شخصيّات

نبذة عن حياة الخليفة الأموي “عمر بن عبدالعزيز”

2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

عمر بن عبدالعزيز شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

هو عمر بن عبد العزيز بن مروان أبو حفص، الذي كان أكثر خلفاء بني أمية ورعا وخلقا وزهدا.

ولد في حلوان في مصر سنة 65هـ: 684 م، وكان أبوه أميرا عليها. وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب.

قرأ القرآن وهو صغير، وأرسله والده إلى المدينة المنورة يتعلم فيها، ولكن عندما توفي والده طلبه عمه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان إلى دمشق وزوجه ابنته فاطمة. وكان في بداية شبابه مفرطا في التنعم والترف.

 

ولما ولي الوليد بن عبد الملك الخلافة الأموية أمر عمر بن عبد العزيز على المدينة، فوليها مدة سبع سنوات (86 – 93 هـ: 705 – 711 م). وتذكر الروايات الكثير عن دينه وعلمه وأخلاقه.

وعندما أراد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك أن يعزل أخاه سليمان من ولاية العهد تصدى له عمر بن عبد العزيز ملتزما بالبيعة التي سبق أن أعطيت لسليمان، وغضب منه الوليد لهذا السبب.

 

فلما ولي سليمان الخلافة لم ينس لعمر بن عبد العزيز هذا الموقف، فعهد إليه، وهو على فراش الموت، بالخلافة من بعده؛ وأصبح خليفة المسلمين سنة 99 هـ : 717 م.

وقد كان عمر بن عبد العزيز يخشى تولي الخلافة لأنها مرتبطة بحقوق الرعية التي سيسأله الله تعالى عنها. ولقد كان  عمر بن عبد العزيز في خلافته زاهدا، متقشفا، متواضعا، ورعا، تقيا، متمسكا بكتاب الله تعالى والسنة النبوية.

 

ويذكر من أعمال عمر بن عبد العزيز في أثناء خلافته، أنه:

1-  أعفى كل من أسلم من أهل الذمة من دفع الجزية، فانتشر الإسلام بين المسيحيين واليهود.

2– خفف الضرائب عن عامة الناس.

3- اتبع سياسة التسامح مع شعوب البلاد المفتوحة، وبخاصة في فارس، فأقبلوا على اعتناق الإسلام، دين اليسر والتسامح.

 

4- نشر الدعوة الإسلامية بين شعوب جميع الولايات المفتوحة، وفي عهده أسلم من سكان خراسان نحو أربعة آلاف شخص نتيجة سياسته المتسامحة.

5- كتب إلى الإمبراطور ليو الثالث في الإمبراطورية البيزنطية يدعوه لاعتناق الإسلام.

6- اتفق مع زوجته فاطمة على أن تعطي جميع ما لديها من مجوهرات لبيت مال المسلمين، ففعلت ذلك.

 

7- عمل طيلة مدة خلافته القصيرة، وهي سنتان وخمسة أشهر، على نشر السلام والأمن والعدل والإحسان في أنحاء البلاد الإسلامية.

8- كان حريصا على أن يوصي حكام الولايات بضرورة نشر العدل، ورفع الظلم، وتأمين السلام.

9- وزع جميع ما يملك هو وأهل بيته من أموال على الفقراء، وما زاد على ذلك أودع بيت المال.

 

وعندما تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة نهج في حياته أسلوب الزهد والتقشف، فعندما كان في بداية حياته كان ثمن ثوبه ألف دينار، ولما أصبح خليفة، أصبح ثمن ثوبه عشرة دراهم فقط.

واقتصر طعامه على أكل العدس، وكان يعيش في بيت من الطين والسعف، وكان بيته خاليا من المال خشية الحرام.

وكان يخاف كثيرا أن يظلم أحدا في خلافته فأكثر من حسن معاملة الناس، والإقبال على العبادة، والزهد والتقشف في العيش.

 

وقد أطلق عليه معاصروه لقب «المهدي» و«خامس الخلفاء الراشدين». وقد كان الخليفة عمر بن عبد العزيز، مثل جده الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، دينا وزهدا وعدلا.

ولم يبق في الدولة الأموية في أيامه فقير. وكان لا يقبل أي نوع من الهدايا لأنه اعتبرها رشوة حراما. وكان قنوعا، لا يترك قميصه حتى يبلى ويتقطع.

 

وفي أيامه انتشر الأمن في أنحاء البلاد حتى لم يوجد بها لص أو سارق وأحبته الرعية فأقبلت عليه. وكان يقضي وقت راحته في قراءة القرآن الكريم والسنة النبوية.

وكان يكثر من الصلوات. وتوفي الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز سنة 101 هـ : 719 م، وكان عمره وقتذاك تسعا وثلاثين سنة وستة أشهر. وظل الخليفة عمر بن عبد العزيز معظما عند المسلمين بعد مماته.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى