نبذة تعريفية عن واحة جغبوب
1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
واحة الجغبوب الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة
لا شك أن الصحراء بيئةٌ قاسية لا يمكن العيش فيها بسهولة، ولذلك ابتعد الإنسان عن السكن في الصحراء.
والصحراء الليبية جزء من الصحراء الكبرى التي تعد من أكثر صحاري العالم جفافا، ولذلك يسير فيها الإنسان مسافات طويلة دون أن يرى نباتا أو حيوانا، لا شيء سوى الرمال والجفاف.
وفي وسط هذه البيئة الصعبة توجد أعداد قليلة من الواحات الجميلة التي تختلف تماما عن كل ما حولها.
فالمياه متوفرة، والجو لطيف، والأشجار وافرة ثابتةُ والظلال وَارِفة، وهو وصف ينطبق على واحة جغبوب.
تقع جغبوب عند تقاطع دائرة عرض 30 شمالا مع خط طول 24 شرقا على 250 كيلو مترا من ساحل البحر المتوسط في اتجاه الجنوب، تخترقها الحدود المشتركة بين مصر وليبيا.
وهي توجد ضمن منخفضٍ كبير يسمى «الفَرْدغ» أو «الفردجة» يضم كذلك واحتين أخريين هما ملفا، القيقب.
وأغلب العلماء يعتقدون أن هذا المنخفض نشأ بسبب قوة نَحْتِ الرياح في الصخور وبخاصة عندما تكون الصخور ضعيفة.
وهذا الانخفاض جعل سطح الأرض قريبا من المياه الجوفية التي تفجرت على شكل عيون وينابيع، نَبَت عليها الزرع وتجمع حولها البدو، وتنتشر بالواحة بعض السبخات (أراضي مسطحة رطبة) والبحيرات المالحة.
وتعد هذه الواحات امتدادا طبيعيا لواحات سِيَوه في مصر، ولذلك كانت جغبوب منذ أقدم عهود تاريخها خاضعة إداريا لواحة سيوه. وحتى عام 1925 كانت جغبوب تابعة لمصر عندما تم الاتفاق على إدخالها ضمن الأراضي الليبية.
وكانت تسكنها قديما جماعات مستقرة وشبه مستقرة تربطها بسكان سيوه روابط وثيقة. ويبدو أن عدد السكان كان أكبر كثيرا منه في الوقت الحاضر.
كما تدل على ذلك المقابر القديمة التي عُثِر عليها بأعداد ضخمة في الواحة. وقد لُوحظ أن هذه المقابر تطابق المقابر القديمة في سيوه مما يدل على أن سكان المنطقتين كانوا من عنصر واحد.
وقد استمر الحال على ذلك حتى نهاية عهد الامبراطورية الرومانية؛ التي امتد سلطانها إلى الواحة عندما كانت مصر تابعة لها.
ثم تدهورت الأحوال في الواحة لأسباب غير واضحة؛ فهجرها سكانها وبخاصة أن الطريق الرئيس للقوافل، الذي يمتد من جنوب الصحراء الكبرى في اتجاه الشمال حتى ساحل البحر المتوسط، لا يمر بواحة جغبوب.
وفي سنة 1855 تغير تاريخ الواحة مرة أخرى، عندما مَرُّ على الواحة بالمصادفة شخص يدعى محمد بن علي السُّنوسي في طريق عودته من مكة والقاهرة إلى ليبيا بعد رحلة الحج.
لم يكن هذا الشخص رجلا عاديا وإنما كان الإمام أو الشيخ الأكبر لمجموعة كبيرة من المسلمين الليبيين من أصحاب الطرق الصوفية يطلقون عليها الطريقة السنوسية.
ولما أعجبه المكان أقام فيه وبنى زاوية على صخرة مرتفعة تشرف على الواحة، وحفر بئرا للمياه وغرس الحدائق وأشجار النخيل.
ولم يَعِشْ مؤسس الحركة السنوسية بعد ذلك سوى أربع سنوات ثم مات، فدفن في جغبوب، كما دُفِن إلى جانبه بعض أولاده من بعده، ومنذ ذلك الوقت تجمعَّ في هذا المكان عدد من السكان واستقروا به بعد ما كان خاليا. وهكذا نشأت قرية جغبوب التي أصبحت مركزا لنشر الإسلام والعقائد السنوسية في أواسط أفريقيا كلها.
والظاهر أن نموَّ القرية كان بطيئا بعض الشيء في أول الأمر، فلم يكن بها حتى عام 1874 سوى عددٍ قليل من الطلاب الذي يأتون لتعلم شعائر الإسلام والطريقة السنوسية، إضافة إلى عددٍ من العبيد. ولكن سرعان ما نمت القرية بعد ذلك، فأحد الرحالة الأوروبيين ويدعي «ديفيريه»،
ذكر أن القرية يسكنها 750 طالبا ومعهم 2000 من العبيد، وكان ذلك في عام 1881 .
وقدَ وصفَ هذا الرحالة القرية بأنها تحتوي على عمائر دينية وورشٍ لصناعة الأسلحة وبعض المنتجات الأخرى.وتشبه قرية جغبوب غيرها من القرى العربية الأخرى في صحاري شمال أفريقيا ، وخصوصا في وجود سَورٍ أو حائط مرتفع مَبْنيٍّ بالحجر يحمي السكان من الأخطار الخارجية.
والإنتاج الزراعي في الواحة محدود جدا، حيث يقوم السكان بزراعة بعض الخضروات والبقول وغيرها من المحاصيل اللازمة لحاجة السكان المحليين في حقول صغيرة جدا حول الآبار. كما يوجد بالواحة حوالي 2200 شجرةِ نخيل تنتج كمية لا بأس بها من التمر
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]