نبذة عن حياة الكيميائي “كلمنت”
1999 تاريخ الكيمياء
صلاح محمد يحياوي
KFAS
الكيميائي كلمنت شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
نيكولا NICOLAS كلمنت كيماوي فرنسي وُلِدَ في نهاية عام 1778 م أو بداية العام التالي في ديجون.
أنهى كدراسته الابتدائية في مسقط رأسه، ثم ذهب إلى باريس ليعمل كاتباً لدى عمه الكاتب بالعدل.
كان كلمنت منذ نعومة أظفاره يكرس كل أوقات فراغه للكيمياء، وغدا قادراً في باريس على حضور الدروس في JARDIN DES PLANTES.
ولعب الحظ دوره في مجرى حياته المهنية عندما ربح جائزة يانصيب، إذ غدا قادراً على تكريس نفسه كلياً للكيمياء.
وطور صلاته بالدفعة الأولى التي قُبِلَتْ في مدرسة البوليتكنيك ECOLE POLYTECHNIQUE، ثم بكل العالم العلمي.
وتزوجَ يما بعد ابنة شارل برنار دزورم DESORMES المعيد في مختبر غيتوم دُ مورفو DÈ MORVEAU في مدرسة البوليتكنيك.
وتوطد تعاون علمي دائم بين الرجلين، وكان كلمنت كثيراً ما يستعمل الاسم كلمنت – دزورم، لذلك اشاعت بعض الروايات أن كلمنت ودزورم هما اسمان لشخص واحد.
كانت الأعمال العلمية لكلمنت ودزورم عديدة ومتنوعة، كانت بدايتها (عام 1801 – 1802م) بالتحديد الصحيح لتركيب أحادي أكسيد الكربون وثنائي كبريت الكربون.
وقد أثير جدل حول هذا الموضوع مع برتوليه BERTHOLET الذي أضمر الحقد على كلمنت، كان برتوليه مصراً على أن الكربون لا يمكن أن يوجد دون أن يحتوي على الهيدروجين، وأن ثنائي كبريت الكربون يطابق كبريت (سلفيد) الهيدروجين، وسَلَّم مسبقاً بأن الماء متحد بالغازات.
وذلك ليأخذ بالحسبان تركيب بعض أملاح الباريوم التي كان كلمنت ودزورم قد أعطيا تحليلاً صحيحاً لها، وعندما تم إنجاز تحليل اللاوزورد عام 1806م، والنص نهائياً على أن اللون الأزرق لم يكن يعود إلى الحديد قام كلمنت بتحضير طريقة لاصطناعه، وجاء غيمه J.B. GUIMET بعد أحد عشر عاماً لينفذ هذا الاصطناع.
وقد تبين نتيجة للبحث الذي أجري على حجر الشب في السنة نفسها أن تفضيل ضروب الشب الإيطالي لم يكن سوى حكم سبقي مبني على بعض على بعض خاصيات خارجية فقط، وعلى سبيل المثال فقد عد اللون الناتج من الشائب أمراً جوهرياً، وبالتالي كان حجر الشب الشديد النقاء غير مقبول. جاء هذا الكشف ليتيح تطوير صناعة حجر شبٍ فرنسي.
وفي هذا الدور أنجز كلمنت أحد أكثر انتصاراته لفتاً للنظر عندما أعطى تفسيراً صحيحاً للتفاعلات الكيماوية التي تنتج في صنع حمض الكبريت، وتحسنت جودة إنتاج الحمض، كما ازدهرت بذلك الصناعة الكيماوية بأجمعها.
وعُني عمل آخر لكمنت ودزورم بدراسة الحرارة (1812 – 1819م). كما قادت أبحاثهما إلى إعطاء عدد ذي رتبة مرضية لمقدار الصفر المطلق.
ولقيت محاولتهما لتقدير كميات الحرارة الموجودة خارج حامل مادي نقداً لاذعاً من قبل غاي لوساك GAY LUSSAC – رغم أنهما اعتمدا في حساباتهما القانون الذي وضع غاي لوساك صيغته.
ونشرا أبحاثاً أجرياها على القدرة الميكانيكية للنار.. وكانا يأملان بكشف أساس هذه القدرة في القانون الذي وضعه واط WATT، والذي ينص على أن كمية الحرارة في وزن معطى من بخار الماء هي مستقلة عن درجة حرارته وحجمه.
واستنتج كلمنت ودزورم على نحو صحيح باستعمال هذه العلاقة وقانون غاي لوساك أن من المفيد تشغيل آلة في ضغوط عليا وإفساح المجال لحدوث تمدد أعظمي. وقد تبين من أمالي أحد الطلاب في الـــ CONSERVATOIRE DES ARTS ET METIERS أن سادي كارنو SADI CARNOT كان حاضراً في محاضرات كلمنت.
كما تبين أيضاً أن كلمنت قد أعار كارنو مخطوط تقرير هام في عام 1819م لم ينشر، وكان نصيبه الضياع، وكان يحتوي على النتائج المفصلة لبحثه في الآلات البخارية … وقد أشاد كلمنت فيه عدة مرات بأفكار كارنو حول القدرة المحركة للنار.
وأوصى طلابه بقراءتها عندما تنتشر عام 1824م ومن المؤكد أن كارنو يدين بالكثير لكلمنت بدءاً ربما باختياره لمادة الموضوع وعنوانه.
زد على ذلك أن عام 1819م قد سجل الأوج في سيرة كلمنت العلمية، فقد غدا أستاذاً في الــ CONSERVATOIRES DES ARTS ET MÈTIERS شاغلاً أحد ثلاثة كراسي في التعليما لتقني العالي الذي وضع ذلك العام.
وكان كلمنت الأجدر بهذا المنصب لأنه مدير أعمال ذو خبرة وتجربة، وكان تحت تصرفه إلى جانب أشياء أخرى مصنع لتكرير سكر الشوندر، ومصنع تقطير لصنع الغول (الكحول) من البطاطا، ومصنع تقطير لصنع الغول (الكحول) من البطاطا، ومصنع لتكرير حجر الشب.
وكان كلمنت في سنيه الأخيرة قد اعتاد السفر خلال الصيف لدراسة مشاريع الأعمال الرئيسة في فرنسة وخارجها.
ونتيجة لكفاءته فقد عرضت عليه الشركات أن يكون مهندساً مستشاراً لديها. غير أن القدر قد قلب له ظهر المجن عندما وقع عقداً مع شركة : LA COMPAGNIE DE SAINT GOBAIN يتقاضى بموجبه نسبة مئوية، وينص أيضاً على أن تدفع الشركة لكلمنت مبالغ ضخمة وأن تنهي علاقتها به بمجرد أن يغدو الإجراء الذي أدخله قد تطور إلى درجة كافية تُمَكّن الشركة من الاستغناء عن خدماته.
ويبدو أن خيبة الأمل هذه قد قصرت من عمره فقد أصيب بعد ذلك بوقت قصير بسكتة دماغية عام 1839م، ونجم عنها حرمانه من ملكاته العقلية، ومات فجأة في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) 1841م.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]