نبذة عن حياة الطبيب ابنُ أبي أُصِيَبِعَة

1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطبيب ابنُ أبي أُصِيَبِعَة شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

هو مُوَفَّقُ الدين أبو العباس بنُ أبي أصيبعة – وُلد في دمشق سنة 600هـ وتُوُفِّيَ في صَرْخد بجبال حوران سنة 668هـ (1270م).

وهو طبيبُ عيونَ وَرِثَ الصنعة عن أبيه الذي كان يُلَقَّب شيخَ الكحالين بدمشق (أي رئيس أطباء العيون).

وبعد أن أنهي دراستَه الطبيّة، انتقل إلى القاهرة وكانت في عصـر الدولة الأيوبية في عز مجدها مركزاً للعلم والعلماء.

والتحق بالمستشفى الناصري الذي أنشأه الملكُ الناصر صلاحُ الدين الأيوبي. وهناك اشتهر بذكائِهِ، وحسن مداواته لأمراض العيون حتى استلفَتَ نبوغه الملكَ فالحقه بخدمة الدولة.

وقد وَصَلَتْ شهرتُه بعد ذلك إلى أسماع الملك عز الدين في مدينة صرخد السورية فأرسل في طلبه وظل في خدمته حتى وفاته.

ولكن شهرةَ ابن أبي أصيبعة تأتي من موسوعته العلمية الفريدة في عصرها والتي سمَّاها "عيونُ الأنباء في طبقات الأطباء".

وهي أَوَّلُ موسوعة من نوعها تتناول تاريخَ الأطباءِ النوابغ منذ عهد الإغريق والرومان والهنود. ثم ينتقل بعد ذلك إلى أطباء عصور الإسلام المختلفة حتى عصره (القرن السابع الهجري).

ويتميز هذا الكتاب بأنه يجمع بين العلم والأدب والتاريخ. فلم يُغْفِلْ فيه ذكرَ أشعار الأطباء وبلاغاتهم الأدبية وأفكارهم الفلسفية إلى جانب إنجازاتهم العلمية.

وبفضل هذا المرجع المهم عرفنا الكثيرَ عن مشاهير أطباءِ المسلمين أمثال الرازي و ابن سينا و الزهراوي، وعرفنا مُؤَلَّفاتهم الموجودةَ والمفقودة.