التاريخ

آخر ليلة في حياة العالم “ابن الهيثم”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

العالم ابن الهيثم التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

آخر … ليلة!

الليالي تمر والأيام تُطوى، ويبلغ أبو علي من العمر أربعاً وسبعين سنة ميلادية وهو يرقد على فراشه يعاني أمراض الشيخوخة، وينظر إلى كتبه ورسائله المائتين في شتى صنوف المعرفة يتوجها كتابه الأشهر في علم البصريات.

في هذه الكتب كنوز ودرر، وبها تحف وأسرار. في هذه الكتب كان حل لمعادلة من معادلات الدرجة الرابعة في الرياضيات، عُرفت باسم (مسألة ابن الهيثم).

وفي هذه الكتب تمكن ابن الهيثم من استخراج حجم الجسم المتولد عن دوران قطع مكافئ حول المحور الأفقي، ومن وضع أربعة قوانين في حساب مجموع الأعداد الطبيعية، ومجموع مربعاتها ومكعباتها، ومن إعطاء قوانين صحيحة لمساحات الكرة والهرم والأسطوانة والدائرة.

في هذه الكتب دراسات لموضوع تثليث الزاوية وتربيع الدائرة. وفي هذه الكتب قدَّم صاحبها طريقة لإثبات قانون الانكسار الأول في الضوء تلقفها من بعده علماء الغرب من مثل ديكارت ونيوتن، وأثبتوا بها قانون الانكسار الثاني.

ولما كانت الليلة الأخيرة في حياة عالمنا الحافلة بالعلم العامرة بالعطاء، أقبل تلميذه (بشر بن فاتك) يزوره، فلما جلس إليه وأقبل عليه قال له ابن الهيثم وهو يشير إلى كتابه المناظر،: (أظن أن كتابي هذا سيكون أكثر ما يتبقى مني ومن كتبي بعد موتي).

وكان ضوء القنديل يخفت ويخفت، ويخبو ويخبو، حتى انطفأ.

في صباح يوم، في العام الرابع والخمسين بعد الثلاثمائة للهجرة، الخامس والستين بعد التسعمائة للميلاد، كان مولد ابن الهيثم في البصرة.

وفي ليل يوم، في العام الحادي والثلاثين بعد الأربعمائة للهجرة، الثامن والثلاثين بعد الألف للميلاد، أسلم ابن الهيثم الروح إلى بارئها في القاهرة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى