نظرة الإسلام للكون والطبيعة ومواردها وعلاقة الإنسان بها
2007 في الثقافة والتنوير البيئي
الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع
KFAS
نظرة الإسلام للكون والطبيعة ومواردها وعلاقة الإنسان بها البيئة علوم الأرض والجيولوجيا
إن كل ما خلق الله في هذا الكون خلقه بمقدار كما وكيفا، ويقول الله عز وجل﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ (القمر:49)".
ففي الكون التنوع واختلاف الأشكال والألوان والوظائف، وفيه وفي عناصره تحقيق لمصلحة بني آدم، ودليل على عظمة الخالق المقدر الذي يسبح له كل ما خلق.
يقول الله عز وجل (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّىٰ كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَىٰ ﴾ (طه: 53-54).
لقد خلق الله عز وجل جميع موارد البيئة كي ينتفع الإنسان بها، وبالتالي فإن الانتفاع بها يعد في الإسلام حقا للجميع، لذلك يجب أن يراعى في التصرف فيه مصلحة الناس الذي لهم فيها شركة وعلاة.
كما ينبغي ألاّ ينظر إلى هذه الملكية وهذا الانتفاع على أنهما منحصران في جبل معين دون غيره من الأجيال، بل هي ملكية مشتركة بينها جميعا، ينتفع بها كل جيل بحسب حاجته دون إخلال بمصالح الأجيال القادمة، كأن يسيء استثمارها أو يشوهها أو يفسدها، وذلك باعتبار أن كل جيل لا يملك سوى حق الانتفاع دون التملك المطلق.
إن حق الاستثمار والانتفاع والتسخير الذي شرعه الله للإنسان يتضمن بالضرورة التزاما منه بالمحافظة على كل الموارد الطبيعية كما وكيفا، فلا يجوز للإنسان إفساد البيئة بإخراجها عن طبيعتها الملائمة لحياة الإنسان وقراره فيها.
كما لا يجوز استثمار تلك الموارد أو الانتفاع بها بشكل غير رشيد يفسد أو يعرض مواردها للفساد والتشويه. وموقف الإسلام من البيئة وموارد الحياة وأسبابها موقف إيجابين فكما يقوم على الحماية ومنع الإفساد يقوم أيضا على العمارة والبناء والتنمية.
وهذا يتجلى في فكرة عمارة الأرض بالزراعة والغراس والبناء. فقال عز وجل ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ (هود: ٦١(.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف أنه "إن قامت على أحدكم القيامة وفي يده فسيلة فليغرسها"، ومن هذا الموقف الإيجابي تتخذ الوسائل المختلفة لتحسين شروط الحياة الصحية والغذائية والنفسية بما يسهم في المحافظة على الإنسان، وبما يؤمن ظروف حياة أفضل للأجيال اللاحقة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]