إسلاميات

نبذة تعريفية عن فضل وشروط “الصلاة” وكيفية أدائها

2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الصلاة فضل الصلاة شروط الصلاة كيفية أداء الصلاة إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة

الصَّلاةُ هِيَ أَفْضَلُ العِباداتِ البَدَنِيَّةِ الّتي فَرَضَها اللهُ تَعالَى عَلَى المُسْلِمينَ.

جاء رَجُلٌ يَسْأَلُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، عَنْ أَفْضَلِ الأَعْمالِ، فَقالَ لَهُ: الصَّلاةُ، ثُمَّ ماذا؟ – أَيْ مَاذا -، قَال ثُمَّ الصَّلاةُ، قَال: ثُمَّ ماذا؟ قَالَ: الصَّلاةُ؛ قالَها ثَلاثَ مَرَّاتٍ.

والمُرادُ بالصَّلاةِ تِلْكَ الأَقْوالُ الّتي يُقولُها المُسْلِمُ في الصَّلاةِ، والأَفْعالُ الّتي يَفْعَلُها المُسْلِمُ في الصَّلاةِ؛ تُفْتَتَحُ بالتَّكْبيرِ وتُخْتَتَمُ بالتَّسْليمِ.

 

الصَّلاةُ لَها فَضْلٌ عَظيمٌ في الإِسْلامِ لأَنَّها تُنَقِّي الإنْسانَ مِنَ الخَطايا. وقَدْ أَوْضَحَ الرَّسولُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، ذَلِكَ في الحَديثِ، فقالَ: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبابِ أَحَدِكُم يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ – أَيْ وَسَخِهِ – مِنْ شَيْءٍ؟ قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ. قَالَ: فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا».

الصَّلاةُ مِنَ العِباداتِ القَديمَةِ الّتي فُرِضَتْ عَلَى الأُمَمِ السَّابِقَة، فَقَدْ قالَ اللهُ تَعالَى عَنْ سَيِّدِنا إسْماعِيلَ عَلَيْه السَّلامُ (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) (مريم 55).

وعِنْدَما بَعَثَ اللهُ سَيِّدَنا مُحَمَّدًا، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، كانَ في بِدايَةِ الأَمْرِ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ كُلَّ صَباحٍ ورَكْعَتَيْنِ كُلَّ مَساءٍ، إلَى أَنْ تَغَيَّرَ الحُكْمُ في لَيْلَةِ الإسْراءِ والمِعْراجِ، فَفَرَضَ اللهُ تَعالَى عَلَيْه وعَلَى أُمَّتِهِ خَمْسَ صَلواتٍ في اليَوْمِ واللَّيْلَةِ.

 

وقَدْ فَرَضَ اللهُ تَعالَى هَذِهِ الصَّلواتِ في أَوْقاتٍ مُحَدَّدَةٍ، لا يَجوزُ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يُؤَخِّرَها عَنْ وَقْتِها إلاَّ لِعُذْر.

قال تعالى(فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) (النساء 103).

وقَدْ حَذَّرَنَا الرَّسولُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، مِنْ تَرْكِ الصَّلاةِ، فَقالَ لأُمِّ أَيْمَنَ، رَضِيَ اللهُ عَنْها: «لا تَتْرُكِي الصَّلاةَ مُتَعَمَّدًا، فإنَّهُ مَنْ تَرَكَ الصَّلاةَ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللهِ ورَسُولِهِ». كَذَلِكَ لا يَجوزُ تَرْكُ الصَّلاةِ كَسَلاً.

 

فَمَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَواتِ الخَمْسِ أَدْخَلَهُ اللهُ تَعالَى الجَنَّةَ. قالَ رَسولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى العِبادِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ، كانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ، إِنْ شاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ».

والصَّلاةُ تَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ عاقِلٍ بالِغٍ. الصَّغيرُ الّذي اسْتَكْمَلَ سَبْعَ سِنينَ يُؤْمَرُ بالصَّلاةِ، ويُضْرَبُ علَى تَركِها إذا بَلَغَ عَشْرَ سِنين حَتَّى يَتَعَوَّدَ عَلَى الصَّلاةِ؛ فَقَدْ قالَ الرَّسولُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «مُرُوا الصَّبِيَّ بالصَّلاةِ إِذَا بَلَغَ سَبْعَ سِنينَ، وإِذا بَلَغَ عَشْرًا فاضْرِبوه عَلَيْها».

 

وللصَّلاةِ شُروطٌ قَبْلَ فِعْلِها لابُدَّ مِنْها حَتَّى تَصِحَّ الصَّلاةُ، وهيَ:

1- الطَّهارَةُ: وهِيَ طَهَارَةُ الجِسْمِ مِنَ الحَدَثِ؛ أيْ الوُضوءُ قَبْلَ الصَّلاةِ، وطَهارَةُ البَدَنِ والثِّيابِ والمَكانِ مِنَ النَّجاسَةِ.

2- دُخولُ وَقْتِ الصَّلاةِ: فَلا تَصِحُّ الصَّلاةُ قَبْلَ وَقْتِها.

3- سَتْرُ العَوْرَةِ: وهِيَ كُلُّ ما يَجِبُ سَتْرُهُ أَوْ يَحْرُمُ النَّظَرُ إِليهِ. فَعَوْرَةُ الرَّجُلِ هِيَ ما بَيْنَ السُّرَّةِ إلَى الرُّكْبَةِ، فَيَجِبُ أَلاَّ يَظْهَرَ شَيْءٌ مِنْها في الصَّلاةِ، وعَوْرَةُ المَرْأَةِ كُلُّ جَسَدِها إلاَّ الوَجْهَ والكَفَّيْن.

4- اسْتِقْبالُ القِبْلَةِ: والمَقْصودُ بالقِبْلَةِ الكَعْبَةُ المُشَرَّفَةُ.

 

كَيْفِيَّةُ الصَّلاةِ:

عِنْدَما فَرَضَ اللهُ تَعالَى عَلَى المُسْلِمينَ الصَّلواتِ المَكْتوبَةَ جاءَ جِبْريلُ إلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، يُعَلِّمُهُ وَقْتَ كُلِّ صَلاةٍ، ويُوَضِّحُ لَهُ عَددَ رَكَعَاتِ كُلٍّ مِنْها، وهِيَ كَما يَلِي:

الصُّبْحُ: (وهِيَ رَكْعَتان)، فَيُكَبِّرُ المُسْلِمُ تَكْبيرَةَ الإِحْرامِ قائِلاً: اللهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ يَقْرَأُ الفاتِحَةَ، ثُمَّ يَقْرَأُ أَيَّ شَيْءٍ مِنَ القُرآنِ، ثُمَّ يَرْكَعُ ويَقولُ في رُكوعِهِ: سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكوعِ وهُوَ يقولُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه، فإذا اعْتَدَلَ قالَ: رَبَّنا ولَكَ الحَمْدُ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْن يَقولُ في كُلِّ واحِدَةٍ مِنْهُما: سُبْحانَ رَبِّيَ الأَعْلَى، ثُمَّ يَعْتَدِلُ قائِمًا. فَهَذِهِ تُسَمَّى رَكْعَةً واحِدَةً، فَيَفْعَلُ ثانِيَةً مِثْلَها ثُمَّ يَجْلِسُ للتَّشَهُّدِ، ويَقْرَأُ التَّحياتِ، ثُمَّ تَسْليمَتَيْنِ عَنْ يَمينِهِ وشِمالِه.

 

الظُّهْرُ: (وهِيَ أَرْبَعُ رَكَعاتٍ)، بِتَشَهُّدَيْن، الأَوَّلُ بَعْدَ رَكْعَتَيْن، والثَّانِي في آخِرِ الصَّلاةِ.

العَصْر: (وهِيَ أَرْبَعُ رَكَعاتٍ)، كصَلاةِ الظُّهْرِ.

المَغْرِبُ: (وهِيَ ثَلاثُ رَكَعاتٍ) بِتَشَهُّدَيْن، الأَوَّلُ بَعْدَ رَكْعَتَيْن، والثَّاني في آخِرِ الصَّلاةِ، أَيْ بَعْدَ الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ.

العِشاءُ: (وهِيَ أَرْبَعُ رَكَعاتٍ)، مثل الظُّهْرِ والعَصْرِ.

هَذِهِ هِيَ الصَّلَواتُ المَكْتوبَةُ الّتي يُحاسِبُ اللهُ تَعالَى الإِنْسانَ عَلَى فِعْلِها وتَرْكِها. وهُناكَ صَلَواتٌ أُخْرَى مِنَ السُّنَنِ الّتي تَزيدُ مِنْ حَسَناتِ الإِنْسانِ وهِيَ: السُّنَنُ الرَّاتِبَةُ المُتَعَلِّقَةُ بالصَّلواتِ الخَمْسِ، وصَلاةُ العِيدَيْن، وصَلاةُ التَّراوِيحِ، وصَلاةُ الكُسوفِ والخُسوفِ، وصَلاةُ الاسْتِسْقاءِ، وصَلاةُ الضُّحَى، وصَلاةُ الوِتْرِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى