نتائج عمل لجنة التعاون البيئي
2014 البذور والعلم والصراع
أبي ج . كينشي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
العلوم الإنسانية والإجتماعية البيولوجيا وعلوم الحياة
ففي نواحٍ عديدة كانت نتائج عملية لجنة التعاون البيئي مخيبة لآمال نشطاء الذرة، لكونها لم تقُد الحكومة المكسيكية إلى تغيير نهجهها تجاة الذرة المهندسة وراثياً.
على أية حال، كانت إحدى النتائج المهمة لهذه العملية التي قد لاحظها فتنغ أيضاً (Fitting 2011) هي تعبئة حشد أكبر من العلميين لمعارضة الذرة المهندسة وراثياً. إذ من خلال عملية لجنة التعاون البيئي هذه، تمكّن النشطاء [المناهضون] من التحالف مع العلميين الذين بالفعل كانوا ينتقدون المحاصيل المهندسة وراثياً، وخلقوا فضاءً عاماً يمكن من خلاله بث تلك الآراء. فبعد ذلك واصل العلميون المنتقدون للذرة المهندسة وراثياً التعبير عن مخاوفهم حولها بصورة منظمة بنحو متزايد.
لقد حدثني أحد المنظمين الرئيسيين للمناسبات الثقافية والاحتجاجات المحيطة باجتماعات لجنة التعاون البيئي في أواكساكا قائلاً: "إن القصد من منتدانا هو عدم التأثير في العلميين، وكان علينا الاستفادة من ندوة العلميين تلك" (Maize Activist, Oaxaca, March 3, 2006).
فقد أشاد [المتحدّث] بهؤلاء النشطاء الذين تمكّنوا من تطوير علاقاتهم مع المجتمع العلمي، ولنا أن نتصور دور هؤلاء [النشطاء] في لفت أنظار الجمهور إلى العلميين الذين هم كانوا أصلاً منتقدين للذرة المهندسة وراثياً:
إن الجماعات التي حاربت دراسة لجنة التعاون البيئي مثل منظمة السلام الأخضر ومجموعة الدراسات البيئية، حافظت على علاقتها مع بعض العلميين الأعضاء في اللجنة. فهؤلاء العلميون لم يقاتلوا داخل اللجنة من أجل أن يكون التقرير أكثر صدقاً وواقعيةً فحسب، بل أيضاً من أجل (المشاركة) في المعلومة…. دعنا نقول كان هناك شعور بوجود حلفاء داخل اللجنة.
فالحكومة [المكسيكية] وشركتا مونسانتو وأكروبايو كانوا قد أنشاؤا دعاية تصبّ في مصلحة التكنولوجيا الحيوية. لذلك كنا قادرين على التصدي لهذا الأمر ونقول: لا… انتبهوا… هناك علميون آخرون يقولون عكس ذلك؛ إنهم يشجبون كل شيء [بدر منكم]. فمن دون أدنى شك، كان ذلك إسهام في العملية التي عرضوها، وكان ذلك تحالف فعّال لحملتنا له أثر كبير في الناس.
مع نهاية عام 2004م، قرّرت مجموعة صغيرة من العلميين إنشاء منظمة تحت مسمى "اتحاد العلميين الملتزمين اجتماعياً" (Unión de Científicos Comprometidos con la Sociedad (Union of Socially Committed Scientists: UCCS) للنهوض بالمسؤولية الاجتماعية للعلم، ارتقت لمستوى مؤسسة في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2006م.
ولعله واحد من بين الأعضاء المؤسسين الذي أصبح في ما بعد رئيساً لتلك المنظمة هي العلمية في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك(Autonomous National University of Mexico: UNAM)، إيلينا ألفارز- بويلا (Elena Alvarez-Buylla) التي كانت واحدة من الذين ناقشوا في وقت مبكر الأوراق البحثية للجنة التعاون البيئي، وكانت أيضاً من الذين شاركوا بعمق في البحوث التي وثّقت تدفق التحور الوراثي في الذرة المكسيكية.
أما الأعضاء الآخرون في منظمة العلميين الملتزمين اجتماعياً فقد كان من ضمنهم كلٌّ من أنطونيو فرنانديز(Antonio Turrent Fernández) وخوسيه أنطونيو سيراتوس هيرنانديز (José Antonio Serratos Hernández)، وكان كلاهما من الكُتّاب الذين ساهموا في كتابة الفصول الأساسية لتقرير لجنة التعاون البيئي، ولقد عملت منظمة العلماء الملتزمين اجتماعياً على مجموعة متنوعة من القضايا، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالتغيير المناخي، والغابات، والطاقة، لكن زراعة التكنولوجيا الحيوية كانت من أهم القضايا الرئيسية بالنسبة لهذه المجموعة منذُ انطلاقها.
في 12 حزيران/ يونيو 2006 تحدّث كلٌّ من إيلينا الفارز- بويلا وأنطونيو فرنانديز وخوسيه أنطونيو سيراتوس هيرنانديز في ورشة عمل في مقرّ الكونجرس المكسيكي عن النظام الخاص(Special Regime) المقترح لحماية الذرة.
فقد تجمّع في هذه الورشة علميون، ومتخصصون في الذرة، ومنتجون للذرة، ومنظمات غير حكومية، نتج من أعمالها صدور "بيان من أجل حماية الذرة المكسيكية" وقعهُ كلٌّ من العلميين والنشطاء، وقد مثّلَ هذا صدور أول بيان علني مشترك بين المنظمات غير الحكومية والعلميين الذين يناهضون الذرة المهندسة وراثياً11.
فالبيان دعا الحكومة لتطبيق المبدأ الاحترازي وزيادة الدعم لرصد التلوث بالذرة المهندسة وراثياً، وإدراج وجهات نظر المجتمعات الريفية والسكان الأصليين.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]