علم الفلك

نبذة عامة حول كوكب المريخ

2006 موسوعة علم الفلك والفضاء2

شوقي محمد صالح الدلال

KFAS

علم الفلك

رابع الكواكب بعداً عن الشمس وأقربها إلى الأرض .

يكمل المريخ دورة واحدة حول الشمس كل 687 يوماً ، ويكون على مسافة تتراوح بين 1.38 و 1.67 وحدة فلكية منها .

يبلغ قطره 6794 كيلومتراً ، وأفضل فرصة لرصده هي عندما يكون في وضع المقابلة ، وتسنح هذه الفرصة عندما يكون المريخ قريباً من حضيض مداره .

 

يكمل المريخ دورة واحدة حول محوره كل 24 ساعة و37 دقيقة و23 ثانية ، ويميل المحور بزاوية قدره 25° بالنسبة إلى مستوى مداره حول الشمس ، وهو يشبه الأرض تماماً من هذه الناحية رغم أن له 28% فقط من مساحة الكرة الأرضية.

وللمريخ قمران طبيعيان، هما فوبوس *(phobos) وديموس  *(Deimos). يبدو سطح المريخ عند مشاهدته بالمقراب برتقالي اللون ضارباً قليلاً إلى الحمرة وتتخلله خطوط داكنة كان يعتقد في زمن ما أنها بحار ، فسميت "ماريا" (maria)، أي بحار .

تأخذ القلنسوتان القطبيتان البيضاويتان في التقلص والتمدد وفقاً للفصول المريخية، وقد وجد الفلكيون الأوائل تغيراً فصلياً في شدة لمعان وشكل البحار المريخية ، مما دفعهم إلى الاعتقاد أن هذه المناطق مكسوة بنبات شبيه بالأُشْنَة  (lichen-like)، يأخذ في الازدهار عندما تذوب المنطقة القطبية خلال الربيع المريخي .

 

أما القنوات التي رصدها شياباريلي (Schiaparelli) عام 1877 ثم لاول (Lowell) من بعده فقد افترض أنها جزء من شبكة لتوزيع المياه على الكوكب ، وقد أوضحت الأرصاد التي قامت بها مسابر مارينر (Mariner probes)* أن هذه القنوات ما هي إلا أسطورة.

وبينت أن البحار مكونة من صخور صلدة قاتمة اللون مغطاة بطبقات متباينة السمك مع الغبار الذي تثيره الرياح المريخية ، ويتكون سطح المريخ من البازلت الغني بالحديد ، ويعود اللون البرتقالي الضارب إلى الحمرة الذي يميز قشرة المريخ إلى تأكسد عنصر الحديد .

تبلغ قيمة الضغط السطحي للغلاف الجوي المريخي 7 مليبار ، أو ما يعادل 0.007 معدل الضغط عند سطح الأرض ، ويمتد الغلاف الجوي حتى ارتفاع يتراوح بين 100 و300 كيلومتر.

 

ويشمل في جزئه العلوي غلاف التشرد  *(ionosphere)، ولا تزيد درجة حرارة سطح الكوكب على سينتغراد خلال النهار إلا في صيف نصف الكرة الجنوبي ، وتتعرض معظم المناطق لدرجات حرارة قريبة من 100° مئوية تحت الصفر قبل شروق الشمس في الصباح .

وقد بينت التجارب التي قام بها مسبارا الفضاء فايكنغ *(Viking probes) اللذان هبطا على سطح الكوكب عام 1976 أن جوﱠه مكون تكويناً رئيساً من ثاني أوكسيد الكربون  (95%) ، والنتروجين (2.7%) والأرغون (1.6%) والأوكسجين (0.15%) ، وكمية ضئيلة من بخار الماء وأول أوكسيد الكربون والزينون.

ويتجمد بخار الماء أحياناً ليكون سحباً من بلورات الجليد وخصوصاً عند المنطاق المرتفعة كالبراكين،  أو يتكثف على شكل ضباب في المناطق المنخفضة كمنطقة سهل هيلاس *(Hellas Planitia) ووديان مارينريز   *(Valles Marineries).

 

وتشكل نظم السحب جزءاً مهماً من طقس الكوكب ، ويصبح سطح الكوكب أشد عتمة أثناء هبوب العواصف الغبارية التي قد تشمل الكوكب بأسره .

حدث ذلك على سبيل المثال عام 1971 في بداية مهمة المسبار مارينر 9 وكذلك عام 1977 خلال مهمة المسبارين فايكنغ  (Viking ).

 

المريخ حالياً

صورة كونتها مسابر الفضاء لكوكب المريخ. يتكلف بخار الشحيح في الغلاف الجوي للكوكب في القطب الشمالي خصوصاً مكوناً قلنسوةً من الجليد المائي (المنطقة البيضاء)، والصورة جهة اليسار هو ما تخيله الفنان لأحد مناطق المريخ.

 

المريخ قديماً

تعرض كوكب المريخ قديماً لظاهرة البيت الزجاجي مما أدى إلى ارتفاع درجة الحرارة وذوبان الجليد.

وقد أدى ذلك إلى تكون بحيرات أو بحار كبيرة بقيت مغطاة جزئياً بالجليد (المناطق البيضاء) أو بالمواد الرسوبية العالقة (المناطق المعتمة) . يبين الشكل جهة اليمين ما تخيله الفنان لمنطقة ما على المريخ هذه الحقية .

1. مناطق معتمة كما ترى من الأرض. تبين الخطوط المعتمة خليج سابائي (Sinus Sabaeus) عند خط طول 340°، وتمثل البقع البيضاء الصقيع المنتشر في حوض هلاس   (Hellas Basin)  .

2. يقسم خط الاستواء كوكب المريخ إلى قسمين متباينين من حيث طبيعة التضاريس، فتسود الجزء الشمالي من الكوكب سهول منخفضة حديثة التكوين نسبياً، بينما يتميز الجزء الجنوبي الأقدم نسبياً بهضابه المرتفعة، ونشاهد في الصورة منطقة بحيرات اسمنيوس (Lacus Ismenius) التي تظهر هذا التقسيم بوضوح.

 

1. تم جمع عدد كبير من الصور التي التقطها مسبار الفضاء فايكنغ لتكوين هذا المشهد الفريد لأكبر الوديان على كوكب المريخ (وسط الصورة).

يقع الوادي بالقرب من خط طول 78° ، ويعرف بوادي مارينريز  (Valles Marin-eris)، ويبلغ طوله 2000 كيلو متر تقريباً، ويقع بالقرب من حافته الغربية ثلاثة من براكين الكوكب الكبيرة.

 

2. منطقة في سهل إليسيوم (Elysium Plantia) يجب اتساعها 320 كيلومتراً تقريباً وتشكل دليلاً قوياً على تدفق الصهارة فوق سطح كوكب المريخ في زمن قريب نسبياً.

3. تكبير للمربع الصغير في أعلى الصورة (2) يبين بوضوح صهارة "حديثة" لا يتجاوز عمرها 10 ملايين من السنين.

 

1. منظومة وديان Noctis Labyrinths كما صورها المسبار مارس غلوبال سرفيور في 19 أيلول من عام 1998 . تبين الصورة بنية جدار الوادي بالقرب من حافته، أما الجدار السفلي للوادي فيبدو مطموراً تحت الركام.

2. وادي نرغال (Nirgal Vallis) وقد انتشرت فيه صفوف من الكثبان. التقطت الصورة في 21 أيلول من عام 1998

.

3، 4، 5. تقع معظم الأخاديد الناتجة عن جريان الميان في كوكب المريخ بعيداً عن خط الاستواء، ويعود ذلك ربما إلى الجمد السرمدي (Permafrost) الذي يكون أكثر انتشاراً في المناطق الباردة بالقرب من القطبين.

ويرى بعض العلماء أن عدم وجود فوهات ارتطامية في منطقة الأخاديد يعود إلى أن هذه التكوينات حديثة نسبياً؛ أي أن الماء ربما يجري على عمق لا يتجاوز بضعة مئات من الأمتار تحت سطح الكوكب.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى