هرمون الـ”ايسلتين” لعلاج مرض السكري
1995 أمراض لها تاريخ
حسن فريد أبو غزالة
KFAS
مرض السكري هرمون الايسلتين الطب
اتجه الفكر الطبي إلى استخلاص إفراز البنكرياس لعلاج المرض، وأي عجز لهذه الغدة عن القيام بوظيفتها الطبيعية.
وكان أن نجح كل من "ريدريك بانتنج" جراح العظام الكندي مع الطالب في قسم علوم وظائف الأعضاء "شارلز بست" في معمل الأستاذ الدكتور "ماكلويد" الاسكتلندي في المستشفى العام بمدينة "تورنتو"؛ من استخلاص هرمون أطلقوا عليه "ايسلتين" بعد تجربته في 30 يوليو في عام 1921 على رجل يدعى "جو جلكرست" وقد أطلقوا عليه اسم الأرنب البشري، لكثرة ما عانى من هبوط السكر أثناء إجراء التجارب عليه!
غير أن التجربة الحاسمة التي أكدت نجاح "الايسلتين" هي التي جربت على فتى مريض بالسكر اسمه "ليونارد تومسون"؛لا يتجاوز عمره الرابعة عشر عاماً فيم طلق عام 1922، إذ تم إنقاذه من موت محقق بعد أن ارتفع منسوب السكر في دمه إلى درجة مهلكة لو لم يحقن "بالايسلتين"!
وكان هذا أول انهزام للمرض لقد منحوا كلاً من الأستاذ "بانتنج" والأستاذ "ماكلويد" جائزة نوبل عام 1923 اعترافاً بفضلهما لهذا الإنجاز العظيم، فيما حرموا "بست" لصغر سنه فاستثنوه من الجائزة الدولية وتناسوا مساعداً آخر عمل في المجال معه اسمه "ماك برايد"، وتبرع الفائزان بنصف نصيبهما للمساعدين المهملين فقد كان في مجد الجائزة الكبرى متسعاً للجميع غير أن الايسلتين عاد إلى تسمية الانسدلين نسبة إلى كلمة اسنولا Insula التي تعني الجزيرة وهو الاسم الذي كان قد أطلق حين اكتشف "لانجر هانز" التجمعات الخلوية في البنكرياس.
كان عام 1922 عاماً حاسماً في تاريخ السكر، وشكل منعطفاً في تاريخ الطب، فأصبح من حق كل مريض بالسكر من بعده أن يحيا حياة طبيعية إذا ما التزم الحمية في الطعام، وتعاطى العلاج المناسب.
ثم كان بعدها أن استخلص طبيب كندي آخر اسمه "ابل" في عام 1926 مادة الأنسولين" على هيئة بلورات تذوب في الماء وتحقن تحت الجلد على ما هو معهود استعماله هذه الأيام عند بعض مرضى السكر.
ثم جرى تطويره على نحو يماثل تركيب "الأنسولين" البشري تفادياً لردود فعل غير مستحبة تقع أحياناً لبعض المرضى، لعدم تشابه الأنسولين المستعمل والمستخلص من أجسام الحيوانات مع بعض عضوية الأجسام وذلك باستخدام ما يعرف اليوم بفن الهندسة الوراثية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]