نبذة تعريفية عن نبات الحلبة
1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
نبات الحلبة النباتات والزراعة الزراعة
نباتُ الحلبة عُشبُ حَوْليّ يبقى في الأرض أشهراً معدودات، يُشبِهُ نباتَ البرسيم والجتِّ، وهو من نفسِ فصيلتها البقولية.
وجذرُ النباتِ مثله مثلُ الأنواع الأخرى من فصيلته، تُوجدُ عليه عُقد بكتيريةٌ. وتعملُ البكتيريا الموجودة في هذه العُقَدِ على تثبيتِ النيتروجين الجوي، مما يُفيد التربة والنبات.
ووجود البكتيريا مع نبات الحِلبةِ يُمثِل نوعاً من المعيشةِ التبادليةِ، التي يأخذ فيها النباتُ الموادَّ النيتروجينية من البكتيريا، وتستفيدُ البكتيريا من النباتِ بِحصولِها على موادٍّ غذائية.
ويُزرعُ النبات في نهاية فصل الخريف، ويصلُ ارتفاعُهُ عندَ نُضْجهِ إلى حوالي نِصْفِ مترٍ أو أكثرَ، وأوراقُهُ ثلاثيةٌ، فلكل ورقة ثلاثُ وريقاتٍ، والأزهارُ بيضاءُ صغيرةٌ مائلةٌ إلى الاصفرار، تُوجدُ في أباط الأوراق.
أما الثمرةُ فهي قَرْنٌ طويلٌ مُبَطَّطٌ يَستدق عند الطرفِ، وتحتوي كل ثمرة على عددٍ من البذور. والبذرةُ خضراءُ مصفرةٌ مبططة.
وتستعمل البذورُ الجافة، وقد يؤكل العشبُ كاملا وهو أخضرُ غض، وكلاهُما له رائحةٌ مميزة، وطعمها به مرارةٌ.
ونباتُ الحِلبةِ غني بالبروتينات والسكريات والدهون، وهو ذو قيمة غذائية عالية. وتحتوي بذورُ الحلبةِ على موادَّ غروية هُلامية، وزيوتٍ ثابتةٍ وطيارةٍ، وتحتوي هذه البذورُ على 22% من وزْنِها بروتينات، وحوالي 28% من المواد الهُلاميّة.
وقد كانت الحِلبةُ معروفةً للقدماء المصريين والإغريق، واستعملها الأطباءُ المسلمون عبرَ العصور الإسلامية المختلفة.
فكتب عنها العُلماءُ المسلمون مثل، ابن سينا، وابن جزلة، والتفليسي، والمعتمد، وابن البيطار، وداود الانطاكي، وغيرهم.
والعطارون يَصفونَها مُدِّراً للبن في الرضاعةِ، وللتغلبِ على الإمساكِ، ويُستخرج من الحِلبةِ أدوية لفتح الشهية.
ويُستعملُ مسحوق بذورِ الحلبةِ مَخلوطاً مع الدقيق لعمل الخبزِ، حيث إن المواد الغروية التي تحتويها البُذور تُساعد على تماسك العجينة، وتكوينِ طبقة متماسكة تمسكُ بالخُبزِ.
ويُضافُ مطحون بُذورِ الحلبةِ إلى العجينةِ التي تُستعملُ في حِفظِ اللحوم المُجففةِ المعروفةِ باسم "البسطرمة"، لأن زيت الحِلبة الموجود في المسحوق يعملُ على طردِ الحشراتِ بجميعِ أنواعِها، فلا يتلَوثُ اللحم؛ وهذا هو السر في عدم وجود حشراتٍ أو يرقات في هذا اللحم المجفف.
ويبدو أن مفعولَ الحِلبةِ المبيد للحشراتِ يرجعُ إلى وجودِ حِمضِ النيكوتينيك ضِمْنَ مكوِّناتِها. ويُفيدُ زيتُ الحِلبةِ في إدرار اللبن عند المرضعات.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]