نبذة عن حياة المخترع “أَرْشِميدِسْ”

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

أرشميدس شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

كان أرشميدس من أكبرِ الرِّياضيين والمخترعين في العالَم القديمِ، وقَد وُلِدَ في مدينة سَرَاقُوسَّة في جزيرة صَقَلِّية حوالَيْ العام 287 قبلَ الميلاد.

ودَرَس في مدرسة الاسكندرية التي كانَ قد أنشأَها إقْلِيدِس قبل أن يولدَ أرشميدس بحوالَيْ 50 عاما، ولما عادَ إلى بلدهِ اشتغلَ في حلِّ المسائِل الهندسِيَّة.

وهناك قِصَصٌ عديدةٌ تُروى عن اختراعاتِ أرشميدس، منها أنه صنَع مرآةً أحرقَ بواسطتِها مراكبَ الرُّومان التي كانت تهاجم سراقوسة، ومنها اللَّولَب الذي استُخْدِمَ لرَفْع الماءِ من الأماكِن المنخفضةِ لرَيِّ الأرض.

ويُعرف باسم لولب أرشميدس، وهو معروف في مصر الآن باسم "الطَّنبور".

على أن أشهرَ القِصص عن أرشميدس قصةُ اكتشافهِ للمبدأ المعروفِ باسم قاعدةِ أرشميدس. 

وتتلخَّصُ هذه القصةُ في أنَّ صديقَه ملكَ سَرَاقُوسة كان قد كلَّف صائغًا بصُنْعِ تـاج لـه من الذهب الخالـِص، فـلمَّا أحضَر التاجَ أراد الملك أن يعرفَ إنْ كان الصائغُ قد غَشَّه واستخدمَ مَعْدِنا آخر مَزَجَه بالذَّهب، فكلَّف أرشميدس باختبار التَّاج.

لكنَّ المهمة كانتْ صعبةً، إذْ لَمْ يَكُنْ التحليل الكيميائي معروفا في ذلك الوقت.

وتصادفَ أن كان أرشميدس غامرًا جسمَه بالماءِ في الحمَّام، فلاحظ أنَّ الماءَ يدفعُ رجلَه إلى أعلَى كَلَّما غَطَّسَها فيه، وأن الماءَ الذي يملأ حوض الاستحمامِ كان يَفِيضُ. فَلَمَحَتْ في ذهنه فكرةٌ: لماذا لا يستفيدُ من ملاحظتِه هذه في ايجادِ طريقةٍ لفحصِ التاج؟

وكان مسـروراً جدداً لاكتشافه، حتى قيل إِنه غادرَ الحمَّام مُسْـرِعاً، دون أن يرتديَ ثيابَه! وذهب إلى دارهِ وهو يصيحُ بلغته "يوريكا..يوريكا.."، أي وَجَدْتُها وجدتُها.

ولما وصل بيتَه ملأ إناءً بالماء وغَطَّس التاجَ فيه، ثم كرَّر التجربةَ باستخدامِ كتلةٍ من الـذهب الخالص تساوي التاجَ في الوَزْن، فوجدَ أن كميةَ الماءِ الذي فاضَ عن الإناء في الحـالة الأولَى مختلفةٌ عن كميةِ الماءِ التي فاضَتْ في الحالةِ الثانيةِ، واكتشفَ بذلك غِشَّ الصائغ، وهذا هو أساسُ مبدأ الكثافةِ النوعية.