نتائج الدراسات التي أجريت للمقارنة بين الأطفال الملتحقين بالروضة وآخرين لم يلتحقوا بها
1995 مستويات النمو العقلي
الدكتور محمد مصيلحي الأنصاري
KFAS
نتائج الدراسات التي أجريت للمقارنة بين الأطفال الملتحقين بالروضة وآخرين لم يلحتقوا بها العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
ومن الجدير بالذكر في هذا الصدد ، ذلك الجهد الذي عرضه (Osterlind, 1981) عندما قام بتلخيص لأربع عشرة دراسة تناولت المقارنة بين أطفال التحقوا بالروضة وآخرين لم يلتحقوا بها.
والبحث الذي تم إعداده في ضوء هذه المجموعة من الدراسات وباستخدام مجموعة من الادوات ، منها اختبار شامل لقياس المهارات الأساسية ، واختبارات مهارات التهيؤ الدراسي ، ودليل الاستعداد الأكاديمي ، ودليل النضج الاجتماعي الانفعالي ، وقائمة سلوك التلميذ ، مقياس Ypislanti للتقدير ، ومقياس البيئة المنزلية.
وقد أوضحت نتائج هذه الدراسة تأثير برنامج الروضة على التحصيل في القراءة والنضج الاجتماعي والثابت الانفعال ، غير أنها لم تظهر ارتباطاً بين تعرض الطفل لبرنامج الروضة والتحصيل في الحساب.
وبالإضافة إلى ذلك فهناك المقارنة التي عقدت حول بعض برامج رياض الأطفال ، ومنها برامج Ypislati Perry.
حيث أظهر هذا الاختبار البرنامج أن الأطفال الذين تعرضوا له قد تفوقوا على أقرانهم ممن لم يحضروا البرنامج في الاختبارات غير التحصيلية على مدى سنوات المرحلة الابتدائية جميعاً ، في حين أنهم تفوقوا على أقرانهم ممن لم يحضروا البرنامج في الاختبارات التحصيلية على مدى السنوات الثلاث الأولى من المرحلة الابتدائية .
هذه النتائج ، أيضاً تختلف كلياً مع ما انتهى إليه كل من : (Spitiz Bowlby, 1951; Bonny & Nicolson 1958; Brown & Hunt, 1961, Tyler 1986)، حيث أظهرت هذه المجموعة من الدراسات الآثار السلبية أو على الأقل أظهرت أن التحاق الطفل بالروضة لم يؤت ثماراً كانت مرجوة في شتى الميادين المعرفية أو الاجتماعية أو الانفعالية.
لكن كثيرين بادروا إلى إبراز أن هذه النتائج السلبية لا ترجع إلى بعد الطفل عن أنه في هذا السن المبكرة نسبيا، إنما ترجع إلى عوامل أخرى ، منها قصور أو انخفاض مستوى الرعاية الفردية التي يجب أن يلقاها كل طفل يلتحق بالروضة ،ومنها النقص الواضح في أعداد المعلمات وفي مستوى إعدادهن وما يتمتعن به من كفاءات.
وكذلك المستوى المنخفض للبرامج والأساليب والإمكانات التي تجعل من الروضات مكانا أفضل على وجه اليقين من البيوت التي لا تتوافر فيها مثل هذه الظروف ، وإن ذهاب الطفل للروضة التي تتوافر فيها الضمانات المشار إليها أفضل من تركهم في البيوت أو مع أمهات أو خادمات وسط ظروف قد لا توفر رعاية ولا تحمي من خطر فضلاً عن أنها قد تحرمهم من أنشطة وخبرات ذات تأثير إيجابي عميق في شخصياتهم ومستقبلهم .
واقع الأمر – كما يراه الباحث – أن رياض الأطفال في دولة الكويت يمكن أن تنهي النقاش المحتدم بين من يؤيدون ومن يعارضون التحاق الطفل بالروضة ، حيث تتركز نقطة الخلاف الجوهرية حول أن التحاق الأطفال بالروضة لم يؤت الثمار المرجوه منه، وذلك لاسباب تتعلق بالإمكانات والمعلمة والبرنامج.
وقد سبق للباحث أن تعرض (في الفصل الخاص بالخبرات) للمكانة المتميزة التي تحتلها رياض الأطفال في النظام التعليمي بدولة الكويت ، ولما تستأثر به من إمكانات متنوعة تتيح للطفل أن يجد بيئة تربوية تستثير كل ما يمكن أن يتوفر لديه من قدرات أما عن المعلمة فلقد اتجهت دولة الكويت إلى إعدادها إعدادا جامعيا منذ ما يقرب من عشر سنوات ، وبرامج إعداد معلمة الروضة تخضع للتقويم والتطوير باستمرار.
وأما عن البرامج التربوية في رياض الأطفال بالكويت فهي محل دراسات علمية متتابعة وعلى امتداد فترة زمنية طيلة بغية تحديثها وإضافة ما يمكن إضافته من الجديد إليها باستمرار .
ولعل الانتقال من البرامج التقليدية إلى البرامج المتكاملة والتي تعتبر محوراً من محاور هذا البحث جاء ثمرة لمحاولات التقويم والتطوير الدؤوبة لهذه البرامج ، وعلى هذا الأساس فإن الباحث يرى أن رياض الأطفال في دولة الكويت تكاد تخلو من تلك السلبيات الجوهرية التي وجدها البعض مبرراً للدعوة إلى عدم التحاق الاطفال بالروضة باعتباره جهداً لا طائل من ورائه.
يمكن أن تتواجد أخطاء هنا أو هناك في توزيع الإمكانات المادية أو في إعداد معلمة الروضة أو في تقويم وتطوير برامجها ، لكن ذلك لا ينفي كون هذه الرياض تمثل بالفعل بيئة تربوية تصلح لاستقبال الطفل والأخذ بيده في مجال اكتساب العمليات العقلية المعرفية وغيرها من جوانب المختلفة لهذا الطفل .
كما يرى الباحث أن التحاق الطفل او عدم التحقاه بالروضة ليس هو – ولم يكن في الاساس – التساؤل الذي انبثق منه الفرض الأساسي الأول لهذا البحث ، بل كان السؤال هو هل إذا التحق الطفل بالروضة يكون اكتسابه للعمليات العقلية المعرفية مختلفاً عما يستطيع الطفل من أقرانه اكتسابه من هذه العمليات المعرفية ؟
ولقد أوضحت النتائج والمناقشات المرتبطة بها ، أن الطفل الكويتي الملتحق بالروضة في أي عمر فيما بين الثالثة والسادسة يكتسب من العمليات العقلية المعرفية ما يفوق مكتسبات قرينه غير الملتحق بالروضة وبفروق دالة إحصائيا في كل مجال من مجالات هذه العمليات العقلية المعرفية ، الأمر الذي مكننا من رفض هذا الفرض .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]