نبذة عن حياة العالم “الأصمعي”
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
العالم الأصمعي شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
هو الحجة في الشعر، الضليع في اللغة، المبين في الأدب، المتمكن في علم الحيوان،
له فيه اجتهادات وإنجازات وإن غلبت نزعته الأدبية طابعه العلمي، ذلكم هو عالمنا الأصمعي (شكل رقم 73).
بين اللغة والأدب… والعلم
هو عبدالملك بن عاصم بن علي بن أصمع بن مظهر بن رباح بن عمرو بن عبدالله الباهلي، وهو باهلي نسبة إلى (باهلة)، وهي عائلة كبيرة كانت تقطن معظم أرجاء البصرة، ويُكنَّى بـ (أبي سعيد). ولد في البصرة التي كانت مقر النحويين في العالم الإسلامي عام 122هـ (740م)، وتوفى بها.
وقد عايش في باكورته أواخر العصر الأموي، ولكنه عاصر بعض خلفاء بني العباس، لذا وجد في فترة كثرت فيها القلاقل والاضطرابات.
يلقب والده بـ (قريب) لمروءته وشجاعته، وكلٌ من جدَّيه مظهر وأصمع أدركا الرسول صلى الله عليه وسلَّم.
وقد اشتهر الأصمعي مذ حداثته بالذكاء الخارق، كما اشتهر بذاكرته الفريدة التي كان يُضرب بها المثل، إذ كان في صغره ينقل الروايات عن والديه بدقة عبارة وسحر بيان.
تتلمذ على جهابذة العلم في مساجد البصرة حتى صار معجزةً في اللغة والأدب، فضلاً عن الطبيعيات كعلم الحيوان.
شيطان… الشعر!
عاش الأصمعي في فترة انتقال الحكم من بني أميَّة لبني العبَّاس، الفترة الحرجة التي زُلزلت فيها الأمة الإسلامية زلزالها.
كان أموياً بما تعنيه الكلمة من معنى، لذا زُجَّ به في السجن بتهمة ملفقة دبَّرها له أعداؤه الشعوبيون. لذا كان خصماً لدوداً للشعوبية ونصَّب نفسه حرباً عليها.
ولما اتصل بأمير المؤمنين هارون الرشيد جعل هدفه الذود عن قوميته بكل سلاح: بالشعر حيناً، والرؤية التاريخية أحياناً، ومقاومة البدع والزندقة والتطرف الديني في كثيرٍ من الأحيان.
كان يرفض سياسة العبَّاسيين ويجاهر بأمويته التي أوقعته في كثيرٍ من العثرات، رافضاً كل ما عدا ما يذهب إليه أهل السنة.
وكان محباً لأمير المؤمنين هارون الرشيد، لأن الخليفة نفسه كان محباً للعلم حفياً بالعلماء، لا يجالس غيرهم، فمجلسه مدرسة يأتي إليها طلاب العلم من كل وادٍ، لينهلوا من روافدها العذبة.
كان الأصمعي حفَّاظاً للشعر حتى أسماه هارون الرشيد (شيطان الشعر). وقال عنه أبو الطيِّب اللغوى: (كان أتقن القوم لغةً وأعلمهم بالشعر وأحضرهم حفظاً). أما الأصمعي نفسه فيقول : (أحفظ عشرة آلاف أرجوزة)!!.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]