قد سبق استخدامه من قبل وهو "العمليات البنيوية أو تشوه قشرة الأرض".
ووصف الجيولوجي جيلبرت (G. K. Gilbert) 1843 – 1918 هذا التعبير بالعمومية حيث أنه لا يميز بين عمليات التشكيل البنيوي التكتوني المحلي لجزء معين من المرتفعات الجبلية.
وتلك الأخرى الأكثر شمولاً والمسئولة عن التشكيل البنيوي لقشـرة الأرض، وعلى ذلك اقترح جيلبرت استخدام تعبير "نشأة الجبال ونظام بنائها" (Orogeny or Orogenesis).
وقصد بذلك تلك العوامل والعلميات المسئولة عن نشوء المرتفعات في منطقة محددة من مناطق سطح الأرض، واشتق منها كذلك مصطلح "علم دراسة الجبال" (Orography)، كما اقترح جيلبرت استخدام مصطلح "تمعج قشـرة الأرض" (Epeirogeny).
وتتضمن هذه العملية المركبة كلا من عمليات الطي والثني والهبوط والرفع والتصدع التشقق وهي المسئولة في نظره – مجتمعه – عن تكوين القارات وأحواض المحيطات فوق سطح الأرض.
وقد تأثر كوتون (C. A. Cotton) بتلك المصطلحات العلمية التي سبق وأن اقترحها جيلبرت من قبل وميز في كتاباته الجيومورفولوجية بين الوصف العام لانحدارات سطح الأرض وأشكال السفوح (Geomorphography) وبين تحديد الباحث لنشأة ظاهرات سطح الأرض.
وتصنيف ظاهرات سطح الأرض حسب الاختلاف في نشأتها (Geomorphogeney)، وبين عملية تصنيف ظاهرات سطح الأرض حسب الأزمنة الجيولوجية التي نشأت خلالها، أي تأريخ العمر النسبي للظاهرات التضاريسية على سطح الأرض (Geomorphochronology).
ولا تقتصر عملية التشكيل التكتوني لقشرة الأرض على فترة زمنية جيولوجية بعينها، بل إنها تحدث بصورة متسمرة طوال الفترات الجيولوجية المختلفة.
ولكن يشتد فعلها في بعض مناطق من سطح الأرض خلال فترات جيولوجية معينة وقد ميز الجيولوجيون أربع فترات جيولوجية رئيسية حدثت خلالها العمليات البنيوية التكتونية الكبرى، وكان لها أثر كبير في تمعج القارات ونظام بنائها وكذلك في تشكيل أحواض المحيطات وتشتمل على:
أ-الحركات التكتونية لفترة ما قبل الكمبري Pre – Camberian Orogensis
وهي أقدم الحركات البنائية التكتونية لقشرة الأرض وترجع إلى ما قبل بداية الزمن الجيولوجي أي لفترة ما قبل الحياة.
ومن أمثلتها الحركات التكتونية البنائية اللورنشية (Laurentian) والمارلبية (Marealbian) في أمريكا الشمالية، وحركات سوازي لاند (Swaziland) وسيراليون (Sierraleone) في إفريقيا.
ب-الحركات التكتونية الكاليدونية Caledonian Orogenesis
وشغلت هذه الحركات الفترة الجيولوجية الممتدة من العصر السيلوري إلى العـصر الديفوني واشتق اسمها من مرتفعات كاليدونيا في اسكتلندا.
وينتمي إلى هذه الحركات السلاسل الجبلية القديمة في العالم، والتي تأثرت بشدة بفعل عوامل التعرية (تبعا لطول عمرها الجيولوجي) ومنها مرتفعات (اسكنديناوة) ومرتفعات الأبلاش.
جـ-الحركات التكتونية الهرسينية Hercynian Orogenesis
وحدثت هذه الحركات خلال الفترة الجيولوجية الممتدة من العصر الكربوني حتى بداية العصر البرمي ويطلق عليها كذلك تعبير الحركات الأرموركية (Armorican) في الجزر البريطانية.
في حين يطلق عليها اسم الحركات الهرسينية أو الفارسكية (Variscan) في بقية أجزاء قارة أوروبا. ونتج عن هذه الحركات أساساً تكوين الهضاب الصدعية في وسط اوروبا.
د-الحركات التكتونية الألبية Alpine Orogenesis
وهي أحدث الحركات التكتونية عمراً. وامتدت دوراتها من نهاية الزمن الجيولوجي الثاني حتى بلغت أوج قوتها خلال عصر الميوسين في الزمن الجيولوجي الثالث.
ونتج عن هذه الحركات بروز السلاسل الجبلية العظمى في العالم مثل سلاسل جبال الألب في أوروبا والهيمالايا في آسيا والروكي والانديز في الأمريكتين.
وعلى ذلك ينجم عن هذه الحركات بناء القارات وتشكيل أحواض المحيطات خلال الأزمنة الجيولوجية.
وقد تتعرض أجزاء من أرضيات المحيطات لحركات الرفع أو الطي خلال فترة جيولوجية ما فتظهر على شكل سلاسل جبلية عالية تضيف مساحات جديدة إلى اليابس.
في حين قد تتأثر مناطق أخرى من سطح الأرض بعمليات الهبوط، وقد يغمرها البحر وتصبح جزءاً من المسطحات المائية ويتم هذا التشكيل التكتوني لقشـرة الأرض خلال الفترات الجيولوجية، لكن بدرجات تتفاوت قوتها من فترة زمنية إلى أخرى.
ولا تقتصر هذه العمليات التكتونية على حركات الرفع والطي أو الثني الناشئة للجبال ولكن يدخل فيها كذلك عمليات التصدع والتشقق والتحول الصخري والنشاط الناري، (Igneous Activity) وأثر كل هذه العلميات مجتمعة في تشكيل البناء التكتوني لقشـرة الأرض خلال الأزمنة الجيولوجية المختلفة.
ويتفق كثير من الباحثين على أن حدوث الحركات التكتونية العظمى Orogenesis ترجع إلى النشاط الهائل للمواد المشعة المتجمعة في باطن الأرض، ولذلك نلاحظ أن فترة الهدوء النسبي لهذه الحركات تقع دائماً بين حركتين تكتونيتين عنيفتين.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]