نبذة عن حياة الجوهري “أحمد التيفاشي”
1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
أحمد التيفاشي شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
هو أحمد شهاب الدين أبو العباس «أحمدُ بن يوسُف التيفاشي»، مُعدِّن وجوهري عربيٌّ من شمال إفريقيا.
عاش في القرنيْن السادس والسابع من الهجرة (الثاني عشر والثالث عشر من الميلاد).
وُلد في عام 580 هـ بتيفاش، وهي قرية تقع على الحدود الجنوبية الشرقية لما هو الآن جمهورية الجزائر.
تلقَّى العلمَ في صباه ويفاعته على يد أبيه وشيوخ بلدته، ثم في مدينة تونُس. وكان أبوه قاضياً على المذهب المالكي، وعلى دراية بأحوال المعادن والجواهر.
كان يعمل في هذا المجال بحاشية الخليفةِ المنصور بنِ عبد المؤمن من خلفاء دولة الموحدين المغربية.
وقد كان الخليفة يعهد إليه بفحص المعادن والجواهر التي تَرِدُ إلى القصر، لتعرُّف النفيس منها من الرديء والمغشوش.
وكان أحمدُ بنُ يوسُف التيفاشي في صباه ويفاعته يرافق والده في بلاط الخليفة المنصور، فيبهره ما كان يقوم به والده ومَن معه من العلماء من الاختبارات والتجارب على المعادن والجواهر، حتى هوى ذلك العمل، وتعلقت به نفسه.
ولما سافر إلى مصرَ في شبابه ليستزيدَ من العلم، درس الفقهَ على المذهب المالكي، وإلى جانب ذلك كان يجمع التراثَ ويسمع العلم عن المعادن والجواهر والأحجار وظواهر الطبيعة.
وقد سافر في سبيل إشباع هوايته عن الجواهر والأحجار إلى أماكن وجود القيِّم منها في بلاد بعيدة وقتذاك، كالعراق، وفارس، وأرمينيا.
ولما استقر به المقام في مصر بعد أن ذاعت شهرتُه في علوم الفقه وهواية الجواهر والأحجار، عيَّنَه السلطان الكامل قاضياً بالقاهرة.
وكان في الوقت نفسه ثِقةَ السلطان في مسائل المعادن، والتعدين وتصنيعَ الجواهر، والأحجار الثمينة، وأحجار الزينة.
للتيفاشي مؤلفاتٌ عديدة مهمة، منها في الفقه، والشريعة وعلوم اللغة، ومنها في علوم الطبيعة والجغرافيا، ومنها في التُّراث الشعبي في الفنون. لكنَّ أشهر ما اشتهر به التيفاشي من تصانيفه ما اختص بالمعادن والأحجار والسموم والمواد الكيميائية.
وأشهرُ هذه الكتب جميعاً كتاب «أزهار الأفكار في جواهر الأحجار» الذي هو وراء شهرة أحمد بن يوسف التيفاشي، رائداً من أشهر رُوَّاد المُعَدِّنين العرب في العصور الوسطى.
هؤلاء الرُّوَّاد هم الذين أَرْسَوْا القواعدَ الأولى لعلم المعادن، وسبقوا في ذلك كثيراً من مؤسِّسي علم المعادن الحديث في أوروبا.
ومن أهم ما يلحظه المُطَّلعُ على كتاب «أزهار الأفكار في جواهر الأحجار» الالتزامُ بالمنهج العلمي الدقيق، والأمانة، والمثابرة، في البحث. فالقارئ للكتاب يلاحظ أن مؤلفه كان يقوم بإعداد تجاربه بنفسه.
وكان يتقصَّى الحقائقَ والمعلومات بنفسه، ولو كلَّفَه ذلك الأسفارَ البعيدة للقاء العلَماء والخبراء، أو لفحص المَعْدن في منجمه، أو في بيئته الطبيعية.
ويسجل الكتاب للتيفاشي ريادةً في دراسة الطبائع البلّورية، ووصف أوجه البَلوُّرات، وظواهر انكسار الضوء في المعادن، وتحديد درجات الصَّلاة لها، ومعرفة طبيعة التركيب الكيميائي بتعريضها للهب.
هذا إضافةً إلى الملاحظة الدقيقة لاستخراج الخامات من مناجمها، ووصف ذلك بدقة، وتحديد بعض النظريات في أصل الخامات التي ما زالت مقبولةً في أساسها حتى اليوم. تُوفِّي أحمد بن يوسف التيفاشي ودفن بالقاهرة في عام 651 هـ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]